وحدة من جوج قبل المصادقة على الدستور الجديد، كانت الإنتخابات في المغرب مثل البطولة الوطنية قبل العصبة الاحترافية غارقة في الهواية والإرتجال، عصية على الحساب والمنطق.. فقد يتوج مرشح ما بطلا باستعمال مفرط للمال الحرام، وقد يصبح حزب ما متوجا رغم أنه بدون جماهير، ولا يتعدى مناصروه عشرين فردا، لكن يكفي أن يحظى بدعم رجال الدولة الكبار كي يفوز، فيما قد ينزل ذليلا حزب عريق تحيط به جماهير واسعة من كل شرائح المجتمع، إذا لم ينل رضى نفس رجال الدولة الكبار.. هكذا كانت الإنتخابات قبل الدستور الجديد مثل كرتنا الوطنية تجعلنا قريبين جدا من غرائب إفريقيا التي ننتمي إليها، بعيدين عن أوروبا التي نتطلع إليها.. أما الآن، وفي ظل الدستور الجديد، ستكون الأحزاب السياسية ملزمة بالخضوع لمجموعة من الشروط القاسية كما خضعت الأندية الوطنية للإنخراط في اللعبة الإنتخابية وتحقيق أكبر قدر من الشفافية المتعارف عليها ديموقراطيا. أسيدي مزيان، كاع الفاسدين والمخلوضين ممنوعين من الترشح لهاد الإنتخابات. هي رؤساء الأندية حتى هوما ممنوعين من الترشح؟ علاش؟ مال رؤساء الأندية مخلوضين؟ وعلاه اللي كيجمع بين الرياضة والسياسة ماشي مخلوض؟ طبقا للرسالة الملكية الشهيرة التي تدين الفساد داخل الأجهزة الرياضية، أعلن جلالة الملك غضبه من أولئك الإنتهازيين الذين يتخذون الرياضة مطية لأغراض سياسية، واعتبرهم جلالته السبب المباشر في انهيار الصرح الرياضي بالمغرب.. من هنا، فإن كل مسؤول في فريق ما يتقدم إلى الإنتخابات بهذه الصفة يعتبر شخصا مشكوكا في ذمته، لأنه يستغل في الملاعب حب المواطنين لفريق المدينة أو الحي كي يدفعهم إلى التصويت عليه بعيون مغمضة، تماما كما يستغل فقيه في المساجد حب المواطنين لله ولرسوله كي يمنحوه أصواتهم بقلوب خاشعة.. كلا الرجلين فاسد انتخابي، ومثل أي مسؤول في الدولة يستغل أجهزة الدولة في معركة ينبغي للدولة أن تلتزم فيها الحياد، فإن الرئيس يملك من الأسلحة غير «السياسية» ما يحسم بها معركة سياسية من المفروض أن تكون متكافئة بين جميع الأطراف، إنه يملك جمهورا يتكون من القاصرين الحياحة الذين يشعلون الحملة الإنتخابية حتى قبل أوانها، ومن الراشدين المصوتين الذين يعبئون الصناديق يوم الإقتراع، ويملك وهذا مهم رصيدا ماليا في حساب الفريق ينهل منه مبلغا محترما على شكل سلف لإدارة الحملة، وحْتى يبيع شي لعابة عاد يرد الفلوس لبلاصتهم. لذا، يعتقد الكثيرون بأن كل رئيس فريق ترشح لدخول البرلمان قبل أن يستقيل من الفريق هو مخلوض كبير، ويلا كان راجل مزيان، خاصو يستاقل من الفرقة ويترشح.. وحدة من جوج، يا الرياضة يا السياسة.. فوصول هؤلاء الرؤساء إلى البرلمان إشارة غير مطمئنة أبدا، لأنهم أثبثوا خلال حكمهم في أنديتهم على أنهم ضد العملية الديموقراطية برمتها، وأن من السذاجة أن نصدق بأنهم سيساهمون في إنجاح تجربتنا الديموقراطية، وحتى وصول النزيهين منهم إلى البرلمان سيثير مشكلة أخرى وهي «ضيق الوقت».. السيد مسكين ما حيلتو لفرقتو ما حيلتو لمشاريعو ما حيلتو لهموم الوطن. إذ سيجد الرئيس البرلماني نفسه دائما في مواجهة سؤال عريض: «أشنو اللي مهم بزاف للوطن؟ واش الكورة أو لا البرلمان أو...؟» الله يسمح لينا من البرلمانيين، عندهم هموم كثيرة. عندك الحق، ويلا نجحوا هاد الرؤساء غادين يضحكوا علينا مزيان. علاش؟ حيت «كثرة الهم كتضّحك». نافذة رؤساء الأندية حتى هوما ممنوعين من البرلمان