انطلقت منذ سبعة أيام المرحلة الإستدراكية للإنتقالات الشتوية، أو كما يحلو للبعض أن يطلق عليها ب «الميركاتو الشتوي»، والذي عرف انتعاشا في سوق اللاعبين، خاصة لبعض الأندية التي تحاول أن تستدرك مافاتها خلال مرحلة الصيف، بعد أن اقتصرت على ماهو موجود. ويمكن القول أن فريق الكوكب المراكشي يأتي في المقدمة لحد الآن نظرا للملايين التي صرفها في انتداب مجموعة من اللاعبين، خصوصا بعد التعاقد مع المدرب بادو الزاكي الذي يصر دائما سياسة جلب لاعبين متمرسين بدل الإعتماد على أبناء الفريق أينما حل وارتحل، والنتائج في نهاية المطاف يعرفها الجميع. وقد قام الفريق المراكشي بانتداب أكثر من ستة لاعبين مقابل 400 مليون سنتيم، رغم أن ممثل مدينة البهجة لم يستطع أن يشارك في أية مسابقة قارية منذ ما يزيد عن عشر سنوات بعد فوزه بكأس الكونفدرالية الإفريقية على حساب النجم الساحلي التونسي. ومن جهته دخل فريق الوداد البيضاوي سوق الإنتقالات بقوة، لكونه يحاول تلميع صورته على مستوى عصبة الأبطال من خلال تعاقده مع الدولي السابق كابوس الذي غاب عن الممارسة لمدة سنة ونصف مقابل مبلغ مالي كبير، في انتظار انتدابات أخرى في الطريق، نذكر منها عادل كروشي مدافع الدفاع الحسني الجديدي ولاعب حسنية أكادير عز الدين حيسا، إضافة على لاعبين من الكونغو الديمقراطية. ويمني مسؤولو القلعة الحمراء بنجاح هذه الإنتدابات لضخ دماء جديدة في صفوف الفريق، خصوصا بعد المستوى الباهت الذي ظهرت به أغلب العناصر الودادية في بطولة هذا الموسم، مما أثار مخاوف العديد من أنصاره، وجعلهم يشككون في قدرة الفريق على تحقيق المزيد من الألقاب. وكان الوداد قد حطم رقما قياسيا في سوق انتدابات اللاعبين منذ مجيء عبد الإله أكرم إلى رئاسة الفريق، من خلال صرف أموال كبيرة في التعاقد مع مجموعة من الأسماء، سواء داخل البطولة أو التي عادت من تجارب احترافية لم يكتب لها النجاح، رغم أن الفريق استطاع أن يظفر بلقب واحد للبطولة، وفسل مرتين متتاليتين في الفوز بلقب دوري أبطال العرب. أما فريق الرجاء فقد حدا حدو غريمه التقليدي هذا الموسم محطما الرقم القياسي في سوق اللاعبين بانتدابه ل 12 لاعبا من مختلف الأقسام والأعمار، خصوصا بعد سنوات العجاف التي عاشها في هذا الجانب في عهد الرئيس السابق عبد الله غلام، وهي عملية أنعشت خزينة الفريق، واستطاع بذلك أن يحرز لقب الدوري واحتلال الرتبة الثانية الموسم الماضي بدون خسائر مادية تذكر. أما هذه السنة فقد حاول عبد السلام حنات، أن يخرج عن المألوف بهدف إرضاء العديد من أنصار النادي، لكن النتائج الحالية تبدو مخيبة للآمال، بعدما تبين أن الجودة لا تقارن بالكم ولكن بالكيفية، لكن في الميركاتو الشتوي يبدو أن الفريق لازال يراقب الوضع عن كثب من خلال تشخيص النتائج الحالية وعدم الوقوع في الأخطاء السابقة، رغم أن المدرب فاخر يلح في تعزيز التركيبة البشرية الحالية بثلاثة لاعبين على أبعد تقدير. ويسابق فريق الجيش الملكي الزمن، إذ يحاول تعويض ما فاته خلال المرحلة الصيفية بانتداب لاعبين قادرين على إعادة الإعتبار للقلعة العسكرية التي فقدت الكثير من مقوماتها، في ظل تمرد بعض العناصر التي رفضت تجديد عقودها المنتهية، خاصة بعد الأجواء المكهربة التي يعيشها النادي بين جميع مكوناته. ولعل تعاقد الفريق مع الإطار الوطني مصطفى مديح خلفا لعزيز العامري، أعاد الروح إلى اللاعبين وتحسنت النتائج رغم أنها لم تصل نحو الأفضل، ولكن التغيير الحالي أعاد الدفء إلى مدرجات المركب الرياضي مولاي عبد الله، وهدأت العاصفة بعد ما كادت أن تعصف بالفريق. بالمقابل يسعى البعض الآخر إلى انتداب بعض اللاعبين حسب الخصاص، وكذا حسب الإمكانات المالية المتوفرة، في حين يعيش البعض الآخر وضعا ماليا صعبا لايساعدها على تحقيق المطلوب، وتنتظر فقط ما تجود به الفرق الكبرى من لاعبين على سبيل الإعارة.