على بعد أيام قليلة من انطلاق الميركاتو الشتوي وبالرغم من توفر الفريق الأحمر على مجموعة من اللاعبين المتميزين، إلا أن الفشل في الفوز بالكأس القارية والإقصاء من منافسا كأس العرش إضافة إلى النتائج السلبية الأخيرة على مستوى البطولة الوطنية أثبتت بالملموس محدودية التركيبة البشرية للوداد وعجز بعض العناصر البديلة عن إثبات وجودها وتعويض بعض العناصر الرسمية في حالة الأعطاب أو كذلك التوقيفات، ولعل هذا ما دفع بالجماهير الودادية لمطالبة الرئيس أكرم باستغلال الميركاتو الشتوي الحالي لترميم الصفوف وتدارك بعض النقائص التي إشتكى منها الفريق في المرحلة السابقة. والأكيد أن المكتب المسير لن يقف مكتوف الأيدي خاصة بعد ضياع لقبي الكأس القارية وكأس العرش وبالتالي فإن الضرورة تفرض عدم تضييع لقب البطولة الوطنية والخروج خالي الوفاض من موسم قيل في بدايته بأنه سيكون موسم حصد الأخضر واليابس، ولتحقيق هذا الهدف ومن أجل مقارعة باقي الأندية التي أبدت بدورها عن رغبة واضحة للمنافسة على هذا اللقب.. فإن الأنظار قد تتجه مرة أخرى لفريق الوداد ولرئيسه عبد الإله أكرم الذي عود الجماهير المغربية والودادية على الخصوص منذ أن تولى رئاسة الفريق على القيام بانتدابات وازنة سواء في الميركاتو الصيفي أو الشتوي، خاصة مع بداية الموسم الحالي حين استقطب عناصر من طينة العلاوي، الحواصي، موتيس، القديوي، لكحل والمدافعين الرامي ولعمراني.. لكن في ظل إحتمال رحيل بعض اللاعبين على غرار المهاجمين أونداما والقديوي وبعض اللاعبين الآخرين الذين فشلوا في إثبات مؤهلاتهم فإن مطالب الجماهير الودادية اتجهت نحو بعض المراكز وعلى الخصوص الجهة اليسرى من الدفاع والتي شغلها المدافع الأيمن لمسن بعد رحيل خالد السقاط بالرغم من تخصصه في الجهة اليمنى.. هذا إضافة لبعض المراكز على مستوى خطي الوسط والهجوم. لكن الآن وفي ظل وجود المدرب دوكاسطيل فإن صلاحية الإختيار قد تبقى للإطار السويسري بعد أن ظل الرئيس وابنه حفيظ يقومان بهذه الإنتدابات في المواسم السابقة دون حاجة منهما لرأي أصحاب الإختصاص. وفي ظل ندرة العناصر المحلية المتواجدة بالبطولة الوطنية التي تتوفر على مواصفات تمكنها من اللعب بالوداد إضافة لتمسك الأندية الوطنية بأجود لاعبيها، فإن مكتب الرئيس أكرم قد يجد نفسه مرة أخرى مضطرا للتوجه خارج حدود الوطن وبالضبط للعمق الإفريقي، إذ مكنته تجربته القارية ومشاركته في عصبة الأبطال الإفريقية لرصد بعض العناصر القادرة على منح الإضافة للفريق الأحمر خاصة بعد نجاح التجربة مع المهاجم فابريس أونداما ويأتي اختبار الايفواري بكاري كوني والنيجيري أوتشي كالو هداف فريق إينييمبا ضمن هذا التوجه الجديد للفريق الأحمر خاصة أنه يراهن على مشاركة متميزة الموسم القادم ضمن منافسات كأس الإتحاد الإفريقي.. وبالتالي فإن الرهان القادم هو الفوز بهذه الكأس لتبقى إختصاصا مغربيا للموسم الثالث على التوالي بعد أن نالها الفتح الرباطي والمغرب الفاسي، ولحقيق هذا الهدف فإن الفريق بحاجة للاعبين متمرسين قادرين على مقارعة كبار القارة السمراء. لكن إلى جانب هذه العناصر الإفريقية فإن فريق الوداد قد أكد تمسكه بانتداب لاعب أولمبيك خريبكة بكر الهلالي إضافة إلى مدافع أيسر من قيمة عادل كروشي، إلا أن تألق الفتحي أسامة غريب قد جعل أنظار الجماهير الودادية تتجه نحوه، إضافة كذلك للمهاجم عبد الرزاق حمد الله الهداف الحالي للبطولة الوطنية. وإذا كان الفريق الأحمر قد استفاد ماديا مع بداية الموسم من خلال المداخيل المهمة التي سجلتها بعض مقابلاته دون إغفال منحة الوصول لنهاية عصبة الأبطال فمن المنتظر أن يتم استثمار جزء مهم من هذه المداخيل في انتدابات جديدة لا يجب بحال من الاحوال أن تحول دون الإهتمام بالفئات الصغرى التي يجب الإسفادة منها وإعادة الإعتبار إليها حتى يستفيد الفريق الأول منها بشكل أكبر.