والله حْتى بيخير شهدت ربوع المملكة خروج الآلاف من المواطنين إحتفالا بتأهل المنتخب المغربي إلى كأس إفريقيا لكرة القدم، وكانت هذه الإحتفالات أقوى رد من المغاربة على ما تعرضه بعض التقارير الإعلامية المغرضة عن أوضاع الناس في هذه البلاد ونفسياتهم، إذ ظل يشيع هؤلاء المغرضون أن غالبية المغاربة أناس تعساء لا يفرحون، أناس مفقوصون لا يعرفون كيف يرقصون، لكن خروج الآلاف إلى الشوارع ليلة الأحد إحتفالا بتأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كاس إفريقيا أكد أن كل شيء في هذه البلاد على ما يرام، وأننا على عكس ما يتوهمه البعض بألف خير، والله حتى بيخير. كان يظن الكثير من المحللين المغرر بهم أن رؤية مثل هذا الفرح مجددا في الشوارع المغربية خلال أيام الربيع العربي غير ممكن، ولهذا لم يفهموا سبب كل هذا الإبتهاج رغم أن التغيير الذي ينشده الناس لم يحدث بعد، بمعنى كيف لمواطنين لم تحل أزماتهم المادية والإجتماعية والإنسانية أن يخرجوا من تلقاء أنفسهم مهللين وراقصين من أجل فوز في كرة القدم؟ هوما ما غادينش يفهموا كيفاش عباد الله مأزمين وخارجين الشارع يشطحو؟ خليهم، بداك الشطيح راه كنطبقوا شعار: «ما تقيش بلادي». ما فهمتش؟ واش ما عارفش المثل اللي كيقول: «المزلوط إيلا ما شطح... يتفركع». لم تكن فرحة المغاربة بتأهل منتخبهم فرحا فقط بفريق وطني لكرة القدم، راه هاديك غير الكورة وصافي، بل كانت فرحا بعهد جديد انتصرت فيه إرادة الأمل على اليأس، وانتصر فيه اليقين الذي روجه المسؤولون على الشك الذي روجه الإعلام.. لقد أخرس التأهل كل الأفواه، ورد به غيرتس والفاسي الفهري ومنصف بلخياط على كل المنتقدين.. من الآن فصاعدا لا يحق لأحد أن ينتقد هذا الثلاثي الذي أسعد الشعب المغربي، فالمدرب غيرتس مثلا صار من حقه أن يضرب البيرة علنا مع رأسه أو مع اللاعبين كما اعترف دون أي احتجاج، وصار من حق السيد رئيس الجامعة مثلا أن يؤجل الجمع العام للجامعة إلى ما شاء الله دون أن يعارضه أحد، بل صار من حقه أن يعدل القانون الذي ينظم الجموع العامة بقانون يؤبد الرئيس الحالي في الرئاسة مدى الحياة دون أن يعترضه مشكل، فما حققه هذان الرجلان من مجد للشعب المغربي بالتأهل يجعلهما فوق النقد والمحاسبة، ماشي بزز منا طبعا، حنا اللي بغيناهم على خاطرنا، أما منصف بلخياط وبعد هذا الإنجاز الأسطوري الذي سيسجله التاريخ باسمه كوزير كما سجل باسمه كل المشاريع التي دشنها سابقوه فإن فكرة غيابه عن تشكيلة الحكومة التي ستأتي بعد أشهر تبدو غير مقبولة، ومن الصعب أن نتحمل رؤية الحكومة القادمة خالية من الوزير منصف بلخياط.. واخا يكون غير وزير بدون حقيبة، المهم يبقى داوي. أجي، انت كتبت هاد المقال نهار الجمعة. ومن بعد؟ وكيفاش عرفتي المنتخب غادي يتأهل أصلا باش تدوي على الإحتفالات؟ كانت باينة غادي يتأهل، ويلا تقصى كاع، أنا «غير داوي». نافذة بالشطيح كنطبقوا شعار: «ما تقيش بلادي»