يداعب الحسين عموتة، مدرب الوداد، حلم الوصول إلى المباراة النهائية لكأس العالم لمحاكاة عمالقة العالم، وكتابة فصل جديد من أمجاد كرة القدم المغربية، وتحقيق إنجاز يضاف إلى سلسلة إنجازاته الشخصية. ومع يقينه الكامل بأن الرحلة نحو المجد المونديالي ستكون صعبة وشائكة ومرهقة أيضاً، لأن اللعب مع «العمالقة» يحتاج إلى «طاقة هائلة» من التخيل والإبداع، فإنه يثق في فرسانه الذين قهروا كل الصعاب في مسيرتهم البطولية التي قادتهم إلى الفوز بعصبة أبطال أفريقيا، للمرة الثانية في تاريخ الوداد. والسؤال الذي يطرح نفسه: بأي أسلحة بشرية وتكتيكية يدخل عموتة الرهان العالمي، وكيف يخطط للإطاحة بباتشوكا، وما هي كلمة السر في النجاحات التي يحققها مع الوداد، وماذا تمثل كأس العالم بالنسبة له؟ وفي الإجابة قال عموتة للزميلة "الإتحاد" الإماراتية: "الوداد يلعب في «حضرة العمالقة»، حيث لا مكان للارتباك أو الارتجال، كل شيء يجب أن يكون مدروساً ومخططاً له بدقة، وشرف لأي لاعب ومدرب أن يسجل حضوره في كأس العالم، والوصول إليه لا يتحقق دائماً أو بسهولة، لذلك لا بد أن نستمتع باللحظة، والاستمتاع هو أن نكون متحفزين جميعاً لكتابة التاريخ، يضاف إلى ذلك أن هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا جميعاً، وهي أننا سفراء لكرة القدم الأفريقية والمغربية وحتى العربية، ولن نقصر في أداء الرسالة، وسنفعل المستحيل، من أجل أن نصل إلى أبعد نقطة ممكنة، ونهدف في المقام الأول إلى إسعاد جماهيرنا، وتشريف كرة القدم العربية والأفريقية، وإذا أتيحت لنا فرصة الوصول إلى النهائي سنعض عليها ب «النواجذ»، ولماذا لا نتوج أبطالاً وتكتمل المفاجأة؟" وأضاف: "مجرد التواجد في كأس العالم شرف كبير للاعبين، ولكن قطعاً لن يكفيني هذا، لأن الواد لم يحضر إلى الإمارات للسياحة، والمشاركة في المونديال ليست غاية في حد ذاتها، هدفنا أن نضع بصمتنا في المونديال، وأعتقد أن كل الظروف مواتية، لكي نوقع على مشاركة ناجحة، وعدد قليل من اللاعبين تذوقوا حلاوة اللعب في مسرح العالم، وهي ثاني مسابقة لي مدرباً بعد الأولى مع السد القطري، ومتحفز كثيراً لكي نصنع الحدث". وحول التحضيرات للقاء باتشوكا، قال عموتة: "لم أتفرغ للترتيب للمباراة إلا مؤخراً، بحكم أنني كنت مشغولاً بمباريات البطولة المغربية، وحصلت على مجموعة من التسجيلات التي ساعدتني على فهم تكتيك وأسلوب لعب باتشوكا، وهو فريق محترم، ويلعب كرة قدم حديثة، وخطوطه متناسقة ويملك العديد من المفاتيح الهجومية، لا بد وأن نكون بكامل التركيز وبدرجة عالية من التوفيق، لنتمكن من الفوز عليه، ولا أريد أن أجعل من مباراة الأهلي المصري في نهائي أفريقيا مرجعاً تكتيكياً، لأن المباراة خضناها بما يلزم من أسلحة تكتيكية، فرضها علينا أسلوب الأهلي،الأمر أمام باتشوكا مختلف للغاية، وسنكون في حاجة إلى درجة أعلى من «الصرامة» و«النجاعة» في إنجاز المهام الدفاعية والهجومية، وفي الانتقال من الحالة الدفاعية إلى الهجومية، وأعتقد أننا استعدنا جهود إسماعيل الحداد، ولعب بنشرقي آخر مباراة، ولا نعرف موقف أوناجم، عموماً نحن نملك مجموعة من الخيارات، وأسهمت الغيابات الاضطرارية، وسياسة التدوير التي لجأنا إليها، بعد مباراة الأهلي في كسب بعض البدائل التي تساعد الفريق في مونديال الأندية". وتطرق عموتة إلى اللعب في كأس العالم، مشيراً إلى أنه يشعر بالسعادة، كما هو الحال بالنسبة للجزيرة الإماراتي الذي يتمنى أن يكون هو الآخر موفقاً، ليس هذا فقط، هناك أيضاً شعور بالارتياح ، وقال: "نواجه باتشوكا بسبق استراتيجي، يتمثل في أننا نلعب وسط أهلنا وسوف نكون مساندين بقوة من الجماهير الإماراتية والعربية الشقيقة، ومن الجالية المغربية المقيمة في الإمارات، والمشجعين الذين شدوا الرحال إلى أبوظبي، وأملي كبير أن نسعدهم جميعاً". بسؤال عموتة عن النجاح المطلق في موسمه الأول مع الوداد، وحصد لقب البطولة المغربية وعصبة أبطال أفريقيا والمشاركة في كأس العالم، قال: " ليس هناك سر أخفيه، ما تحقق هو نتاج العمل الجماعي، ليس عموتة من صنع النجاح بمفرده، لأنني لا أملك «عصا سحرية»، بل من صنع النجاح هي عائلة الوداد بأكملها، ودائماً ما أنطلق من مقولة «اليد الواحدة لا تصفق».