تنبئ الدورات الأولى من البطولة الوطنية بمصير أسود ينتظر الحكام هذا الموسم، فقد بدأت مبكرا موجة الإحتجاجات على التحكيم، حيث لم يمر لقاء دون إعتراض على قرارات أصحاب البذل السوداء، وبدا كما لو أن الفرق بمدربيها ومسيريها على استعداد دائم لتحميلهم مسؤولية الهزائم والكوارث والنقاط الضائعة قبل أن تبدأ المباريات، حتى أن المشجعين كيخرجو من ديورهم وهوما كيغنيو في الطريق: آلاربيط، أمسخوط الوالدين· - ناري أصاحبي شحال قديم، هاد الشي راه كانو كيقولو الجمهور أيام زمان· - ومالهم دابا آش كيقولو؟ - آش غادي نقول ليك؟ حشم شوية راه الناس مخلطة· لم يعد اعتبار الحكم مسخوطا لوالديه كافيا لإشباع غريزة شتم حكامنا المغاربة، لقد أصبحت الشتائم أعنف وأقسى، وصار ضرب الحكم بالحجر والكراسي أمرا إعتياديا، وكأن هاد لاربيط ماشي خوهم حتى هو، والأخطر أن التلفزيون يحرض الجماهير أسبوعيا على افتراس هؤلاء المساكين، حيث في كل أسبوع يطل من الشاشة خبير في التحكيم أو محلل خبير في التحليل، فيعيد عرض بعض اللقطات التي تتهم الحكم بالقصور· - شوف عاود هاد اللقطة مزيان، باش تعرف الحكم غلط ملي ما صفرش على الخطأ· - وراه غادي يكون ما بانش ليه مسكين· - كيفاش ما بانش ليه؟ شوف شوف، مع العرض البطيء الخطأ كيبان واضح· - وراه في العرض البطيء كيبان واضح أبوراس، واش كتسحب اللعابة في التيران كيجريو متقلين السينتة؟ هكذا تتم إدانة الحكام في الأستويوهات المكيفة، ودون مراعاة للظروف التي تجري فيها المباريات، ولعل أكثر الحكام تعرضا للّعنات هم الحكام المساعدون، حياتهم كلها كيدوزوها في التوش هازين الراية يجربو بيها، إنهم يعانون دون أن نشعر بهم، يعطون ظهورهم للجمهور طيلة تسعين دقيقة، ولا يستطيعون أن يلتفتوا خلفهم ولو من باب الفضول· يسمعون الشتائم القاسية والبذيئة، ولا فرصة لهم إطلاقا حتى لرؤية من يشتمهم، وحتى إن شعروا بأن حََجَرة طائشة أو قنينة فارغة تطير فوق رؤوسهم، فلا يحق لهم أن يهربوا· - والله إيلا عندك الحق، مسكين لاربيط ديال التوش عاطيه الله الصبر· - إيه، وما كيتفكروه حتى كيدير شي زبلة· الحكام المساعدون لا يتذكر أحد أسماءهم، ولا يتحدث عنهم الإعلام إلا إذا تسببوا في كارثة، وننسى عادة أنهم يضحون بكرامتهم وأمنهم من أجل أن ينجح حكم الوسط في مهمته، فهم على هامش الملعب دائما، رغم أنهم يمتلكون قرار الحسم في العمليات الأكثر مصيرية وهي "حالات التسلل"· والحكم المسخوط هو الذي يحدث أمامه تسجيل هدف من تسلل غير واضح، فتلك الراية التي يرفعها لإقرار الهدف أو لإلغائه، تكون سبب هلاكه إن من هذا الفريق أو من ذاك، وإذا لم يتعرض للإعتداء جسديا من اللاعبين والمسيرين، فعلى الأقل يتعرض للتهديد بالقتل من الجمهور، المهم عضة من لاربيط وما يمشيش فالت· - واش عرفتي آشنا هي حالات التسلل؟ راه سبانيا كلها بالمخابرات ديالها والرادارات والقيامة وما كتضبطش حالات التسلل ديال المهاجرين والبزناسة·· - ولاش تمشي حتى للسبليون، وفي التيران نيت، مالك ما عمرك ما قريتي في الجورنال: >حضر اللقاء 70 ألف متفرج، وأدى ثمن التذكرة 600 متفرج<؟ - أوَّاااه! وهاد تسعودُ ستين ألف وربعمية ديال البشر·· منين دخلات؟ ============ نافذة لاربيط ديال التوش عاطيه الله الصبر