ذهب شرف إستضافة الدورة 16 من المونديال إلى فرنسا لتُصبح ثاني دولة تستقبل العرس للمرة الثانية بعد المكسيك التي إستضافتها في مناسبتين من قبل في عامي 1970 و 1986، علما أن فرنسا كان سبق وأن أقامت المسابقة على أراضيها سنة 1938. وقد شهدت هذه النسخة زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 24 إلى 32 موزعين على ثمانِ مجموعات، و هو النظام التي لا تزال كأس العالم مستمرة عليه حتى الآن، بحيث أصبح العبور للدور الثاني أي ثمن النهائي مقتصرا فقط على أصحاب المراكز الأولى والثانية في المجموعات، عكس ما كان عليه الوضع في بطولتي 1990 و1994 حينما كانت المنتخبات 24 منقسمة على 6 مجموعات يتأهل متصدروها و أصحاب المركز الثاني إلى الدور الثاني إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات في الصف الثالث. جنوب إفريقيا، اليابان، كرواتيا، جمايكا حضرت المونديال لأول مرة، مع تسجيل حضور عربي تاريخي للثلاثي المغرب، السعودية ومصر. وهكذا إحتُرم المنطق في الدور الأول بتأهل عدة منتخبات قوية من قبيل البرازيل، إيطاليا، فرنسا، الدانمارك، هولندا، المكسيك، ألمانيا، الأرجنتين، إنجلترا، رومانيا، يوغوسلافيا..بينما كانت المفاجأة المدوية إقصاء إسبانيا وبلجيكا، بلغاريا، كولومبيا بشكل ومبكر، وخروج أسود الأطلس من المجموعة الأولى برأس مرفوع بعدما وقعوا ضحية مؤامرة بين البرازيل التي تواطأت مع النرويج لتنهزم أمامها وتمنحها بطاقة العبور معها للدور الثاني، رغم أن رفاق بصير كانوا الأجدر بالعبور خاصة بعد مبارياتهم الثلاث العظيمة آخرها النصر بثلاثية نظيفة على إسكتلندا. أصحاب الضيافة تعذبوا كثيرا قبل أن يفلتوا من شبح الإقصاء في ثمن النهاية على يد العنيدة باراغواي، وإضطروا للعب الشوطين الإضافيين والتأهل بالهدف الذهبي الذي سجله المدافع لوران بلان، ليضعوا الأقدام بصعوبة في محطة الربع، حيث كانوا إلى جوار كل من إيطاليا التي أقصت النرويجوألمانيا التي عبرت حاجز المكسيك، تماما كما فعلت كرواتيا ضد رومانياوالبرازيل أمام الشيلي، ونيجيريا التي إستسلمت للطوفان الدانماركيوهولندا التي عبرت يوغوسلافيا بشق الأنفس، بينما رجحت الضربات الترجيحية كفة الأرجنتين في موقعتها ضد إنجلترا. لهيب المنافسة إشتد ومعاناة الديكة تواصلت بتعادل أبيض مع الطاليان وتأهل للمربع الذهبي بمساعدة من الحظ وضربات الجزاء، فيما كان التفوق جليا للظاهرة كرواتيا التي واصلت خلق الحدث ولعب الحصان الأسود بقيادة الهداف دافور سوكر، فكان إستعراض العضلات بصورة مثالية وثلاثية خالدة ضد ألمانيا، عكس البرازيلوهولندا اللذان أصابهما الخوف والفزع وتجرعا مرارة الشك والضغط قبل أن يتجاوزا تواليا الدانمارك والأرجنتين. وأتى النصف النهائي حافلا بالتشويق والإثارة وصعوبة التكهن بالنتائج، فإحتاج البرازيليون لمساعدة إلاهية لعبور الطواحين الهولندية بالضربات الترجيحية، بينما تخلى الفرنسيون عن سيناريو المواجهات السابقة وأطل نجم المدافع تورام مرتين ليمنح إنتصارا بثنائية ويوقف صاروخ سوكر والكرواتيين. مسرح النهاية جرى فوق خشبة سان دوني بين أصحاب الأرض بقيادة الأسطورة زين الدين زيدان وحامل اللقب بزعامة الظاهرة رونالدو وبصافرة الحكم المغربي الراحل سعيد بلقولة، و قد ربح زيزو الرهان على حساب رونالدو بعدما سجل هدفين على الحارس تافاريل من رأسيتين في الشوط الأول بعد ركلتين ركنيتين. النهاية شهدت تفوقًا واضحًا طوال فترات المباراة للديكة مقابل غياب هجومي شبه تام للسيليساو، حيث كان رونالدو مريضا جدا ولعب مكرها عنه بعد ضغوطات الشركة التي ترعى المنتخب البرازيلي، وقد أنهى إيمانويل بوتي كل شيء بتسجيله الهدف الثالث لفرنسا معلنًا عن تتويج الفرنسيين تحت إشراف المدرب الخبير إيمي جاكي باللقب الأول والأخير في تاريخ الزرق. فوز فرنسا كأس العالم على أرضها كان التتويج السادس والأخير لمستضيف للبطولة، بعد فوز الأوروغواي 1930، إيطاليا 1934، إنجلترا 1966، ألمانيا الغربية 1974 والأرجنتين 1978. بطاقة الدورة: 1998 الدولة المضيفة: فرنسا البطل: فرنسا عدد المنتخبات المشاركة: 32 عدد الملاعب: 10 في 9 مدن الترتيب النهائي للمنتخبات المشاركة: فرنسا (البطل)، البرازيل (الوصيف)، كرواتيا (المركز الثالث)، هولندا (المركز الرابع) عدد المباريات 64 عدد الأهداف 171 عدد الجماهير التي حضرت المباريات 2 مليون و775 ألف مشجع بمعدل 43 ألف متفرج في المباراة الواحدة هداف البطولة الكرواتي دافور سوكر ب 6 أهداف