نوال المتوكل: عمري الرياضي 54 ثانية في الأولمبياد أكدت المغربية نوال المتوكل البطلة الأولمبية نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أنها سعيدة بالوجود بين الرياضيات الإماراتيات والعرب، مثمنة مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك برعاية عقد المؤتمر والجائزة، وقالت: "أم الإمارات" تملك رؤية عميقة لتمكين المرأة في المجتمع، وتعتبر الرياضة مجالاً حيوياً لإبراز طاقاتها باعتبارها عنصراً حيوياً في معادلة الحياة. تهنئة الفائزات وقالت: "أهنئ سمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم على فوزها بجائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لفئة الشخصية المحلية الرياضية المتميزة، وقد فازت بها عن جدارة واستحقاق، وأهنئ كل الفائزات بالجائزة التي ستظل حافزاً مهما لكل رياضية في الوطن العربي على اتساع نطاقه، وأعترف بأنني وجدت دعماً كبير من أبي وأمي اللذين كان لهما دور كبير في دخولي لعالم الرياضة، وكانا يحضران كل حصص التدريبات التي أخوضها سواء داخل المغرب أو خارجها في المعسكرات، حيث كانا يحرصان على السفر معي لإظهار دعمهما لي، فأبي كان لاعب جودو، وأمي كانت لاعبة كرة طائرة، وأقول بكل صراحة أنه لولا دعم الأسرة ما وصلت نوال المتوكل إلى هذه المكانة، وأقول إنه من المهم أن يكون لديك دعم من العائلة حتى تحقق حلمك الرياضي." تحقيق الحلم وأضافت: "لم تثنيني أي عقبات عن تحقيق حلمي لأنه كان لدي دعم قوي من العائلة، وعلى الرغم من أننا لم يكن لدينا كفتيات بنية تحتية مناسبة في المغرب، فقد كنت أؤدي بعض التدريبات البدنية في أحد الأندية البسيطة، لكني حظيت وقتها بدعم هذا النادي، وكنت ألقى المساعدة والمتابعة من جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله وأجد أنه من الضروري أن اعترف بفضله عليّ في كل المناسبات، كما أن الإعلام والنادي والأصدقاء كان لهما دور مميز في دعمي، وشجعني أيضاً شقيقي فؤاد كثيراً لاقتحام مجال الرياضة والتكيف معه سريعاً، لأنه كان معي يومياً وأراني الطريق الصحيح للرياضة." وقالت: "بدأت العدو في شوارع الدارالبيضاء وعلى الشواطئ في سن العاشرة، وفي سن الخامسة عشرة سجلت نفسي في نادي الدارالبيضاء، وتم اختياري للمنتخب الوطني في سن مبكرة جداً، وفي سن السابعة العاشرة تشرفت بحمل علم الدولة في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في يوغسلافيا سنة 1979، وكنت أصغر رياضية في البعثة، إلا أنهم توقعوا أن يكون لي مستقبل باهر في التظاهرات والمناسبات الرياضية الكبرى، ومن تلك اللحظة شعرت أنني أحمل على عاتقي مسؤولية كبرى كي أساعد كل فتاة وكل طفل كي يمارس الرياضة ويبدع فيها." بريق الرياضة وأضافت نوال المتوكل: "الرياضة لها قوة وبريق، وكنت أنظر لبطلات أفريقيا والعرب ممن سبقوني بفخر واعتزاز وبعد إعتزالي اللعب قررت أن أكون مهمومة بمنح الفرص للأطفال، والفتيات كي ينجحن في الحصول على كل الفرص والإمكانات لإثبات ذواتهن." وعن التحديات في مسيرتها الرياضية قالت نوال المتوكل: "كل الخبيرات ممن تحدثن في المؤتمر واجهن صعوبات وتحديات كبرى سواء في الوطن العربي أو في أوروبا ذاتها، ففي بلادنا كان مجرد حضور المرأة للمناسبات الرياضية غير معهود، وكان هناك مفهوم منتشر في المجتمع مفاده بأن الرياضة تضر بجمال المرأة، وبتكوينها البدني، وهذا خطأ كبير، والآن ولحسن الحظ وبفضل التجارب الناجحة للمرأة في الساحات والملاعب تغلبنا على كل هذه المفاهيم حتى أصبح لدينا فريق وطني لكرة القدم للسيدات في المغرب مثله مثل الرجال، كما أن الفتيات أصبحن حاليا قادة في المنظمات الدولية الرياضية ورائدات في الألعاب المختلفة." أسباب النجاح واستطردت قائلة: "من أهم أسباب نجاحي أنني كنت أملك مدربين رائعين لي في المغرب ليسوا سيدات بل كان معظمهم من الرجال أصحاب الرؤية المستنيرة والفكر الخلاق، حتى حققت الميدالية الذهبية في أوليمبياد 1984 خلال 54 ثانية، وأفخر بأن عمري الحقيقي في الرياضة يساوي 54 ثانية وهو الزمن الذي حققت فيه الميدالية الأوليمبية الذهبية، حيث إنني كنت أول إمراة عربية أفريقية مسلمة تظهر أمام الإعلام، وكان أبرز سؤال يوجه لي في تلك اللحظة من كل الصحفيين ووسائل الإعلام وحتى المسؤولين في المنظمات كافة من المهتمين برياضة المرأة العربية والمقتنعين بدورها وإمكاناتها أين كنت منذ زمن بعيد في سحر الرياضة العظيمة؟ وأقولها بكل فخر إن ال 54 ثانية التي قادتني للميدالية الأولمبية هي التي منحتني القوة والطاقة لتحقيق كل ما كنت أتمنى تحقيقه، وسيبقى يوم 11 غشت من عام 1984 محفوراً في ذاكرتي ولن أنساه أبداً لأنه شهد لحظة القبض على الفرحة وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره من الكثيرين، والذي لم أكن أصل إليه لولا دعم مدربي وكل المسؤولين ممن إحتضنوني في المغرب، وبالطبع لابد أن أعترف بأن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود، لأن التحديات كانت كثيرة وكبيرة."