في هذا الحوار يقف رئىس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد علي الفاسي الفهري عند أهم الخطوط العريضة التي عرفها الإجتماع الأخير للمكنب الجامعي والتي إعتبرها الجميع بوابة حقيقية لتدشين المرحلة الجديدة لكرة القدم الوطنية وترجمة الستة أهداف التي أعلن عنها عندما تقلد مسؤولية تدبير شؤون الجامعة. ويقف رئىس الجامعة عند أهم القرارات التي إتخذها المكتب الجامعي والتي تشكل إنطلاقة حقيقية لإصلاح المنظومة الكروية، خاصة بعد تسمية مدربي المنتخبات الوطنية وتجديد الثقة في المدير التقني الوطني الفرنسي بيير مورلان، والتعاقد مع الإطار الوطني عبد الرحمان السليماني كمساعد له.. ويكشف السيد علي الفاسي الفهري في هذا الحوار عن مستجدات جديدة ستعرفها كرة القدم الوطنية، خاصة فيما يخص وضعية اللاعبين والحكام وكل المتدخلين في لعبة كرة القدم. الفاسي الفهري: كان إجتماعا مسؤولا، ناقشنا فيه عدة قضايا تهم أساسا المنظومة العامة لكرة القدم الوطنية، جميع رؤساء اللجان قدموا عروضهم التي تنطبق على الرهانات الكبرى التي نحن بصدد تهييئها وإعدادها في المرحلة القليلة المقبلة. وطبعا تظل اللجان منهمكة في أوراشها التي حددناها في الإستراتيجية العامة لإصلاح الكرة الوطنية، خاصة ونحن في مرحلة تاريخية يجب أن نستغلها جيدا بوجود الدعم الملكي للرياضي الأول صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والإجماع الوطني على إصلاح شمولي لعودة المنتوج الوطني إلى الواجهة وفي مستوى تطلعات الجمهور الرياضي.. وشخصيا كمسؤول على الشأن الكروي أسهر على تتبع كل الأوراش باتصالات دائمة مع رؤساء اللجان، لذلك كان إجتماعنا الأخير لتقديم عروض اللجان والنقاش حول أهم المستجدات الخاصة بالمنتخبات الوطنية تم البطولة الوطنية والأوراش المتعلقة بالتكوين، فكما تعرفون أن الجامعة ملتزمة بدعم الأندية على مستوى مراكز التكوين كمسألة مهمة لبناء القاعدة. الفاسي الفهري: فعلا المستوى العام للبطولة الوطنية تطورا كثيرا بشهادة الجميع، بحيث أن الأندية بذلت مجهودا كبيرا لتطوير منتوجها وإنخرطت بعفوية وتلقائية في الأوراش المراهن عليها، وبغض النظر عن الأداء التقني هناك عودة الجمهور إلى الملاعب الوطنية، ما أعطى حماسا في كل الملاعب الوطنية، وهو المتوخى منه، وبهذه المناسبة أود أن أحيي كل الأندية الوطنية على المجهود الكبير الذي تقدمه من أجل الإرتقاء بالمستوى العام للمنتوج الوطني.. الفاسي الفهري: لا يمكن لي أن أتحدث في هذا الموضوع لأن الجامعة ما زالت لم تحسم في الأمر ولم تحدد إسما معينا، لقد إلتزمت بأن أعلن عن مدرب المنتخب الوطني في شهر يونيو، إذ لا بد من أخذ بعض الوقت لأن المرحلةالمقبلة تتطلب بأن يكون لنا منتخبا وطنيا قويا قادرا على ضمان التأهيل إلى كأس العالم 2014 وتحقيق نتائج جيدة في كأس إفريقيا، ويساهم أيضا في هيكلة الفرق الوطنية، وأؤكد بأنه سيكون في مستوى تطلعات الجمهور المغربي. الفاسي الفهري: أولا يجب على المغاربة بأن يفتخروا بأنه أصبحت لنا القدرة على التعاقد مع كبار المدربين وبأجور محترمة. الفاسي الفهري: أولا تعاقدنا مع الإطار الهولندي بيم فيربيك جاء في إطار الإشراف على تدريب المنتخب الوطني الأولمبي، ثم شغل صفة مدير رياضي مكلف بالشباب، حيث سيقوم بالتنقيب عن المواهب الكروية بأوروبا لفائدة الأولمبيين ومنتخبي أقل من 17 سنة وأقل من 19 سنة، وهذا هو المنتخب الذي سيكون النواة الحقيقية لمنتخب 2014.. وبيم فيربيك مشرف حاليا على تدريب منتخب أوستراليا الذي تأهل لكأس العالم بجنوب إفريقيا 2010. وقد أمضينا عقدا يمتد إلى أربع سنوات بهدف التأهيل إلى الألعاب الأولمبية. المهم بالنسبة لنا هذه خطوة إيجابية تأتي في سياق بحث الجامعة على الأطر التي ستشكل قيمة مضافة للأطر الوطنية التي سيكون لها حضور كذلك على مستوى الطاقم التقني للمنتخب الوطني الأول، وكذلك المنتخب الأولمبي بعد أن عملنا على إسناد مهمة تدريب باقي المنتخبات لأطر مغربية. الفاسي الفهري: لقد جددنا الثقة في المدير التقني الوطني السيد بيير مورلان بالنظر للمجهودات الكبيرة التي بذلها على مستوى الهيكلة العامة التي وضعناها، لهذا قرر المكتب الجامعي جديد العقد مع مورلان الذي سينتهي في آخر الموسم الرياضي، وسنرى كم المدة التي سيتفق من خلالها معنا بعد أن نناقش موضوع العقد، كما أننا عينا الإطار الوطني عبد الرحمان السليماني كمساعد له بالنظر لخبرته وتجربته وكمدير تقني سابق بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. الإدارة التقنية الوطنية ورش كبير لأنه ينطلق من الواقع الذي نعيشه على مستوى الجهات والعصب، هذا هو إهتمامنا لإصلاح شامل يهم جميع المستويات.. وقد قلت في أكثر من مناسبة بأن الإدارة التقنية الوطنية تشكل أحد الركائز الأساسية في المنظومة العامة لكرة القدم للنهوض بالقاعدة، لذلك سنعطي كامل إهتماماتنا لهذا الجانب. الفاسي الفهري: لا أحد ينكر بأن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون هي أحسن شريك للأندية، على اعتبار أنها ساهمت في نقل جميع مباريات البطولة الوطنية.. طبعا هناك رغبة في إعادة صياغة العقد بحكم أن البطولة الوطنية ستتحول إلى بطولة إحترافية ولا بد من ترويج منتوجنا الكروي على أحسن وجه، وبالمناسبة سنفتح طلب عروض في هذا الشأن وسنرى.. الفاسي الفهري: كل شيء سيتم التداول فيه.. الفاسي الفهري: شكلنا لجنة في هذا الصدد لتتدارس هذا الموضوع وتحسم في الإشكال المطروح قبل أن تنتهي البطولة، وستجمع هذه اللجنة في هذا الأسبوع.. شخصيا أكن تقديرا خاصا لأندية الهواة، فأنا أعرف همومها ومشاكلها وأحييها على التضحية التي تقوم بها، لأن الهواة هم العمود الفقري للممارسة، وأكيد أن اللجنة ستتخذ القرار المناسب. الفاسي الفهري: كل شيء أصبح جاهزا، وأشكر بالمناسبة جميع اللجان التي هيأت مشاريعها وإلتزمت بما قالته في إجتماعات سابقة، وأكيد ستكون لنا مشاورات مع الأندية ومع خبراء في الميدان لأخذ وجهات النظر، خاصة ونحن نشتغل في مجال رياضي مفتوح على جميع مكونات الأسرة الرياضية، ولا بد من أن يكون هناك حوار مفتوح وشفاف لأننا نشتغل في إطار المصلحة العامة، خدمة للكرة الوطنية والإرتقاء بها وفق المنظور العام الذي يريده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. الفاسي الفهري: الجامعة تسير في هذا الإتجاه، وهذا أيضا مخطط من ضمن الأوراش الستة التي تحدثت عنها في الجمع العام الأخير ، بحيث عملنا على فتح الطريق أمام كل المؤسسات الفاعلة في المجال الإقتصادي للإستثمار في مجال كرة القدم الذي أصبح مجالا حيويا، طبعا هناك دعم ملكي سامي الذي أعطانا الإشارة القوية للعمل ولتطوير إمكانياتنا.. وقد عاهدت نفسي على خدمة الأسرة الرياضية من منطلق مسؤوليتي كرئىس للجامعة باعتباري جزء من هذه الأسرة، ولن أهنأ إلا عندما تترجم كل هذه الأوراش على أرض الواقع، والحمد لله بلدنا يتوفر على كل الإمكانيات لنكون في المستوى المطلوب، إنما يجب أن تتظافر الجهود فيما بيننا لإنجاح المشروع الرياضي الكبير تماشيا مع مسلسل التنمية الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.. الفاسي الفهري: كمغربي أولا لا أقبل مثل هذه التصرفات وقد نددنا بها.. الجامعة لا يمكن لها أن تتخذ أي قرار في هذا الشأن إلا عندما تتخذه أولا الرجاء البيضاوي ثم الإتحاد الإفريقي بعد ذلك ستتدخل الجامعة. الفاسي الفهري: أولا لا بد من التأكيد بأنه لا يمكن أن نستغني عن الثوابت الأساسية للفريق الوطني، لكن هناك إتجاه نحو تعزيز صفوف الفريق الوطني بعناصر جديدة تتألق حاليا في مختلف الأندية الأوروبية وحان الوقت للإستفادة منها، وهذا ما سيقوم به الناخب الوطني القادم، وإن شاء الله نراهن على منتخب وطني قوي يسوده الإنضباط والصرامة وحب القميص الوطني.. نعلم جيدا أننا تأخرنا في تسمية الناخب الوطني، إنما كان يجب أن نأخذ بعض الوقت لاختيار الرجل الأنسب للمرحلة حتى لا نعود لنفس الأخطاء، والذي سيكون كذلك منخرطا معنا في تأهيل الفرق الوطنية ومساهما في دعم كافة مدربي المنتخبات الوطنية، لذلك أقول إن ورش المنتخب الوطني هو ورش كبير كان لا بد أن نعطيه كامل العناية لأننا نريد أن نبني للمستقبل، هذا هو رهاننا وأملنا أن يوفقنا الله في هذا المبتغى. الفاسي الفهري: إن الإخوة في البرمجة ومديرية التحكيم وعلى رأسهم العضو الجامعي أحمد غيبي أنجز عملا كبيرا ولاحظنا أن متغيرات كثيرة طرأت على الممارسة، وهناك برامج في هذا الصدد خاصة في مجال التحكيم بعد العرض الذي قدمه رئىس اللجنة أحمد غيبي، بحيث ستعقد دورات تكوينية قادمة، والجامعة طبعا تفتح بابها في وجه كل المبادرات الرامية إلى تطوير الممارسة والسير قدما بالكرة الوطنية إلى الأمام وإلى الأهداف المنشودة.. نيتنا حسنة وليست لدينا أهدافا معينة، وقد جئنا بأوراش لتطوير منتوجنا الكروي. هذه مرحلة تاريخية يجب أن نتعبأ لها جميعا وهذه الأوراش هي أولا وأخير في صالح الكرة الوطنية.