سجالات وحساب في قمة فوق السحاب الكاطالان يعدون بزرع الألغام لنسف كتيبة الأحلام
لن يكون الكلاكيت 163 مختلفا عن سابقيه من حيث السجال والمداد الكثير الذي سيفرغه قبل الصدام وبعده. هذه المرة الأمر مختلف، إذ يجد البارصا الذي حصد البراري والحقول على امتداد السنوات الثلاثة المنصرمة نفسه متأخرا بشكل غريب على مستوى الترتيب خلف النادي الملكي وبفارق يعيد للأذهان سيناريو «الباسيو» أو معبر الذل الشهير الذي كان على عهد الأشقر شوستر. لا خيار أمام النادي الكاطالاني غير الفوز للإبقاء على حظوظ التتويج أمام ريال مورينيو المتعملق على نحو كبير بأرقام مرعبة، والملوك يتأهبون عبر موقعة بيرنابيو لتصفية كل الحسابات القديمة والتأكيد على أنهم الرقم الأبرز في معادلة الليغا لهذا الموسم وبلا منازع. صدام جبار بعناون الثأر الصدام الأعنف، الأقوى والأغلى على مستوى العالم، المباراة التي يتابعها أكثر من ملوني مشاهد عبر أرجاء المعمور وهو نفس المعدل المقدر لنهائي كأس العالم، من دون شك لن يجمع ذلك غير فريقين لا ثالث لهما، ريال مدريد كبير كل أوروبا وملكها الأوحد وبرشلونة الفريق الذي يقدم في الظرف الحالي برؤية عشاقه كرة من المريخ. فمهما اختلف وضع الفريقين وحتى في أسوأ حالاتهما، ظلا حوارهما معا عنوانا للإمتاع وفرصة من فرص مشاهدة كرة تحبس كل الأنفاس مختلفة في السجالات والقيمة عمن سواها. عناوين ثأر وجاذبية رد الإعتبار وفرض الذات.. هذه هي المحاور التي تتجدد كلما حضر الموعد الكبير وكلما كان الملكي والكاطالان فارسين لموعد يقال أن القبعات الزرق على مستوى العالم لا تضطر معه لتوزيع وحداتها لاستثباب السلم، طالما أن الأخير يفرض تلقائيا لغاية نهاية فاصل المواجهة للإستمتاع بمباراة من كوكب آخر. عقدة كرة شاملة لم يجتز الريال وضعا بمثل الإستعصاء الملازم له بمثل الشكل الذي هو عليه الآن أمام برشلونة، ففي آخر 6 مواجهات لم يقو الملكي على فك شفرة الغريم الكلاسيكي مطلقا وركن لمنطق الخسارة في 5 مواجهات وأفلت من الكمين في اللقاء الأخير بتعادل كان مرادفا لضياع الليغا بشكل رسمي. حصص هلامية بالبيرنابيو والنيوكامب وتوفيق محالف لورثة الكرة الشاملة على نحو غريب مكن الكاطالان من نيل اللقب في 3 مناسبات على التوالي، باعتبار أن المباراة غالبا ما كانت فاصلة في تحديد ملامح البطل، وناذرا ما استعاد الخاسر توازنه لاحقا. لذلك يتعبأ الريال في المواجهة القادمة لطرد النحس وسوء الطالع، ولتأكيد ألمعيته التي مكنته من الفوز في 14 مباراة على التوالي ومعها تصفية الكثير من الحسابات العالقة مع الفريق الذي قطع عليه طريق الذرة العاشرة أوروبيا الموسم المنصرم بعد أن كان الأقرب لها. في وقت يحمل البارصا معه كل الألغام في رحلته صوب العاصمة مدريد وقبل أن يطير لليابان لنسف كل الأحلام التي بناها مورينيو وكتيبته ومعها تأجيل تقرير المصير في الدرع. مورينيو يتوعد بالعقاب هي مباراة خاصة جدا للمدرب الداهية جوزي مورنيو الذي أكسب الكلاسيكو مذاقا آخر، وحمله للسحاب العالي بفضل جرأته وتصريحاته النارية، مباراة من نوع خاص للمدرب البرتغالي الكبير الذي لم يستسغ بعد مرارة الخسارة المذلة بالخماسية في أول كلاسيكو له ولو بتواطؤ للحكم إيطورالدي غونزاليس. مورينيو الذي خاض 5 لقاءات أمام برشلونة ربانا للفريق الملكي الموسم المنصرم خسر في مبارتين وتعادل مرتين وفاز بواحد وهو معدل محترم في أول ظهور له بإسبانيا، توعد البارصا هذه المرة بالخسارة ما حضر التحكيم العادل لأنه خسر لقاءاته السابقة منقوص العدد. في المقابل يوجد بيب غوارديولا الذي لم يخسر مطلقا أمام الريال وهو يقود برشلونة في الجهة المقابلة والذي وجد نفسه في مأزق حقيقي هذه المرة بتخلفه عن الريال ب 3 نقاط ومباراة زائدة عن الغريم، الشيء الذي يضع نجم خط وسط الكاطالان في فترة سابقة في محك حقيقي لإختابر ردة فعل فريقه الذي فقد الكثير من مقوماته. مورينيو ألزم لاعبيه بالإبتعاد عن التصريحات مؤكدا لصحيفة "الماركا" أن الفوز في هذا اللقاء يعني الشيء الكثير بالنسبة له حتى على صعيد ضبط أموره في لقاءات مجموعته في عصبة الأبطال. نجوم من كوكب الخوارق هو الكلاسيكو الأغلى عبر التاريخ كله، ويتفوق على كلاسيكو 2004 الذي ضم كتيبة الغالاكتيكوس الملكية بقيادة الملهم والفيلسوف زيدان بكثير. نجوم يسعرون ويقدرون بملايير الدولارات و21 منهم مرشحون لجائزة أفضل لاعب في أوروبا هذا الموسم أي كل الفريق باستثناء لاعب واحد. كاسياس القديس سيء الحظ في مواجهاته الأخيرة لميسي سيكون في جحيم الإختبار مجددا أمام البرغوت الأرجنتيني، وبيبي سيكون ملزما بنسيان عاداته إن هو أراد مواصلة الدقائق التسعون في المباراة، على أن راموس قلب الأسد سيكون في امتحان رد الإعتبار بعد لسعة دافيد فيا في السوبر. خط وسط الفريقين سيتحول لقطعة شطرنج رهيبة ومعقدة إذ سيكون غزافي وإنييسطا في كماشة خضيرة وألونزو بعدما أناط بهما "السبيشل وان" مهمة تجريدهما من الكرة، في وقت يطل المارد دي ماريا من قمقمه لزعزعة أركان أبيدال في الرواق الأيسر على أن يتيح لصاروخ الماديرا رونالدو مهمة ترويض ألفيس وبيكي في الحوار الذي تقول الترشيحات بأنه سيقدم واحد من الثلاثة قربانا للبطاقة الحمراء. على أن بنزيمة المفضل على حساب هيغوين سيلعب المباراة الأهم في مشواره الإحترافي وأمامه فرصة تاريخية للسير على هدي الرائع زيدان. قمة من نار ستكون كل أسلحة الدمار الشامل مباحة فيها، كلاسيكو بشعارات الرعب لتأكيد من يكون الرقم الأول في بلاد أبطال العالم؟ فعلى من تدور الكوريدا هذه المرة؟ متابعة: