ملاعب غير صالحة وغير مجهزة إنسداد في خطط اللعب إيقاعات بطيئة للمباريات عقم وشلل في التهديف عصبية زائدة ولاعبون شاردون ذهنيا إنتدابات غير وازنة تحكم فيها المسير على المدرب تصريحات خارجة عن النص لشركاء الكرة الحقيقيين تلكم هي أهم المحطات التي غلبت على الشطر الأول من البطولة الإحترافية التي كان الكل يمني النفس على أن يراها بداية لقطع الصلة وهدم صور الهواية التي تجرع مرارتها كل عشاق كرة القدم المغربية لما عانته من إكراهات وصعاب عطلت تقدم كرة القدم مقارنة مع باقي الدول الإفريقية. وتبني جسر جديد إنبثق من فكر كروي يرمي إلى الذهاب بعيدا ووضع صورة وضاءة ونبيلة لمغرب أضحى بسمعته قبلة لمجموعة من التظاهرات الرياضية الكبرى وعلى جميع المستويات. فكتب للموسم الرياضي الحالي أن يكون الأول في درب البحث عن إقلاع رياضي صحيح بعقلية كروية ورياضية مختلفة. البنيات التحتية وأرضية الملاعب ليقدم اللاعب أداءا راقيا ويظهر مهارات خارقة ويبدي إستعدادا كبيرا ويعطي للمشاهد والمتتبع الكريم أطباقا كروية رفيعة ويملي المدرب فكره وقراءته التقنية وخططه التكتيكية وانصهار فكره مع فكر اللاعبين على أرضية المستطيل الأخضر، كان لابد أن تجهز الملاعب بأرضية جميلة خاصة بالتداريب والمباريات الرسمية.. فجهزت أندية معنية دفتر التحملات بما يليق بالفريق المحترف ولقيت أخرى معاناة كبيرة وصعابا متعددة لتحقيق مطالب صناع القرار في الحقل الكروي. وتعذر عليها توفير ملاعب من أجل فرض أسلوب تقني جماعي وفردي راق لكل اللاعبين، فكان أن جاءت المباريات بعيدة كل البعد عن الأطباق الكروية الممتعة وأفقدت اللاعبين الرغبة والطموح في أن يظهروا كل طاقاتهم ويظهروا مكاناتهم ويمتعوا بمهاراتهم التقنية كل العشاق، فمن صادق على أرضية ملاعب (خريبكةآسفي مركب الأمير مولاي عبد الله الشيخ الأغظف)، إنما فعلوا ذلك إرضاءا للخواطر لأن قرارهم يتنافى وما يتطلبه دفتر التحملات وكان سببا في حجب المتعة الكروية على عشاق المستديرة. مبدأ الأمان وانسداد في خطط اللقب أغلب مباريات البطولة الإحترافية في شقها التقني كانت متوسطة إن لم نقل أن جل المباريات عرفت إنسدادا في خطة اللعب ورغبة لكل المدربين في تحصين الدفاع بالدرجة الأولى مخافة إستقبال الأهداف، ثم البحث عن المنفذ أو المخرج للوصول إلى مرمى الخصم ولو بنصف فرصة، فكان مبدأ الأمان هو الطاغي وكل فريق ظهرت ملامحه الأولى من خلال المباريات وفق نهج تكتيكي أضحى مستنسخا معتمدا على رأس حربة وأحد وخمسة لاعبين في وسط الميدان مكونين من لاعبي إرتداد وأربعة مدافعين مما يظهر الكثافة العددية في وسط الميدان والتي تتواجد فيها أغلب الكرات في المباراة: (451).. وبالطريقة هاته أغلقت المنافذ وتقاربت الخطوط وفرضت الندية والقوة البدنية في جميع النزالات الثنائية، نتج عنه كثرة الأخطاء وعديد الصافرات وأعطت ضربات ثابتة بالجملة وضربات جزاء بالكثرة وغابت الجمل التقنية الجماعية ومعها الثنائيات والثلاثيات، وبالتالي أصبح للهجمة المنظمة نسبة مائوية قليلة وللهجمة المرتدة دور أكبر في تغيير النتيجة وللهجمة السريعة قليل من الحضور، مما أعطى للكرات الثابتة القيمة حيث كانت أغلب الأهداف عن طريق ركنيات أو ضربات حرة أو ضربات الجزاء، فيما سجلت أهداف أخرى عن طريق الخطأ للاعبين سجلوا ضد مرماهم ومن خلال هذا الإنكماش للفريق بات ضروريا إبراز الإمكانيات الفردية للاعبين والتي أظهرت بالواضح غياب للمهارات الفردية ولقيمة اللاعب المغربي الذي يختلف تماما عما كان يزخر به المحراب الكروي من أسماء رنانة ووازنة كان لها الدور، الكبير في تطوير اللعبة سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات والفتح الرباطي.. وأضحت فرق المغرب الفاسي وشباب الريف الحسيمي والفتح الرياضي والمغرب التطواني الأكثر إبهارا وعطاءا بسلاستهما