لم تعد المواجهات الكروية بين المغرب وتونس كما كان يحدث من قبل تأخذ شكل المعارك الشرسة، بل صارت من فرط تكرارها خلال الفترة الأخيرة أشبه بمناسبة تجمع مدعوين يعرفون بعضهم البعض بالأسماء والوجوه، كأنهم ينتمون إلى عائلتين مختلفتين تجمع بينهما قرابة ما، واخّا غير ريحة الشحمة في الشاقور، المهم أن لقاء المنتخبين صار عرسا يتبادلان فيه المحبة والصْواب مهما كانت مشاعرهما، ومهما كانت طبيعة اللقاء. هي دابا المغرب وتونس داروا جوج عْراسات في سيمانة واحدة؟ إينا جوج عْراسات؟ اللول ديال المنتخبات النسوية اللي داز نهار الأحد، والعرس الثاني هو اللي غادي يدوز نهار الاثنين الجاي. لا، هادوك بجوج راهم عرس واحد، غير داروا العيالات بوحدهم، والرجال بوحدهم، حيت بنكيران والغنوشي ما عندهمش مع الاختلاط. شاء الله أن تلتقي مرتين وفي أسبوع واحد عائلتا الأسود والنسور، مرة بين العيالات ومرة بين الرجّالة، فقبل المواجهة القادمة بين منتخب أسود الأطلس ونسور قرطاج في نهائيات كأس إفريقيا، تواجهت إناث المنتخبين في إطار إقصائيات كأس إفريقيا أيضا، فانتهت المباراة بفوز العيالات ديال الأسود بحصة هدفين لصفر في انتظار مباراة الذكور يوم الإثنين القادم. ولأن الأسود تتميز عن اللبوءات بالشعكوكة، ولأن الصور القادمة من ماربيا قد أظهرت أن أغلب اللاعبين غيّروا قصة شعورهم وتفننوا في تسريحاتهم كأنهم سيتنافسون على جائزة أجمل كْويبّا في الكان، فإن لبوءاتنا قلقات فعلا على مصير ذكورهن في الأدغال الإفريقية، وبفوزهن الأخير أرسلن ربما رسالة قصيرة إلى ذكورهن المعسكرين في إسبانيا تقول: «وا السبوعا، الرجْلة ماشي بالكْوِيبّا». واش شفتي بعدا هادوك الدريات المحترفات اللي جاو من فرنسا والنرويج وبلجيكا و... صافي، مالهم؟ وااا زوينات أصاحبي، خاص على قْبلهم داك المنتخب النسوي يسميوْه منتخب غْزالات الأطلس. إيوا، ويلا ما بقاوش هادوك الجوجات كيلعبوا، نعاوْدو نبدلو السْمية؟ إنها فرصة مذهلة لتتطور كرتنا النسوية، إذ يمكن للاعبات المحترفات أن يعلمن اللاعبات الباقيات الصالحات كيف يواصلن الحلم بأن يصبحن نجمات، وكيف يمكن أن يذقن النجاح من لعبة جرّت على أغلبهن غضب الأسرة داخل البيت وسخط العيالات الكبارات وسط الدرب، ربما لا تكفي أيام التربص الإعدادي القليلة لتتعلم لاعباتنا المحليات أشياء كثيرة، لكن في كل الأحوال عليهن أن يغتنمن فرصة وجود اللاعبات القادمات من أوروبا كي يأخذن منهن غير شي حاجة بعدا، فلاعباتنا الحاصلات في البلاد لا ينقصهن إلا سحر أوروبا كي يصبحن جذابات مثل بصيرة مودو وابتسام بوحراث مثلا اللتين تخرج اللهجة المغربية من فمهما مكسرة شهية كقطع السكر، لأن سر جاذبية هاتين اللاعبتين ليس في سحر لعبهما فقط، ففي المنتخب لاعبات ساحرات أيضا، وليس السر في جمالهما فقط، ففي المنتخب جميلات أيضا، وليس السر في الفورمة، ففي المنتخب فورمات أيضا، لكن ما ينقص لاعباتنا هو الثقة فقط في أنوتثهن. آشنو بغيتي هاد المحترفات يديروا لهاد خواتاتهم اللي هنا؟ خاصهم يشجعوهم باش يحتارفوا في أوروبا بحال كيف كيحتارفوا الدراري الكوايرية. عندك الحق، خاص الكوايريات ديالنا يحتارفوا حتى هوما سْوا في أوروبا أو لا في الخليج. الخليج لا، الخليج لااااا... واش بغيتي الوحدة تمشي من هنا كْوايرية، وترجع لهيه كوافورة؟ نافذة «وااا السبوعا، الرجْلة ماشي بالكْوِيبّا»