أدعو الجمهور الجديدي للإلتفاف حول الدفاع سيكون الدفاع الحسني الجديدي أمام تحد جديد عندما يلاقي في نصف نهاية كأس العرش جاره وغريمه التقليدي أولمبيك آسفي في نزال تاريخي يعيد إلى الأذهان الصراع الأزلي بين الدكاليين والعبديين الذي نسجت حوله العديد من الحكايات الأسطورية، ويتطلع رجال عبد الرحيم طاليب إلى تجاوز حاجز القرش المسفيوي لمواصلة مشوارهم الناجح وبلوغ النهاية الحالمة للكأس الفضية المقررة هذه السنة بالعيون في الثامن عشر من شهر نونبر القادم. حول تحضيرات الدفاع لاصطدامه الملغوم في نصف نهائي كأس العرش ضد أولمبيك آسفي، وحظوظهم لبلوغ النهائي لخامس مرة في تاريخهم، حاورت صحيفة «المنتخب «المدرب الجديدي عبد الرحيم طاليب للوقوف على آخر استعدادات فريقه للمشهد الأول من ديربي دكالة عبدة. - المنتخب: كيف تتهيأون لديربي دكالة/عبدة الأول من نوعه في تاريخ الفريقين على صعيد منافسة كأس العرش؟ طاليب: بطبيعة الحال، مباشرة بعد منازلتنا للكوكب المراكشي في إطار البطولة الإحترافية دخل الفريق الجديدي في أجواء التحضير الفعلي للقاء نصف النهاية الذي سيجمعنا بالجار أولمبيك آسفي، وقد آثرنا إبقاء التحضيرات في أجواء عادية ولم نبرمج معسكرا مغلقا للفريق لكي لا نمارس ضغطا نفسيا رهيبا على اللاعبين الواعين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، لكن بالمقابل سطرنا برنامجا إعداديا يتضمن حصصا صباحية وأخرى مسائية تهم الجانبين البدني والتكتيكي، تحضيرا لمباراة الموسم التي ينتظرها الدكاليون والعبديون بشغف كبير، لأن كل طرف يطمح لحضور النهائي الحالم الذي ستكون مدينة العيون مسرحا له هذا الموسم. - المنتخب: ستواجهون اليوم الأربعاء جاركم العبدي لثاني مرة في أقل من شهر، هل تتوقعون مباراة مختلفة شكلا ومضمونا عن مباراة البطولة؟ طاليب: في الواقع مباريات كأس العرش تختلف تماما عن منافسات البطولة، رغم فوزنا قبل نحو شهر تقريبا على أولمبيك آسفي بميدانه، إلا أنه بحكم تجربتي المتواضعة أرى أن اللقاء المقبل بين الفريقين سيكون مغايرا لسابقه سواء من الناحية الذهنية أو التقنية، لا سيما وأن الفريق المنافس الذي نحترمه سيكون متحمسا أكثر لبلوغ نهاية كأس العرش لأول مرة في تاريخه، وسيخرج كل ما في جعبته من أجل تحقيق الفوز وبحصة مطمئنة على أرضه لخوض لقاء الإياب بارتياح كبير، وهو عامل حذرت اللاعبين منه، وكيفما كان الحال نحن جاهزون وعلى تحقيق التأهل مصممون إن شاء الله. - المنتخب: على عكس المباريات الثلاثة السابقة في منافسة الكأس الفضية ستخوضون مباراة الذهاب خارج قواعدكم، أكيد ستغيرون النهج التكتيكي لفريقكم؟ طاليب: في كرة القدم لكل مباراة خصوصيتها، وسنتعامل مع مباراة أولمبيك آسفي وفق المعطيات المتوفرة لدينا حول الفريق المنافس الذي نعرفه جيدا مثلما هو كذلك يعرفنا، لأنه سبق وأن واجهناه في كثير من المناسبات. كما تفضلتم هذه المرة الأولى التي يجري فيها الدفاع الجديدي مباراة الذهاب خارج ملعبه، وهو معطى ايجابي بكل تأكيد بالنسبة لنا سنعمل على استغلاله على أحسن وجه، بالطبع سنعمل على تغيير النهج التكتيكي للفريق وكذا بعض اللاعبين، لأنني شخصيا لا أومن بالرسمية الدائمة وإنما بالجاهزية التي هي المحدد الأساسي في اختياراتي البشرية خلال المباريات الرسمية، واللاعبون أنفسهم على علم بذلك، وأتمنى أن يكون «الأولاد» مساء الأربعاء في الموعد وأن تحضر النجاعة الهجومية داخل الخط الأمامي. - المنتخب: هل تراهنون على الخيار الهجومي للإطاحة بالقرش المسفيوي، أم ستعتمدون مبدأ الأمان في لقاء الذهاب؟ طاليب: نحن على أتم الاستعداد للقاءين معا، الفريق الجديدي بشهادة الجميع يلعب كرة مفتوحة، بدليل أنه يملك أقوى هجوم في منافسة كأس العرش لهذا الموسم برصيد 12 هدفا سجلها على التوالي في شباك كل من الرجاء الرياضي، أمل سوق السبت والنهضة البركانية، وسنظل دائما أوفياء لنفس النهج أمام أولمبيك آسفي لأنه خيارنا الوحيد للعودة بنتيجة إيجابية تعبد لنا الطريق نحو التأهل إلى المباراة النهائية. لن نغير أبدا طريقتنا الهجومية المعتادة التي تعود عليها الجمهور الرياضي، الدفاع عادة لا يركن إلى الدفاع أثناء المباريات سواء داخل الملعب أو خارجه، وعندما يتراجع اللاعبون إلى الخلف فمن أجل الدفاع عن المكسب ليس إلا، الحمد لله الفريق يتوفر على لاعبين قادرين على صناعة الهجمات ولديهم حس هجومي مما يتيح لهم إمكانية صنع الفارق في أي لحظة. - المنتخب: ألا تتخوفون أن يتأثر لاعبوكم من عامل العياء جراء تراكم المباريات في البطولة والكأس؟ - طاليب: لا، أبدا لست متخوفا من هذا العامل البدني الذي قد ينال من بعض اللاعبين، لأننا نشتغل طيلة الأسبوع بتنسيق تام مع أفراد الطاقم الطبي بطريقة تمكن اللاعبين من استرجاع طراوتهم البدنية في أسرع وقت ممكن، هذا فضلا على أنني أحاول في كل مباراة إدخال تعديلات بشرية على المجموعة الجديدية، عبر سن نظام التناوب والمداورة بين العناصر الجديدية خلال المباريات ، لذلك أعود لأؤكد أن الدفاع جاهز من الناحية البدنية لكل المباريات ، كما أن الترسانة البشرية الحالية تفي بالمطلوب ، خاصة وأننا عمدنا خلال مرحلة الاستعدادات إلى تعزيز صفوف الفريق بعناصر جديدة لتقوية دكة الاحتياط، وإن شاء الله وإذا ما وفقنا الله وبلغنا المباراة النهائية، سأعمل بعد إنهاء إلتزاماتنا في كأس العرش على إراحة بعض العناصر الأساسية ومنح الفرصة في البطولة الوطنية للاعبين شبان من أبناء الفريق لإثبات ذواتهم والدفاع عن رسميتهم داخل المجموعة الدكالية. - المنتخب: بكل تأكيد تود توجيه رسالة للجمهور الدكالي في ختام هاته الدردشة؟ طاليب: أطلب من الجمهور الجديدي العريض الذي لا أحد ينكر شغفه لكرة القدم وحبه للدفاع حتى النخاع، الوقوف إلى جانب الفريق المحلي، خاصة في ما تبقى من منافسة كأس العرش حتى نحقق ما يصبو إليه الجميع وهو الفوز بالكأس الغالية، وأن يؤمن أيضا بقدرات هذا الفريق الشاب الذي يمثل الإقليم بكامله وليس ملكا لأشخاص معينين، وأمام هذا الجيل فرصة العمر لحضور النهاية الحالمة التي ستستضيفها مدينة لها مكانة خاصة في قلوب كل المغاربة وهي العيون، وبحضور أفراد من العائلة الملكية، وهو شرف لكل دفاعي في كل أنحاء المعمور.