أصبح التحكيم المغربي اليوم في قفص اتهام كبير بعد الأحداث المتكررة التي كانت ضحيتها العديد من المباريات الهامة خلال الموسم الكروي الذي نحن يصدده ، إذ لم يمر على انطلاقتها أكثر من ثماني دورات حتى انفجرت العديد من الأحداث التي تتطلب من الساهرين على شأن التحكيم ببلادنا الوقوف لتأمل هذه الظاهرة التي غابت عن مياديننا طويلا وأصبح المغاربة يطمئنون على حال ومصير أصحاب البذلة السوداء و مستوى التحكيم المغربي الذي وصل أوجه أيام المرحوم بلقولة و بعده الكزاز ووصول هؤلاء إلى مراتب عليا في الداخل و الخارج ، و أصبح معهم التحكيم المغربي بمثابة مدرسة يستفيد منها التحكيم العربي و الإفريقي و العالمي في العديد من المناسبات .. و يبدو أن ما يقع الآن هو بعيد عن متمنيات و رغبات الرياضيين ببلدنا .. و كانت الدورة الأخيرة أم الدورات هذا الموسم لما اتسمت به من احتجاجات و أخطاء بالجملة استفزت اللاعبين و المسؤولين و الجماهير على حد سواء ، بالرباط في اللقاء الشهير بين الجيش و الوداد و ما خلفته القمة من احتجاجات دفعت إلى فورة لم تكن متوقعة و غير مقبولة في تأثير لا يجب نكرانه من أخطاء التحكيم على الأجواء العامة للقاء ، و ما حصل بالعيون بين شباب المسيرة و الاتحاد الزموري للخميسات من احتجاج للمحليين على التحكيم، و كذا ما سجل على التحكيم في مباراة الرجاء البيضاوي ومولودية وجدة حول ضربة جزاء بعد اعتبار الضيوف أنها كانت قاسية و عرفت إصلاح الحكم للضربة الأولى التي لم يعلن عنها وهو شيء غير مقبول .. كل ذلك يؤثر بدون شك على الممارسة الكروية في بطولة تخسر عليها أموال باهظة ، و بالتالي مطلوب من كل المتعاملين و الساهرين على إنجاح الممارسة الكروية ضمان الفرجة و الابتعاد عن الاستفزاز المؤدي بدون شك إلى الشغب داخل و خارج الملاعب.. فالمزيد من التعبئة و الاجتهاد للوصول للهدف الذي يبحث عنه الكل..فلا نعتقد أننا نتهم أحدا بهذا الكلام ولكن ندعو حكامنا للاجتهاد أكثر لأن بنجاحهم و ظهورهم الموفق تنجح كرتنا و تسير في الإتجاه الصحيح الذي يتمناه الكل.. فهل نجعل من دورة اليوم دورة بدون أخطاء و بدون احتجاج ولا شغب ، حتى نصل إلى خلاصة واحدة ونقول إننا بالفعل نسير في الإتجاه الصحيح؟؟