من الطبيعي جدا أن تكون الهزيمة التي تلقاها الوداد البيضاوي أمس الأحد بمركب محمد الخامس في ختام مباريات الجولة الأولى للبطولة الإحترافية الأولى أمام الفتح الرباطي في أول كلاسيكو للموسم بثلاثة أهداف لهدف، مقلقة ومحبطة ومخيفة أيضا. وليس مصدر القلق من الهزيمة ذاتها لأننا ما زلنا في بداية الموسم الذي يراهن الوداد على أن يدافع خلاله عن لقبه، ولكن من توقيت الهزيمة وأيضا من الطريقة التي جاءت بها، إذ عرت المباراة عن أخطاء تكتيكية وعن ضعف جاهزية بعض اللاعبين وعن غياب اللحمة بين اللاعبين بخاصة أولئك الذين عوضوا اللاعبين الأفارقة الراحلين عن الفريق. وتخيف الهزيمة بكامل تفاصيلها، لأن الوداد سيكون مدعوا نهاية هذا الأسبوع لخوض مباراة حاسمة ستحدد مصير الحلم القاري، فالوداد الذي بلغ دور الربع النهائي، وكل مكوناته تراهن على الفوز بعصبة الأبطال، والطريق إلى اللقب تبدأ من إزاحة بطل النسخة الماضية صنداونز الجنوب إفريقي، وعليه فمن المهم جدا أن ينجح الطاقم اللتقني للوداد في تحرير اللاعبين من تداعيات الخسارة أمام الفتح، وأن ينجح أيضا في تصحيح ما ظهر من أخطاء تكتيكية سواء عند بناء الشاكلة أو عند وضع التشكيلة، من دون التشكيك في مقدرات الإطار التقني الكفء حسين عموتا على تجاوز هذه الحالة. وإذا كان من حق جماهير الوداد أن تعاتب وتقسو على فريقها بعد الهزيمة أمام الفتح، فإن ذلك لا يمكن أن يصل إلى حد النيل من عزيمة وثقة اللاعبين، ما دام أن تعويض الهزيمة أمام الفتح ممكن لأن البطولة في بدايتها، أمام إن تكسر حلم عصبة الأبطال فلن يصلحه أي شيء، لا الحسرة ولا الندم. إذا هي دعوة لأن يغالب الجمهور الودادي نفسه ويطوي صفحة الهزيمة أمام الفتح ويدفع الفرسان بما جبل عليه من حب للوداد، لكي يقبلوا على مباراة صنداونز الصعبة بنفسيات مرتاحة، فأي إنجاز قاري لن يكتبه اللاعبون والطاقم التقني لوحدهم، بل لابد لهم من مساعدة الجماهير الوفية التي تقدر ما معنى الإنتماء للوداد.