في الأداء التقنية الجماعي دون أن نستثني البداية المدوية للوداد التي أعقبها تراجع مخيف والإنطلاقة المحتشمة للرجاء وعودتها السريعة إلى توهجها في الدورات الأخيرة لتصل للوصافة بسرعة البرق، فيما المتصدر وبامتياز الفتح الرباطي إستحق العلامة الكاملة نظير تألقه اللافت على جميع المستويات بأداء منتظم وانضباط صارم ونهج تكتيكي محكم يختلف عما ظهر به السنوات الماضية لتظل أندية الجيش وأولمبيك خريبكة تبحث عن تصحيح كثير من أخطائها ولنا في الرتب التي يحتلانها خير دليل. فالفتح الرباطي والمغرب الفاسي وشباب الريف الحسيمي والوداد البيضاوي والرجاء البيضاوي أكثر الفرق تسجيلا للأهداف الملعوبة سواء التمريرات البينية أو العرضية، أو بناء العمليات من الخلف والتنويع في الوصول إلى مرمى الخصوم. وكان اتحاد الخميسات الفريق الوحيد الذي حقق الإنتصارات من تسجيله لهدف واحد وفي اللحظات الأخيرة. والنادي المكناسي من 7 أهداف سجل هدفا واحدا من قذفة قوية للاعب لخمالي، فيما كل أهدافه كانت عن طريق ضربات ثابتة مما يدخله خانة الفرق غير القادرة على بناء العمليات وترجمتها إلى أهداف رغم أنه إنتدب هدافين من قبل: (بيرباب نداي، بيير كوكو). النادي القنيطري رغم مشاكله فقد كان أداؤه في بداية المشوار متميزا مقارنة مع المواسم الماضية وظل وفيا لنهجه ولعبه النظيف. أولمبيك خريبكة والجيش الملكي وأولمبيك آسفي والجديدة ظهروا بصورة مغايرة للموسم الماضي فيما يخص طريقة اللعب والحس التهديفي . هذا النهج الجديد في أول بطولة إحترافية أعطى تفوقا للحراس وظهرت أسماء حمت عرينها باقتدار وأخص بالذكر (كيناني (المغ. التطواني) الزنيتي (الماص) لعروبي (الكاك) أمسا (ت.الخميسات) بوخريص (ح.أكادير). إيقاعات بطيئة رغم الإستعدادات الجيدة كل الأندية شمرت على سواعد الجد ودخلت منذ سماعها بانطلاق أول موسم إحترافي في معكسران داخلية وأخرى خارجية فجمعت لاعبيها وعينت مدربيها وأطقمها الإدارة والطبية والتقنية في مسيرة البحث عن تفوق مع أول الدورات، فالتزمت بالإختيارات الفنية وخصصت للإعداد البدني الحصص الكبيرة والمستوى التقني التكتيكي الحيز الأهم فجاءت المباريات الودية وبعده المشاركة في الدوريات المحلية، فلاحت في الأفق ملامح بطولة قوية، لكن ومع الأسف الشديد ظهر إيقاع المباريات مع بداية الدورة الأولى بطيئا وكانت الرتابة حاضرة فرمينا بكل المسؤولية على تزامن فترة البداية مع شهر رمضان الأبرك ومع خروجه إستمرت الأمور، كما بدأت وانغلقت الفرق في ايقاع رتيب لم تنج منه إلا القلة القليلة من المباريات خصوصا تلك التي كان الوداد والمغرب الفاسي طرفين فيها بحكم توالي لعب المباريات الإفريقية وظل الحال كما هو عليه فغابت الطراوة البدنية وأصبحت المباريات تلعب متقطعة في جميع فتراتها مما أطفى برودة شديدة حتى حلول صقيع نهاية الشطر الأول. عقم وشلل في الهجوم رغم الفرص المتاحة للفرق عند الوصول إلى الثلث الأخير من الملعب ورغم تواجد عدد من المهاجمين داخل مربع العمليات فإن اللمسة الأخيرة ظلت غائبة بسبب سوء التركيز أو التسرع وفي أحيان كثيرة لأنانية المهاجمين وغياب تام للفكر الجماعي، فكل المدربين يشتغلون على تتمة العمليات (finitich) وإيجاد الحلول للوصول إلى التهديف والثبات داخل الصندوق.. ولكن يبقى على اللاعب نفسه أن يعمل كل ما في وسعه ليكون أكثر تركيزًا وأقوى حضورًا في المكان والوقت المناسب لتسجيل الهدف وهذا ما ينقص أغلب مهاجمي البطولة الوطنية فالثلاثي (بدر القشاني وحمد الله ونسيمن) يملكون القدرة والقراءة والتموضح الصحيح مما يعطيهم الأفضلية عن باقي المهاجمين مع مزيد من الثقة للمدربين في لاعبيهم قد تجد الأندة مخرجا من هذا الحاجز السهل تجاوزه إن حضرت الرغبة والإصرار عند اللاعبين. الإنتدابات ومن يتحكم فيها المسير أم المدرب؟ كثيرة هي الأندية التي إنتدبت لاعبين من مختلف الأجناس، بل من مختلف المدارس الكروية، لكن يبقى المشكل الذي يرخي بظلاله على مسألة الإنتدابات أن المكاتب المسيرة تشرع في هذه العملية قبيل التعاقد مع المدرب والمسؤول الأول عن نتائج الفريق فقبل التوقيع له يجد نفسه مجبرًا على العمل مع ما هو موضوع أمامه بغض النظر عن الأهداف المسطرة مما يجعل أمر تحقيقه للنتائج الإيجابية صعبا للغاية كونه غير مسؤول على من تم استقدامهم للفريق من لاعبين دون معايير ولا قراءة للنقص الذي يشكو منه الفريق أو الخلل الذي أضاع عليه مجموعة من النقاط، فالمكتب المسير إن هو دخل في اختصاصات المدرب وخرج عن اختاصاته يعطي الإنطلاقة لفشل المخطط الموضوع والهدف المتوخى. فوجود المدرب قبل إبرام الصفقات مع اللاعبين بات أمرا ضروريا ويفرض على هذا الأخير تحمل كامل المسؤولية فيما يخص اللاعبين الجدد القادمين حسب إحتجاجات الفريق وبكل مسؤولية واحترافية فما هو تقني على أن يترك للمكتب المسير التفاوض، فيما هو غير ذلك ويُشرع في العمل عند اكتمال التركيبة البشرية والإتجاه في طريق البحث عن الأهداف المسطرة. العصبية الزائدة ما أثار إنتباه كثير من المتتبعين الرياضيين في مباريات البطولة الوطنية النرفزة الزائدة للاعبين داخل رقعة الملعب سواء فيما بينهم أو بين لاعبي خصومهم فأفقدهم التركيز على الأداء المقنع وأخرجهم إلى حسابات ضيقة أفقدت المباريات رونقها وبريقها، فالمشاداة الكلامية بين اللاعبين إنتقلت إلىالنزالات الثنائية عن طريق التدخلات العدوانية والتي أفضت في كثير من المباريات لتدخل الحكام العارم في رقع البطاقات الصفراء والحمراء مرغمين فرقهم على اللعب بنقص عددي يضيع عليهم نقطا مهمة ويضيع عليهم مباريات كبيرة.. وهذا الوضع إنتقل من مباراة لأخرى ومن أسبوع لآخر ليتنافس اللاعبون على الظهور بفرض القوة معتقدين أنها الشخصية مغيبين التنافس الشريف من أجل الروح الرياضية، فكثير من الفرق أضاعت نقطا غالية فاندحرت بسبب تهور لاعبيها أو مدربيها في التعامل مع سخونة المباراة وحماسها بسذاجة كانت نتائجها وخيمة على فرقهم. تصريحات... عالم الإحتراف لابد له من مقومات ولا مناص من شركاء فعليين من أجل إنجاحه، والسير به إلى بر النجاح، فكل الأطراف لها الحق في أن تساهم بشكل من الأشكال في إخراج المنظومة الكروية من ثوب الهواية إلى جلباب الإحتراف والرقي. فالمدرب أو الإطار التقني لابد أن تتوفر فيه جميع مسببات النجاح، كونه قدوة لكل المتتبعين ومسؤول على كل أعماله وأفعاله.. وما شاهدناه في الشطر الأول من البطولة الإحترافية لا يمث للرياضة ولا للرياضيين ولا للمكون أو المسؤول أو المربي بصلة من الصلات.. فتصريحات المدربين توحدت كلماتها في عبارة واحدة ووحيدة عند الإنتصار بتطبيق اللاعبين للتعليمات التقنية والتكتيكية والبدنية والذهنية وكأنهم عبارة عن آلة طلب منها أداء مهمتها فأخرجت لنا منتوجها. وفي حالة عدم الإحكام لهذه الضوابط أو المستويات فتتجه التصريحات عند الهزيمة إلى حكم المباراة أو تراجع فرق الخصم إلى الوراء وهذه من عيوب البعض أنه يتكلم عن فريق لا تربطه به أي علاقة أو بمدربه الذي قد يكون زميلا له على الورق فقط، فيخلط الحابل بالنابل ويدخل في متاهات بعيدة عنه وعن النص وهو المطالب بأن يقدم قراءة تقنية للمباراة ونتيجتها بإقناع كل المتتبعين متحملاً مسؤوليته الكاملة في نتيجة المباراة سواء بالسلب أو بالإيجاب. خلاصة بداية موسم إحترافي حضرت فيها النصوص وغابت العقليات ومازالت كل مكونات الهرم الكروي المغربي تجتر مخلفات الهواية بحلوها ومرها، ونتمنى أن نستفيد من أخطائنا المتكررة ونطوي صفحة غير مقبولة في شطر أول كتبنا سطره الأخير لنفتح فكرنا وعقلنا لشطر ثان نتمناه، أحسن من سابقه لنسدل الستارة على رواية الله أعلم من سيكون بطلها في نهاية الموسم. أنجز الرصد: