العودة بنتيجة إيجابية خيار الأسود الوحيد تطلع مواجهة منتخب إفريقيا الوسطى يوم الأحد القادم بحمولتها الهامة وقوتها وكذا بمصيريتها، حيث سيكون المنتخب المغربي أمام محك قوي وحاسم في رحلة عامرة بالأشواك والعراقيل، لكن كل شيء يهون إذا ما حضرت العزيمة والإرادة، إذا ما آمن الأسود بحظوظهم وإذا ما تسلحوا بالثقة نظير الطفرة النوعية التي تحققت في المباريات الأخيرة، ومع ذلك وجب التعامل مع المباراة بذكاء كبير وحيطة خاصة أن كل المؤشرات تؤكد أن المواجهة لن تكون مريحة بالنسبة للأسود. الثقة في الإمكانيات هي من بين النقاط التي على المنتخب المغربي أن يستوعبها جيدا، ذلك أن الثقة في النفس تمنح جرعات معونية من الحماس والعزيمة من أجل تسجيل نتيجة إيجابية ببانغي، وذلك بعد أن تمكن المنتخب المغربي من إحداث قطيعة مع الفترة الأخيرة التي تميزت بنتائج متواضعة ومشاكل أثرت سلبا على أداء الأسود، حيث أكدت النتائج الأخيرة أن المنتخب المغربي استعاد عافيته ومستواه بدليل حضوره الجيد الذي وقع عليه سواء أمام الجزائر أو منتخب السنيغال بدكار، هي إذن خطوة هامة تتعلق بالثقة في النفس والإمكانيات للعودة بنتيجة إيجابية من بانغي. الحفاظ على النسق التصاعدي مثلما مكننا الفوزين الأخيرين على الجزائر والسنيغال من استعادة توازن المنتخب المغربي، فإنه يبقى من اللازم الحفاظ على هذا النسق التصاعدي وخاصة التركيز أكثر على النقلة النوعية التي حققها المنتخب المغربي، إذ يبقى من الضروري مواصلة المشوار بنفس الحماس والهمة وعدم التراجع، والأكيد أن هذا الحماس والعزيمة والتركيز من شأنهم أن يساعدوا الأسود لتسجيل نتيجة إيجابية ومقارعة منتخب إفريقيا الوسطى ثم الحفاظ على الطريق الذي رسمه الأسود منذ فترة تحت قيادة المدرب البلجيكي إيريك غيرتس. الأجواء التي نعرفها لن يكون لنا عذر إن تحجج المنتخب المغربي بأعذار هي خارج ما هو رياضي، نعرف الآن جيدا ما تحفل به الأدغال الإفريقية بمفاجآتها وارتجاليتها خاصة عندما يتعلق الأمر ببلد إفريقي مثل إفريقيا الوسطى الذي يفتقد للكثير من شروط الراحة، كما أن الأخبار التي أتت من هناك تؤكد أن منتخب إفريقيا الوسطى يفضل دائما الإعتماد على ما هو غير رياضي لتحقيق الفوز، بيد أن ذلك لا يعني للمنتخب المغربي شيئا لعدة اعتبارات، أولها التطمينات التي جاءت من رئيس جامعة إفريقيا الوسطى لكرة القدم من أن المنتخب المغربي سيكون في مأمن من الشغب، وثانيها أن لاعبي الأسود تعودوا على مثل هذه الأجواء، ولا عذر لهم للتحجج بمثل هذه الأعذار. إنضباط تكتيكي بالإضافة إلى الأسلحة التي نعرفها والمطلوب أن نتسلح بها من قبيل الحماس والعزيمة وعدم الإستسلام خاصة عندما يتعلق بالمباريات التي تجرى بالأدغال الإفريقية، فإنه من الواجب على الأسود أن يبضوا على النهج التكتيكي السليم من أجل كسر شوكة منتخب إفريقيا الوسطى، سواء على مستوى المدرب المطالب بوضع الخطة التكتيكية الناجعة أو على مستوى اللاعبين الذين عليهم أن يتحصنوا بانضباط تكتيكي في المستوى، ذلك أن العامل التكتيكي يبقى هاما وفاصلا لتحقيق الهدف المنشود، والأكيد أن النجاح على المستوى التكتيكي يعادل تسجيل نتيجة إيجابية. الهدف واحد الشيء الذي علينا أن نسعى لتحقيقه هو العودة بنتيجة إيجابية من بانغي، المنتخب المغربي يدرك أن أي نتيجة سلبية تعني الإقصاء والخروج من المنافسة على تأشيرة التأهل إلى النهائيات، لذلك على اللاعبين أن يضعوا هذا المعطى في الحسبان وأن يبحثوا عن سبل تفادي الخسارة، خاصة أن منتخب إفريقيا الوسطى سيضع كل أسلحته من أجل تحقيق الفوز، علما أن هذا المنتخب عادة لا يضيع المباريات التي تجرى على أرضه ويبدي شراسة كبيرة من أجل تحقيق مطامحه، لكن مثلما عودنا المنتخب المغربي في المباريات الأخيرة أنه قادر على مجابهة كل التحديات، فإننا نثق في أسودنا لانتزاع نتيجة إيجابية سيكون من دون شك وقعها إيجابيا على مسار المنتخب المغربي وكذا على نفسية جميع أطراف الكرة المغربية.