قبل إسدال الستار على بطولة الموسم الحالي وفي ظل انشغال بعض الأندية الوطنية بالإعداد لجموعها العامة يبدو بأن مكتب الوداد غير مكترث بهذا الجانب، حيث ينتظر استمرار عبد الإله أكرم كرئيس للفريق الأحمر لموسم إضافي على الأقل. وفي ظل هذا الإستقرار الإداري والتقني الذي يعيشه الفريق على إيقاعه فإن اهتمام كل الفعاليات الودادية حاليا منصب على الإعداد المبكر للموسم القادم، حيث يراهن الوداديون على الإستفادة من كل الأخطاء التي ارتكبت في المواسم السابقة حين راهن المسؤولون على سياسة انتداب أجود النجوم، وهي السياسة التي كلفت الفريق ميزانية كبيرة دون أن تمنحه النتائج والألقاب التي كان ينتظرها الجميع وخاصة الجماهير الودادية التي عبرت في العديد من المناسبات عن عدم رضاها على النتائج المحققة في السنوات الأخيرة والتي لم ترق في نظرها لمستوى التطلعات ولا لتاريخ الوداد وأيضا للإمكانيات المادية التي يتم بها تسيير الوداد والتي تعتبر الأعلى بالبطولة الوطنية. وإذا كانت أغلب المواسم السابقة قد تميزت بتولي الرئيس أكرم مسؤولية الإنتدابات في غياب أية لجنة تقنية متخصصة في هذا المجال وهي العملية التي أثبتت فشلها في العديد من المناسبات فإن هذا الموسم قد يكون مختلفا عن باقي المواسم لكنه قد يكون مشابها لموسم (20092010) وهو الموسم الذي عرف فيه الوداد نوعا من الإستقرار على المستوى التقني من خلال استمرار الزاكي بادو كمدرب للفريق للموسم الثاني على التوالي وإشرافه شخصيا على اختيار العناصر التي كان يرى فيها القدرة على الإستجابة لمشروعه، وفي ذلك الموسم تمكن الوداد من التتويج بلقب البطولة الوطنية. ومن خلال التجارب السابقة يظهر بأن إحترام التخصصات هو السبيل الوحيد للنجاح، ويظهر بأن الهزيمة في نهائي عصبة أبطال إفريقيا أمام الترجي وما تلاها من إخفاقات على المستوى المحلي وابتعاد الفريق الأحمر عن دائرة الصراع على لقب البطولة كلها عوامل دفعت الرئيس أكرم لتغيير منهجية عمله وكانت أولى الخطوات هي انتداب مدرب بمواصفات خاصة يمكنه أن يزاوج بين الإشراف على فريق الكبار إلى جانب الإهتمام بالقاعدة وإعادة الإعتبار لمدرسة الفريق. وهكذا وقع الإختيار على الإسباني بنيطو فلورو الذي أكد منذ إلتحاقه بالفريق الأحمر بأنه سيعمل على إعادة الهوية والشخصية للفريق وهذا لن يتأتى في نظره إلا بالإعتماد على اللاعبين الذين تدرجوا في الفئات الصغرى للوداد. وبالفعل فبعد مضي حوالي خمسة أشهر من العمل إستطاع فلورو أن يرفع من كوطة اللاعبين الشباب داخل فريق الكبار هذا إلى جانب تحقيق مجموعة من النتائج الإيجابية التي خولت له المنافسة على المركز الثالث بالبطولة إضافة لمشوار جيد على مستوى كأس الكاف. وقد أخذ الإطار الإسباني وقته الكافي لإعداد لائحة بأسماء اللاعبين الذين سيعتمد عليهم الموسم القادم، وفي هذا الإطار أعطى الضوء الأخضر للمكتب المسير من أجل مفاوضة بعض العناصر التي ستنتهي عقودها بنهاية الموسم الحالي ومنها الحارس ياسين بونو والمهاجم ياجور ولاعب الوسط منقاري. ومن جهة أخرى إستعان المدرب فلورو ببعض الأشرطة الخاصة ببعض مباريات البطولة من أجل الوقوف على الإمكانيات الحقيقية لبعض اللاعبين في أفق إنتدابهم خاصة منهم الذين ستنتهي عقودهم، وحسب المدرب الإسباني فإن الإنتدابات لن تتم بطريقة عشوائية وإنما وفق الخصاص الذي يعاني منه الفريق وبالتالي فإن خط الدفاع لن تشمله العملية، حيث سيتم الإكتفاء بالعناصر الحالية في حين سيتم تعزيز خطي الوسط والهجوم بأربعة عناصر على أبعد تقدير مع عدم إستبعاد الإرتباط بلاعبين أجنبيين بمواصفات خاصة، حيث الضرورة تفرض الإستعانة بمهاجم قناص قادر على استغلال الفرص وتحويلها لأهداف وستتم مراعاة الجانب المادي في هذه الإنتدابات، إذ أكد فلورو حرصه على التقليص من الميزانية التي ترصد لهذا الجانب حتى يتمكن الفريق من استثمار الفائض في مسائل أخرى ومنها جانب التكوين. هذا وسيستفيد لاعبو الوداد من ثلاثة أسابيع للراحة بعد رحلتهم لمدينة الخميسات وقد اقترح المدرب الإسباني معسكرا إعداديا بمدينة مراكش إلا أن إرتفاع درجة الحرارة بعاصمة النخيل قد يدفع بتغيير وجهة المعسكر نحو مدينة الجديدة أو مرتفعات إيفران. وانطلاقا من هذه المعطيات فإن صيف الوداد وبالرغم من كل الإخفاقات التي ميزت هذا الموسم سيكون هادئا وقد يفتقد الميركاطو الصيفي لمنافس من العيار الثقيل دأب في المواسم الأخيرة على إشعال سوق الإنتدابات، حين فضل مكتب الوداد منح كل الصلاحيات التقنية للمدرب الإسباني الذي آثر مناقشة هذه الأمور بعقلانية مع مراعاة للإمكانيات المادية ولمصالح الفريق.