بونو نجح في الإمتحان وفريقش قدم العنوان حصد الأولمبي المغربي نقطتين من تعادلين في دوري تولون وخرج خاوي الوفاض وهو الذي كان لاعبوه يمنون النفس ببلوغ محطته النهائية في أفق الإحتكاك مع مدارس كروية مختلفة وإكتساب تجربة من جهة وإقناع الهولندي بيم فيربيك للحضور في نهائيات أولمبياد لندن. أسئلة مقلقة رافقت مسيرة الأولمبي المغربي في هذا الدوري ،ومسار غير موفق لم يقو الطاقم التقني على إيقاف نزيفه، ما ينبئ أن صيف هذه الفئة التي نحلم أن تحمل مشعل الكرة المغربية لا يبعث على الإطمئنان بقدرما يثير المخاوف والشكوك. 3 مباريات بتشكيلات مختلفة لم يستقر الهولندي بيم فيربيك على تشكيلة قارة خلال مشاركة المنتخب الوطني الأولمبي في دوري تولون الودي، فخلال المباريات الثلاث التي خاضها الفريق الوطني أمام المكسيك حيث إنهزم بأربعة أهداف لثلاثة، وتعادل سلبا مع بيلاروسيا وأمام فرنسا بهدفين لمثلهما، لم يقدم حاملو الشعلة الأولمبية ما يؤكد أن المجموعة قادرة على كسب أصعب الرهانات في نهائيات أولمبياد لندن، وبأن الفريق الوطني بلغ قمة الجاهزية من خلال طول مرحلة الإعداد التي إستهلها منذ مدة في الوقت الذي رصدت فيه جامعة الكرة كل الإمكانيات ووضعتها أمام هذا الجيل ليكون نواة مستقبلية للمنتخب الأول. إختلفت تشكيلة الأولمبيين من مباراة لأخرى حتى وإن كان الدوري يأخذ الطابع الودي فإن طاقم الأولمبيين كان مطالبا بالتركيز على الأسماء التي بإمكانها الحضور في النهائيات الأولمبية والتي قدمت قناعات كبيرة في فترة سابقة مع المنتخب ومنحها فرصة أكثر للتعبير عن إمكانياتها من خلال منحها مساحة أكبر لإظهار كل ما تتوفر عليه من طاقات وللرفع من درجة تناغمها قبيل دخول مرحلة الحسم. بونو أقنع وأمسيف تراجع بعد المستوى المتواضع الذي ظهر به الحارس محمد أمسيف في المباراة الأولى أمام المكسيك، منح الطاقم التقني المشرف على الأولمبيين الفرصة لياسين بونو الذي قدم أداءا في المستوى إستحق على إثره الإشادة من أكثر المتتبعين لدوري تولون، لكن سرعان ما عاد الهولندي فيربيك ليجدد الثقة في حارس أوغسبورغ الألماني في النزال الثالث والأخير أمام فرنسا، لكنه عاد وفشل في تأكيد الذات وتقديم مستوى يشفع له بمواصلة مسيرته رفقة المنتخب الأولمبي، فبالأحرى المنتخب الأول في الوقت الذي جربه البلجيكي إريك غيرتس في دورة (إل جي) الودية بمراكش وأكد بأنه يمكن الإعتماد عليه، بالرغم من أنه لم يقدم أداءا كبيرا، ولن يكون خير منافس لنادر لمياغري الذي لا يجد من يصارعه على الرسمية في الفريق الوطني وهو أكبر خطأ قد ندفع ثمنه غاليا في القادم من الأيام. فتوحي في الدفاع وتغييرات بالجملة في المباراة الثانية والتي تعادل فيها الأولمبيون أمام بيلاروسيا سلبيا، أقحم بيم فيربيك العميد إدريس فتوحي كبديل في (د58) مكان المدافع الأوسط زهير فضال، وهو تغيير يطرح أكثر من علامة إستفهام حول مدى إستفادة لاعب إيستر من التغيير الذي قام به المدرب، في الوقت الذي لم يسبق لفتوحي أن شغل مركزا في الخط الخلفي . التغيير الذي قام به الإطار الهولندي أعاد للأذهان ،مافعله خلال الدور الثالث المؤهل للأولمبياد وبالضبط في المباراة النهائية أمام الغابون حين أقحم مدافع النادي المكناسي المهدي بلعروصي كمهاجم ،في جملة تكتيكية غير مفهومة، وبالإضافة إلى التغييرات غير الناجحة التي ظلت السمة المميزة لدوري تولون فالطريقة التي تعامل بها الطاقم التقني من حيث إقحام عناصر بالجملة في دقيقة واحدة يؤثر على النهج العام لأي مباراة ،وحتى وأن النزالات كانت فرصة لتجريب بعض الوجوه الجديدة إلا أن طريقة الزج باللاعبين ساهمت في أكثر من مناسبة في ضرب إيقاع اللعب. هل إتضحت معالم 18 لاعبا؟ 18 لاعبا هو العدد المسموح به في نهائيات أولمبياد لندن 2012 لكل المنتخبات المشاركة، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة حاليا بعد خوض ثلاث مباريات فقط من دوري تولون والخروج من الدور الأول، يتجلى بالأساس في مدى الإقتناع بالأسماء التي قدمت الإضافة المرجوة للفريق الوطني. بإستثناء إلياس بلحساني لاعب سبارتا روتردام وريان فريقش الممارس في صفوف أنجي الفرنسي الوجهين الجديدين اللذين قدما قناعات ويمكن الإعتماد عليهما ، فإن بعض اللاعبين ممن شاركوا في دوري تولون أثبتوا فشلهم ولا ينبغي تشريفهم بحمل القميص الوطني في الألعاب الأولمبية، وأكيد أن الإستعانة بلاعبي المنتخب الأول من قبيل بلهندة، الكوثري وتاعرابت ستكون الحل الأمثل أمام الهولندي فيربيك إن كان فعلا يريد أن يستمر مع المنتخب المغربي في المشروع الذي دخل فيه والذي يمتد ل 4 سنوات قضى منها عامين، رافقته خلالها إنتقادات صعبة برفقة طاقمه المساعد الذي يكلف جامعة الكرة الملايين، ولحد الآن ما زالت لم تتضح خطة العمل. أملنا أن يتم تدارك كل الهفوات التي سقط فيها الطاقم التقني المشرف على الأولمبيين قبيل نهائيات الأولمبياد في الوقت الذي سيدخل فيه الفريق الوطني معسكرا مغلقا بهولندا سيلعب خلاله مباراة ودية أمام فيتيس أرنهايم الذي سبق للأولمبي المغربي أن تفوق عليه وديا بالمغرب في غياب أبرز عناصره بهدف لصفر وقعه لاعب أولمبيك نيم ياسين حدو.