يخطو الوداد البيضاوي المغربي الملقب ب «وداد الأمة»،خطواته الأولى في دروب العالمية، وهو يحضر إلى أبوظبي، للمشاركة في «النسخة 14» لكأس العالم، بطلاً للقارة الأفريقية، وتداعبه آمال تكرار إنجاز الرجاء البيضاوي الغريم التقليدي، منذ أربع سنوات، عندما حقق مفاجأة من العيار الثقيل، بتتويجه وصيفاً لبطل العالم. ورغم أن الطريق إلى النهائي لن يكون معبداً أو مفروشاً بالورود، إلا أن لاعبي الوداد يصرون على التحدي الكبير،متسلحين بالإرادة الفولاذية التي ساعدتهم على تجاوز التحديات، قبل اعتلاء قمة الهرم القاري. بداية الحلم، عندما يقابل الوداد منافسه باتشوكاالمكسيكي بطل الكونكاكاف يوم السبت المقبل، والأمل أن يعثر «الفرسان الحمر» على «الوصفة التكتيكية» الناجعة التي تساعد على إسقاط الفريق المكسيكي في ربع النهائي. لأن الوداد دخل في منافسة قوية مع «الغريم» الرجاء البيضاوي، منذ عقود من الزمن، وجلسا معاً تحت سماء واحدة، بل وتقاسما أوكسجين مدينة الدارالبيضاء، فإن نجاح «النسور الخضر» في الوصول إلى أول نسخة من دوري أبطال أفريقيا، والمشاركة في أول نسخة لكأس العالم للأندية 2000 بالبرازيل، والإنجاز التاريخي الذي أعقب ذلك، ببلوغ «نسور الرجاء» نهائي مونديال 2013، كل هذه النجاحات تمثل للوداد ضغطاً وحافزاً كبيرين، فما كان يمضي موسم إلا ويسعى الوداد إلى القبض على المقعد الذي يسمح له بالمشاركة في دوري الأبطال، ويداعبه طموح كبير، من أجل أن يضع اليد على اللقب الذي ينقله رأساً إلى كأس العالم. لذلك فإن سعادة الوداد البيضاوي بحصد اللقب القاري، لن يكون لها معنى، إلا عندما يتمكن «الفرسان الحمر» من محاكاة الإنجاز التاريخي ل «الغريم» الرجاء، وهذا أكبر حافز معنوي للتوقيع على مونديال تاريخي بالإمارات. ويأتي نجاح الوداد في الصعود إلى أعلى قمة في الهرم الأفريقي، لأنه تطابق بشكل يكاد يكون مثالياً مع إمكانياته الفردية، واستطاع بدرجة عالية من التوفيق، أن يوجد التركيبة التكتيكية التي ساعدته على تجاوز منافسين من العيار الثقيل، بل وأن يتفوق على نفسه، لشكواه من النقص في بعض المراكز. وبهذه الروح التي تلين الحديد، يمضي الوداد قدماً، ليجعل من كأس العالم للأندية «الإمارات 2017»، الأولى في مساره الكروي الممتد على مدى عقود من الزمن، لحظة تاريخية تتباهى بها الأجيال الحالية والقادمة، وعندما يقول الربان الفني ومهندس الشخصية الانتصارية للوداد، المدرب الحسين عموتة: كأس العالم للأندية هي رهان لا يقل أهمية عن الرهان الأفريقي، فإن ذلك يعني أن الوداد يلعب أمام باتشوكا بكل الحوافز المعنوية والأسلحة التكتيكية، لكسب الرهان الأول، وتحقيق الفوز الذي يضمن التواجد في المربع الذهبي ل «المونديال»، وكما يقول الفرنسيون «الشهية تأتي مع الأكل». وإذا كانت الفترة التي أعقبت المباراة التاريخية أمام الأهلي المصري في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا والتتويج باللقب القاري، شهدت غياباً اضطرارياً لثلاثة من أبرز الدعامات الهجومية للوداد «محمد أوناجم، إسماعيل الحداد وأشرف بنشرقي» لإصابات متفاوتة، فإنه مع اقتراب الموعد الكبير، والجهود المضنية التي بذلها الجهاز الطبي،فإن هناك احتمالاً كبيراً أن يواجه الوداد منافسه باتشوكا،وهو مكتمل الصفوف، إلا من جناحه النفاثة أوناجم، وربما يلجأ عموتة إلى عدم المجازفة بإشراكه أساسياً. ومن حسن حظ عموتة أن كل المباريات التي خاضها الوداد منذ مواجهة الأهلي بالدارالبيضاء، في البطولة المغربية،والتي شهدت غياب العديد من العناصر الأساسية،للإصابة أو نتيجة سياسة «المداورة»، ساعدت مدرب «الفرسان الحمر» في اكتشاف لاعبين جدد يكون بالإمكان الاعتماد عليهم في مونديال الأندية، مثل المهاجم أولاد الذي سجل أربعة أهداف من مباراتين وتيغازوي الذي نجح في التغطية على غياب أوناجم كجناح طائر. ولأن مواجهة باتشوكا بطل أميركا الشمالية والوسطى في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، تقتضي رفع درجة الحرص والتركيز إلى أعلى مستوياتها، لما يعرف عن كرة القدم المكسيكية من شغب تكتيكي، فإن عموتة سيقدم خلال المباراة وداداً بذات الملامح الفنية وبذات الهوية التكتيكية التي بها تفوق على عمالقة القارة الأفريقية، هوية تكتيكية قائمة على منظومة دفاعية محصنة ضد السذاجة والاهتزاز والخروج عن النص، ومنفتحة على المناورة الهجومية المعتمدة بالأساس على المهارات الفنية الرائعة ل «العازف»أشرف بنشرقي والانطلاقات السريعة ل «المكوك» إسماعيل الحداد. ويعرف لاعبو الوداد أن العزيمة وحدها لن تكفي لترويض باتشوكا، لذلك فإن أملهم كبير في أن يحظوا من الجماهير الإماراتية والعربية، خاصة من الجالية المغربية المقيمة بالإمارات، ومن المشجعين الذين شدوا الرحال إلى أبوظبي،بالمساندة التي تساعد على كسر كل الحواجز، للتقدم إلى مربع الأقوياء، وبعدها يكبر الطموح للوصول إلى المباراة النهائية، ليكون الوداد ثالث فريق أفريقي يبلغ نهائي كأس العالم للأندية، بعد مازيمبي الكونغولي، والرجاء البيضاوي. عن الزميلة "الإتحاد" الإماراتية