عادتنا مع بداية كل موسم رياضي أن نطرز الآمال ونصفف المتمنيات ونمني النفس بوضع كروي ورياضي أفضل· وكلما أكثرنا في الدعاء والترجي، كلما كنا مهزومين في أحلامنا، محبطين بأن الموسم الكروي والرياضي الذي عبر، أخذ معه بعضا من الصبر وكثيرا من الآمال، ولم يترك على خارطة الذاكرة وفي كتاب العمر سوى الإحباط والحزن واليأس· منذ متى ونحن نقول أن هذا الموسم سيكون نهاية الهواية في التدبير والتفكير؟ منذ ومتى ونحن نجزم أن هذا الموسم سيكون نهاية أحزان وارتجالات وعثرات؟ وتمر المواسم تباعا ولا شيء فينا وفي كرتنا وحتى رياضتنا يتغير، هل نحن مجبولون على الكذب على أنفسنا قبل الكذب على الآخرين؟ هل نحن موعودون بطبيعة تفكيرنا الهاوي مع ذات الأحوال، مع ذات التصريف ومع ذات التسيير؟ شيء ما يقول وقد جاء إلى الجامعة رجال أخرون، عاهدوا عائلة كرة القدم أمام الله على التطهير والإصلاح والخروج من أنفاق الهواية، أن الموسم الكروي الحالي سيكون خاتمة المواجع ونهاية الإنتظار، وآخر صفحة تطوى كرها من كتاب الهواية· هل يعني ذلك أننا سنكون أمام حملة شاملة لإبادة أوكار الفساد وأعشاش الإنحراف؟ هل يعني ذلك أننا سنباشر بالفكر وبالنص القانوني وبالعقل التقني إبادة زمن الإهتراء والإرتزاق والإرتجال؟ هل يعني ذلك أننا سنتمنطق فعليا بأحزمة حديثة لنواجه زمن الإحتراف بكل ما يحتاجه من هياكل ومن عقليات ومن مناخ مقاولاتي؟ لنا في كل الذي نراه مجسدا بارتعاش على أرض الواقع، ولنا في كل الذي نقرأه منصوصا في كتاب السيرة وفي خارطة الطريق، ما يجعلنا نصدق، أننا هذه المرة سنتغير فكرا وتدبيرا وهيكلة، أننا سنعلنها حربا شعواء على كل مظاهر التهريج والتخريب والإستبلاد، والتي باتت للأسف صورا ثابتة في مشهدنا الكروي، أننا سننعطف نحو الإحتراف، وأننا سنخرج كرها، تحت ضغط الإتحاد الدولي لكرة القدم عن نص الهواية·· هي منة من الله سبحانه وتعالى·· أن نكون شعبا مطبوعا على الحلم· شعبا لا ييأس برغم كل الذي يهوى على رأسه من إحباطات·· شعبا له قدرة عجيبة على الرجاء وعلى الصبر· لذلك نضع أنفسنا كإعلام محترف ومواطن وراء كل مشروع يهدف إلى تنمية قدرات هذا البلد، يهدف إلى إسعاد أبناء هذا الوطن، ويهدف إلى العودة مجددا للمساهمة في كتابة تاريخ كرة القدم الإفريقية والعربية· لن نكتفي فقط بالرجاء، بل سندفع بكل قوانا إلى التغيير نحو الأفضل، إلى قطع دابر الإرتزاق والإرتجال، إلى طي صفحة الهزائم والإخفاقات، وإلى بناء مغرب كروي أريد له بالطبيعة وبمنة من الله أن يكون رائدا لمحيطه وعروبته وقارته· والله وحده يعلم ما في الصدور·