إنتخابها نائبا لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية يملؤها فخرا شغلها الشاغل أن تخدم الحركة الأولمبية من أي موقع وطموحها أن تقف على قمة الأولمب.. في صيف سنة 1984 دوى خبر مفرح في كل أرجاء المعمور يحمل للمغاربة وللعرب وللأفارقة بشرى فوز أول رياضية عربية بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية، كان ذلك التتويج الفخري والأسطوري إعلانا عن بداية ثورة ستنتهي بإيجاد المرأة العربية لموطئ قدم في مجال رياضي وإبداعي ظل لعهود حكرا على الرجل تحت معتقدات كثيرة. لم تكن العداءة الشابة نوال المتوكل تقدر جيدا قيمة وتاريخية الإنجاز الذي حققته وهي تنال ذهبية سباق 400 متر حواجز وتفوز للمغرب في أولمبياد لوس أنجليس بأولى ميدالياته الذهبية، فقد كانت اللحظة مؤثرة بكل المعاني، بأقدام متثاقلة راحت نوال المتوكل تطوف حول الكوليزيوم بأعين دامعة من الفرحة، ومنذ تلك اللحظة وهي تختار بدقة رهاناتها وتمشي واثقة الخطى لتبلغ أهدافها. اليوم وبعد مضي 28 سنة على ذهبيتها الأولمبية الخالدة تنال السيدة نوال المتوكل ميدالية تقديرية، قد لا تقل أهمية عن تلك التي نالتها بلوس أنجليس، فقد إختارتها الجمعية العمومية للجان الأولمبية الوطنية يوم 26 يوليوز 2012 بلندن نائبا لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية. ثقة دولية غالية يترجمها جيدا حصول نوال المتوكل على 81 صوتا، في وقت ذهبت 10 أصوات لمنافسها. المنتخب التي واكبت منذ 26 سنة رحلة المجد والكفاح لنوال المتوكل إلتقتها بلندن وإختزلت معها الطريق نحو الوشاح الأولمبي الجديد. - المنتخب: نهنئك أولا بمنصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، ونسأل هل كان الطريق إلى هذا المركز الرفيع وعرا وشائكا؟ نوال المتوكل: شكرا لكم على التهنئة وعلى الدعم الذي طالما حظيت به منكم والشكر أيضا لكل من وثق بإمكانياتي وآمن بقدراتي كامرأة قادرة على تحمل المسؤوليات مهما كانت ثقيلة وجسيمة، والشكر موصول لكل زملائي داخل اللجنة الأولمبية الدولية الذين ثمنوا ما أقدمه من جهد وساعدوني على الصعود درجا درجا في سلم المسؤوليات. بالطبع كل طريق يقود نحو هذه المراتب والمراكز إلا ويحفل بالمسالك الوعرة وبالمثبطات أيضا، بخاصة ما يرتبط بعنصر المنافسة الذي حرصت شخصيا على أن أبقيه شريفا ومحافظا على القيم الرياضية والأخلاقية، أعتقد أن العمل والعمل وحده هو ما يبوئ الإنسان مثل هذه المراتب. - المنتخب: البعض يقول أن نوال المتوكل كانت محظوظة في تتويجها بالميدالية الذهبية قبل 28 سنة وأنها محظوظة أيضا في وصولها اليوم إلى قمة الهرم الأولمبي؟ نوال المتوكل: (ضاحكة) وبزاف على الحظ.. أتصور أن النجاح في عالم اليوم وقد تداخلت فيه المصالح وتقوت التكثلات لا يمكن أن ينسب كله أو بعضه للحظ، أنا أقول أن نجاحي رياضيا عندما فزت بالميدالية الذهبية بأولمبياد لوس أنجليس سنة 1984 ونجاحي مهنيا في تقلدي لكل المسؤوليات كانت نسبة العمل فيه 99 بالمائة، قد أكون محظوظة بأن جعلت مني الظروف أول إمراة مغربية، عربية، مسلمة، وإفريقية تنال ميدالية ذهبية أولمبية. بعد إنتهاء مشواري الرياضي كعداءة قررت أن أتفرغ للتحصيل العلمي لرغبتي الكبيرة في أن أظل ملتصقة بالمجال الرياضي لأنه عشقي وحياتي، وقد إحترمت مبدأ التدرج، تقلدت مسؤوليات وكلفت بملفات، أختبرت على أكثر من صعيد، ونجحت ولله الحمد في أن أنال ثقة رئيسي السيد جاك روغ وكل زملائي داخل اللجنة الأولمبية الدولية. - المنتخب: طيب ماذا يمثل لك المنصب الجديد، فأنت أصبحت في مركز القرار داخل منتظم هو الأرفع قيمة عالميا؟ نوال المتوكل: هي مرحلة جديدة في المسيرة التي عاهدت نفسي على أن أسيرها بالإحترام الكامل للهوية، هو أيضا تحد جديد وأفق أخر، وكما قلت لك لم أكن أتصور أن أصل إلى هذه المرتبة عندما أوقفت مشواري كعداءة، صحيح أنني قررت يومها أن أوظف قدراتي بشكل آخر، كأن أناضل من أجل وجود الأبطال الرياضيين في المنتظم الدولي وكأن أعمل مع زميلاتي من أجل أن تنال المرأة نصيبها من تقلد المسؤولية داخل اللجنة الأولمبية الدولية. اليوم وقد قادتني الجمعية العمومية بأغلبية الأصوات لمنصب نائب الرئيس، فهذا معناه أن المسؤولية أصبحت أكبر مما كانت عليه في السابق، أسأل الله العون والسداد وأسالكم الدعاء لي بالتوفيق. - المنتخب: ما طبيعة المهام التي تنتظر نوال المتوكل وهي نائب للرئيس؟ نوال المتوكل: أنا اليوم مسؤولة بالكامل عن دورة أولمبياد 2016 بريو دي جانيرو البرازيلية، فأنا أرأس لجنة التفتيش والتتبع بعد أن كنت سابقا مجرد عضو في لجنة تفتيش دورة 2012 المقامة حاليا بلندن وهذا يتطلب لسنوات السفر مرارا إلى مركز الحدث، وهناك بالتأكيد ملفات ثقيلة ومهام كثيرة في إنتظاري أتمنى أن أوفق في الوفاء بكل الإلتزامات، فداخل اللجنة الأولمبية الدولية هناك طموح كبير لأن نصل عن قريب إلى دورة أولمبية خالية من المنشطات وأكثر من ذلك إلى تطهير الحركة الرياضية بالكامل من هذه الآفة الخطيرة والمقيتة. نعرف جيدا على أنها مهمة صعبة، ولكن من كان يتصور أن تنجح اللجنة الأولمبية الدولية في مواجهة المد الخطير للمواد المنشطة. - المنتخب: وقد يكلفك جاك روغ بمهام أخرى.. نوال المتوكل: هذا صحيح وأنا على إستعداد لتحمل كل المسؤليات بخاصة وقد أصبحنا ثلاث سيدات بين 15 عضوا للجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية، والتركيز في المرحلة القادمة سيكون أكبر على المرأة والشباب. - المنتخب: لا شيء يمنع السيدة نوال المتوكل من أن تطمح لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية؟ نوال المتوكل: أعود وأقول أنني لم أكن سنة 1984 أحلم بأن أبلغ كل هذه المراتب، لذلك أنا مدينة بالكثير للحركة الأولمبية فهي التي جعلت مني بطلة عالمية، وهي التي قلدتني شرف أن أكون صاحبة الإنجاز الذي يتحدث عنه التاريخ وهي التي قادتني لأن أصبح اليوم في منصب نائب الرئيس، لذلك فأنا وفية بالدرجة الأولى لخدمة الحركة الأولمبية بالإستماثة في الدفاع عن المكتسبات والقيم، سأعمل للأربع سنوات القادمة على إنجاح الأدوار التي ستناط بي في موقعي الجديد، وبعدها سنرى. - المنتخب: ولكن جاك روغ سيترك منصب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بعد سنة من الآن؟ نوال المتوكل: هذا صحيح سيقع الإختيار على رئيس جديد خلال الجمعية العمومية الإنتخابية للجنة الأولمبية الدولية في شهر شتنبر من عام 2013 ببونيس أيريس بالأرجنتين، ودعني أؤكد لك أنني إستمتعت بالعمل إلى جانب السيد جاك روغ الذي جاء إلى اللجنة الأولمبية الدولية من ملاعب التباري فهو بطل ورياضي سابق. إذا كان السيد خوان أونطونيو سامارنش قد أحدث ثورة في الألعاب الأولمبية التي أصبحت تتنافس عليها مدن كثيرة، في وقت لم يكن هناك صراع قوي على تنظيمها، فإن السيد جاك روغ أبدع الألعاب الأولمبية للشباب والتي تؤهل الرياضيين في سن مبكرة للحلم الأولمبي، دون أن ننسى دوره الكبير في تطهير الألعاب الأولمبية من أفة التعاطي للمنشطات. - المنتخب: أتركك في مساحة حرة. نوال المتوكل: أعود لأشكر كل من إتصل بي مهنئا وكل من أبدى سعادته بهذه التشريف للرياضة وللمرأة المغربية، وأسأل الله أن يوفقني لخدمة الحركة الأولمبية والرياضة المغربية والعربية على حد سواء. حاورها بلندن موفد المنتخب: بدرالدين الإدريسي السيرة الذاتية لإمرأة من ذهب نوال المتوكل من مواليد 15 ابريل 1962 بطلة أولمبية في ألعاب القوى. حائزة على الميدالية الذهبية لمسافة 400 متر حوجز خلال الألعاب الأولمبية - لوس أنجليس 1984. 1995: أنتخبت عضو باللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي للعاب القوى قبل أن تنتخب نائبا للرئيس. 1997: عينت كاتبة للدولة مكلفة بالشباب والرياضة. 1998: أصبحت عضوا داخل اللجنة الأولمبية الدولية. 1999: عينت عضوا داخل لجنة ألعاب 2000 لتهييء وعرض مقترحات قبل أن يتم إختيارها في نفس السنة عضوا باللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية. 2004: تراست لجنة تفتيش المدن المتنافسة على تنظيم اللعاب الأولمبية 2012 التي منحت للندن. 2005: عينت عضوا في لجنة التنسيق لدورة الألعاب الأولمبية 2012 أكتوبر 2007: عينت وزيرة للشباب والرياضة بالحكومة المغربية. 2007: أصبحت نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى. 2010: عينت رئيسا للجنة التنسيق لدورة الألعاب الأولمبية 2016. 26 يوليوز 2012: أنتخبت نائبا لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية.