هل يستغل المدرب فلورو فرصة استقباله في مناسبتين لتصحيح المسار؟ تابع فريق الوداد البيضاوي مسلسل إهدار المزيد من النقط في بطولة هذا الموسم بعد أن فشل مرة أخرى في العودة بنتيجة إيجابية من مدينة تطوان حين إستسلم لاعبو الفريق الأحمر أمام فريق تطواني كان أفضل تنظيما على رقعة الميدان ما مكنه من توقيع هدفين في مرمى الحارس لمياغري أحدهما كان من نيران صديقة بعد أن سجل لعمراني بالخطأ في مرماه، وليحصد فريق الوداد هزيمته الرابعة هذا الموسم والأولى منذ إلتحاق مدربه الجديد بنيطو فلورو. وبعد هذه النتيجة السلبية أصبح الفريق الأحمر على بعد أربعة عشر نقطة من المتزعم الفتح الرباطي الذي تمكن من توسيع هذا الفارق بفوزه الأخير على النادي القنيطري، كما أصبح يبتعد بعشر نقط كاملة عن المغرب التطواني وثماني نقط عن الغريم التقليدي الرجاء، وفي الوقت الذي كان فيه أنصار الفريق يراهنون على تذويب هذا الفارق من النقط خاصة بعد رحيل المدرب دوكاسطيل فإن العكس هو الذي حصل، إذ استمر تراجع الفريق منذ فشله في الفوز بكأس عصبة الأبطال الإفريقية وهو ما مكن فريق الرجاء من تدارك فارق ست نقط التي كانت تفصله عن الفريق الأحمر، وهو ما يعني بأن المدرب مارشان قد تمكن منذ إلتحاقه بالادارة التقنية للنسور من ربح أربعة عشر نقطة عن الوداد ما اعتبره الاطار الفرنسي انجازا مهما بالنسبة لفريقه. وكان الرئيس عبد الإلاه أكرم قد وعد مع مطلع الموسم الحالي بحصد الألقاب وجند لهذا الغرض تشكيلة من أجود لاعبي البطولة الوطنية يقودهم مدرب يعرف البطولة الوطنية، كما خبر الأدغال الافريقية من خلال تجربته مع الأندية التونسية إلا أن الفريق الأحمر لم يستطع الحفاظ على نفس الايقاع الذي انطلق به وتوقفت مسيرته عند عتبة نهاية عصبة الأبطال الإفريقية ونصف نهاية كأس العرش وهذا ما أجج غضب الجماهير الودادية ودفعها للإحتجاج على السياسة التي اتبعها المكتب المسير طيلة السنوات الماضية والتي ارتكزت بالأساس على اللاعب الجاهز الذي لم يكن عند مستوى طموحات هذه الجماهير التي تطالب بالألقاب، في حين لم يفز الفريق سوى ببطولة واحدة منذ أن تولى أكرم رئاسة الفريق. ويبدو بأن المكتب المسير قد استفاد من الأخطاء السابقة وذلك بعد أن تم التعاقد مع الإطار الإسباني، حيث راهن هذا الأخير على رد الإعتبار لمدرسة الفريق من خلال متابعته المستمرة للفئات الصغرى مع رسم استراتيجية موحدة للعمل على مستوى هذه الفئات حتى يتمكن من إعادة الهوية والشخصية للفريق الأحمر، كما منح الفرصة لبعض العناصر الشابة داخل فريق الكبار على غرار جواد إيسن والمدافع الأيسر أيوب قاسمي، لكن مخطط الإطار الإسباني قد يصطدم برغبة الجماهير الودادية في النتائج الآنية، إذ لا يعقل في نظرها أن يصرف الوداد خمسة مليارات من السنتيمات كأعلى ميزانية لفريق مغربي ويخرج من موسمه بخفي حنين تاركا جماهيره تتجرع مرارة الإخفاقات المتتالية، وبدخول البطولة ثلثلها الأخير لم يعد الوقت يسمح للمدرب فلورو باختبار عناصره في ظل بحث المنافسين عن ربح المزيد من النقط وتسلق المراتب، وبالتالي فإن الظرفية تحتاج للاعب الجاهز والأكثر خبرة والقادر على تذويب فارق النقط وتبدو الفرصة مواتية من خلال استقبال الوداد في مناسبتين داخل ميدانه لكل من شباب المسيرة و النادي المكناسي، وذلك لاسترجاع الهيبة التي افتقدها مؤخرا وبالتالي التصالح مع جماهيره قبل انطلاق منافسات كأس الإتحاد الإفريقي.