شيء مؤسف أن يتوفر الفريق الوطني على بعض اللاعبين الرائعين والثابتين من ناحية الأداء والإستقرار فيما يخص المردودية، والذين حملوا قميص الأسود وقبله الأشبال لسنوات، ليقتربوا من باب المغادرة الطوعية وهم بصفر إنجاز. كريم الأحمدي واحد من هؤلاء القلة، وهو الذي بلغ من النضج والرزانة ما أهلاه ليصبح ملك وسط الميدان ليس بالفريق الوطني فحسب وإنما بهولندا، حيث يعتبر أفضل لاعب وسط ميدان وثاني أحسن لاعب بالإيرديفيزي في آخر موسمين. سقاء فاينورد في سن 32 يلعب بطولته القارية الثالثة ويخشى تكرار سيناريو الغابون 2012 وجنوب إفريقيا 2013، ورغم الدور الكبير الذي يلعبه في منظومة الأسود كعنصر محوري وعمود فقري إلا أن اليد الواحدة لا تصفق. ما هو شعورك وأنت تتذوق طعم السقوط في أسوء سيناريو ممكن في إفتتاح مبارياتكم بالكان؟ «للأسف، لم نكن نتوقع هذا السيناريو وحزين جدا لأننا لا نستحق الهزيمة، أنا محبط جدا شأني شأن باقي اللاعبين الذين أعطوا كل ما لديهم لكنهم لم ينالوا المكافأة في الأخير، من المر جدا أن تنهزم وتتعثر في بداية المشوار وتتبعثر أوراقك فتزداد الضغوطات عليك، أنا حزين لأن الكرة لم تنصفنا في المباراة والنتيجة كانت قاسية جدا علينا». ماذا كان ينقصكم لتحقيق الفوز أو التعادل على الأقل؟ «الحظ أولا ثم النجاعة، فأنا لا أفهم لماذا يحالف الحظ الآخرين بينما نحن لا نعرفه، نقوم بالواجب واللازم ونصل إلى الشباك عدة مرات لكن الكرة تأبى هز الشباك ونسقط في نفس الدوامة في كل مرة، ضد الكونغو الديمقراطية هاجمنا وسيطرنا وهددنا إلا أن العارضة من جهة ويقظة حارس الخصم من جهة ثانية حالوا دون بلوغ الهدف، كما أن النجاعة لم تكن حاضرة خصوصا في الشوط الثاني الذي أضعنا فيه فرصا لا تضيع». هل الخطة الجديدة التي بدأتم تلعبون بها مؤخرا وغياب التنشيط الهجومي الفعال من أسباب هذا العجز؟ « لا أظن فالمدرب يقوم بعمله ويعد الوصفة حسب ما يتوفر عليه من توابل، الغيابات والإصابات فرضت عليه تغيير النهج والتكتيك والعناصر الموجودة محترفة وتتأقلم مع أي أسلوب، الطريقة التي لعبنا بها اللقاء الأول جيدة والدليل هيمنتنا ووصولنا إلى معترك الخصم عدة مرات عبر الشوطين، كما قام المدرب بالتغييرات اللازمة ولعب بعض الأوراق في الشوط الثاني إلا أن اللمسة الأخيرة غابت والحظ وقف ضدنا مجددا لأننا نفعل كل شيء إلا التسجيل وهو الشيء الأهم في كرة القدم». المنتخب الكونغولي لم يكن مخيفا ولم يظهر بوجهه الشرس المعتاد ومع ذلك هزمكم بأقل مجهود.. «بالفعل، فبإستثناء المحاولة التي أتى منها الهدف لم يقم الكونغوليون بأي شيء يُذكر وكانوا يدافعون فقط ويشتتون الكرات ويسقطون أرضا في عدة مناسبات، بفضل حماسنا وقتاليتنا تمكنا من إرغامهم على الدفاع وإرباكهم منذ الدقيقة الأولى حتى صافرة النهاية، لكن النتيجة النهائية هي المعمول بها وليس الأداء، في كرة القدم قد تسجل من فرصة واحدة وقد تنهزم رغم خلقك لعشرات المحاولات، وهو ما حدث معنا ضد الكونغو الديمقراطية». ماذا قال لكم المدرب بين الشوطين؟ «أمرنا بمواصلة الضغط على الخصم والهجوم عليه ومحاولة التركيز أكثر أمام المرمى، حذرنا من التراخي ومن الهجمات المرتدة ومن فقدان الكرة في وسط الميدان، أظن أن المدرب فعل ما يجب فعله وقام بالمهم وزملائي كذلك طبقوا التعليمات، ولا أحد يتحمل المسؤولية لأن الكرة غادرة ولا تنصف المجتهد دائما». بصراحة هل الغيابات أثرت عليكم لأن المباراة كانت تنقصها الحلول الفردية لبعض اللاعبين غير الموجودين؟ «فهمت سؤلك جيدا وأعرف ماذا تقصد، أرجوكم كفى من تكرار الأسئلة حول الغيابات واللاعبين الذين لم يأتوا إلى الكان لأن في هذا تقليل من إحترام الحاضرين، من جاء إلى الغابون يمثل المغرب وليس نفسه وله الحماس والروح لتمثيل بلده، ومن يغيب لا يقل عنه وطنية وغيابه لا ينقص من قيمته ودوره، أعتقد أن المجموعة الحالية تتوفر على كل مقومات الإنسجام ولها من الإمكانيات ما يعطيها القوة والأهلية للعب مع الفريق الوطني، خسرنا المباراة الأولى بسبب غياب الحظ والنجاعة وليس بسبب غياب بعض اللاعبين» الآن الفريق الوطني في الصف الأخير بمجموعته واللقاء القادم ضد الطوغو حاسم وفاصل لتحديد مصيركم في البطولة.. «لا خيار لدينا غير الفوز على الطوغو في المباراة الثانية لأن النقاط الثلاث ستعيدنا إلى السباق وستحيي الآمال في التأهل، فلا شيء حسم بعد وفي إنتظارنا مبارتين و6 نقاط سنقاتل من أجلها، لن نتشاءم ولن نبكي على اللبن المسكوب، مباراة الكونغو مرت والتركيز الآن على مباراة الجمعة ضد الصقور». المنتخب الطوغولي أظهر وجها مقنعا وكاد أن يهزم الكوت ديفوار، ألا تخشون الضربة القاضية أمامهم؟ «لم يعد لدينا ما نخسره ورهاننا القادم هو تعويض النقاط التي ضاعت منا بالفوز على الطوغو، سنحضر له وسنتابع شريط لقائه ضد الكوت ديفوار، لا يوجد هناك منتخب سهل وجميع الإحتمالات واردة، ومن يدري قد يتأهل للدور الثاني المنهزم في اللقاء الأول ويُقصى الفائز فيه، فكل شيء ممكن» -لكن لا أظن أن الفوز سيكون حليفكم لو تكرر نفس سيناريو لقاء الكونغو الديمقراطية.. « لنبقى متفائلين ونواصل تشجيع هؤلاء اللاعبين، فلا يجب إحباطهم فقط لأنهم خسروا مباراة واحدة من أصل 3 في بطولة تتطلب نفسا طويلا وقابلة لجميع الإحتمالات، نحن نلعب في إفريقيا والمنطق يغيب فيها، سنصلح ما يجب إصلاحه وأتمنى أن يحالفنا الحظ وتعانقنا الفعالية في المباراة الثانية لنحقق الإنتصار». الجمهور المغربي متشائم وإزداد تشاؤمه بعد الهزيمة الأولى، هل من رسالة للأمل؟ «أقدم إعتذاري له بإسم اللاعبين وأتمنى أن يكون قد تفهم ووقف على المجهودات التي قدمناها والأسلوب الهجومي الذي لعبنا به، لم نتهاون ولم نتكاسل وقمنا بالواجب لكن دون بلوغ المراد، أطلب منه أن يواصل دعمنا وأن يثق فينا لأن المعنويات ترتفع بتشجيعاته ومساندته لنا في الفوز كما في الهزيمة». -بأي معنويات وأي صورة ستدخلون الإختبار الثاني؟ «إن شاء الله سنكون أحسن وسنحقق الفوز، التشكيلة الحالية منقوصة من 4 لاعبين رسميين ومع ذلك لم نكن سيئين، ثقتي كبيرة في المجموعة لكي تحافظ على هدوئها وتركيزها حتى تدخل المباراة الثانية بمعنويات مرتفعة». كيف هي الأجواء داخل الفريق الوطني داخل الفندق ببيطام؟ «جيدة، الجميع منسجم ومتآلف وعناصر الخبرة تؤطر اللاعبين الشباب، نحن كعائلة واحدة ولا فرق بين هذا وذاك، ما يشاع حول التفككات والثكتلات غير صحيح، شخصيا أسهر على القيام بدوري كعنصر خبرة لتسهيل إندماج اللاعبين الجدد، هنا بالغابون نتناسى المصاعب ونقضي الكثير من الوقت معا بالفندق، ونتدرب بقساوة وجدية لنشرف الوطن في عرس قاري عسير». عامل المناخ ألم يؤثر عليكم مع العلم أن المخزون البدني نزف لدى بعض اللاعبين في الشوط الثاني؟ «لا أعتقد أن اللياقة البدنية خذلتنا فكل العناصر كانت حاضرة بدنيا، المناخ رطب لكن الحرارة معتدلة ليلا، جئنا إلى وسط إفريقيا ونعرف طقسها ولا يجب أن نبحث عن الأعذار المتعلقة بالظروف الخارجية». تعتبر من بين أكثر اللاعبين خوضا للكان في التشكيلة الحالية، هل ستكون المشاركة الثالثة لك الأخيرة على صعيد هذه البطولة؟ «لم أحسم قراري بعد بشكل نهائي، أبلغ من السن 32 ومن المحتمل جدا أن تكون هذه الدورة الأخيرة فيما يتعلق بالكان، لا تفكير في الإعتزال دوليا حاليا فمن السابق لآوانه الحديث عن هذا القرار، لكنني أتمنى صادقا أن أحقق إنجازا مع منتخب بلدي قبل ترك الفرصة للاعبين آخرين» ما هو تقييمك للمستوى العام للبطولة بعد إنقضاء مباريات الدور الأول؟ «شاهدت بعض المباريات ولم أرى مستوى عاليا وإستثنائيا، التباري متوازن والكفة كذلك ويكفي رؤية نتائج اللقاءات للوقوف على ما أقوله، فالتعادل كان سيد الكثير من المباريات». وما موقع الأسود بين المنتخبات 16 الحاضرة بالغابون؟ «الأسود بإمكانهم اللعب ضد أي منتخب وإحراجه، لا فرق بين حامل اللقب والضيف المغمور ولا أقزم الفريق الوطني أمام باقي الخصوم، لنا قيمتنا ووزننا بغض النظر عن النتائج التي لم تعد في صالحنا». في كلمة أخيرة هل أنت متفائل بالفوز على الطوغو للعب ورقة التأهل بعدها في لقاء أصعب ضد الكوت ديفوار؟ «متفائل جدا وإن شاء الله سنحقق المطلوب وسنفوز في اللقاءين القادمين ضد الطوغو والكوت ديفوار وسنتأهل للدور الثاني».