أي أسلحة تكتيكية وبشرية أعدها غيرتس لمقارعة أسود تيرانغا هل يكبر هامش الإطمئنان قبل نزال إفريقيا الوسطى ببانغي؟ يستعد المنتخب المغربي لمواجهة السينغال في مباراة ودية يوم الأربعاء المقبل بدكار، مواجهة تأتي في خضم المباراة الهامة التي تجمع الأسود بإفريقيا الوسطى ببانغي بداية شهر شتنبر القادم عن تصفيات كأس أمم إفريقيا، والأكيد أن أهمية هذه المباراة تكمن في أن إيريك غيرتس مدرب المنتخب المغربي يريد أن يقف على مدى جاهزية لاعبيه لنزال إفريقيا الوسطى وكذا إيجاد البدائل خاصة ما يهم غياب المهاجم مروان الشماخ. ما بعد الجزائر طوى المنتخب المغربي صفحة الجزائر بكل أفراحها وتداعيتها الإيجابية على عرين الأسود خاصة والكرة المغربية عامة، وبدأ التفكير في المباراة الحاسمة التي سيخوضها الأسود أمام إفريقيا الوسطى، حيث تكتسي هذه المباراة أهمية كبيرة اعتبارا إلى أنها ستحدد مستقبل المنتخب المغربي في مجموعته، لذلك كان لا بد من التهيء لها بشكل جيد، إذ لم يكن أفضل من إجراء مباراة ودية خارج القلاع للإستئناس بالأجواء أكثر والإستعداد على المستوى النفسي، وكذلك على صعيد المنافسة وما يحيط بالمباريات في الأدغال الإفريقية. ويأتي هذا النزال الودي بعد أن سجل المنتخب المغربي نتيجة ملفتة على المنتخب الجزائري برباعية نظيفة، أكيد سيكون مفعولها جد إيجابي على نفسية اللاعبين، لذلك تبدو أيضا أهمية هذه المباراة أمام السينغال من حيث الإستمرار ومواصلة السير على نفس النسق التقني وأيضا النفسي. ثوابت وجدد غيرتس وهو يحضر التوليفة الأساسية لمواجهة المنتخب السينغالي، زاوج بين ما يعتبر من الثوابت التي عهدناها مؤخرا في التشكيل الأساسي وبين ما يعتبر جديدا أو عائدا إلى عرين الأسود، علما أن هذه المواجهة ستشهد غيابات وازنة كما هو الحال لمروان الشماخ الذي ارتأى غيرتس عدم المناداة عليه لعدم مشاركته في مباراة إفريقيا الوسطى لجمعه إنذارين، ثم أحمد قنطاري والمهدي كارسيلا بداعي الإصابة، غير ذلك فإن الكوموندو الذي عهدناه سيكون حاضرا في مواجهة السينغال، كالحسين خرجة وبدر قادوري وعادل هرماش ومبارك بوصوفة مع تسجيل عودة منير الحمداوي الذي منحه غيرتس الفرصة ليستعيد ثقته ومكانته وذلك بعد أن غاب مؤخرا عن المنتخب المغربي. وتمثلت الوجوه الجديدة في هذه المباراة باستدعاء إسماعيل العيساتي الذي تردد في العديد من المناسبات لاختيار المغرب، وربما تعد هذه المباراة من الفرص الهامة لهذا اللاعب، كما نسجل استدعاء عادل الشيحي المتألق مع ناديه كولون الألماني. عين غيرتس على إفريقيا الوسطى الظاهر أن غيرتس وهو يحضر لمباراة السينغال فإن تفكيره الكامل سيكون على مباراة إفريقيا الوسطى، حول الترسانة البشرية التي سيعتمد عليها والشاكلة التي سيلعب بها، ما يعني أنه سيحاول الإعتماد في تشكيلته أمام السينغال بنسبة كبيرة على الكوموندو التي سيواجه به إفريقيا الوسطى، غيرتس إذن لا يريد أن يفوت فرصة هذه المواجهة دون أن يزيد من جرعة المنافسة في تشكيله الأساسي. وإذا كانت كل المؤشرات تؤكد أن غيرتس سيركز في تشكيله على اللاعبين الذين لعبوا أمام المنتخب الجزائري، فإن مركز قلب الهجوم يضع أكثر من علامات استفهام حول من سيعوض الغياب الإضطراري لمروان الشماخ الغائب بسبب إنذارين، وتبقى الفرضية الأولى هو الزج بيوسف العرابي كورقة غالبا ما كان يعتمد عليها غيرتس في الشوط الثاني، وإن كان العرابي تنقصه نوعا ما التنافسية مع المنتخب المغربي وكذا الثقة التامة، إذ غالبا ما يلعب في إطار زمني ضيق، ثم تأتي الفرضية الثانية وتهم منير الحمداوي العائد إلى عرين الأسود، ففي غياب التنافسية سواء على مستوى النادي بحكم أنه لم يحدد بعد وجهته أو على صعيد المنتخب لغيابه عن المناسبات الأخيرة، يبقى التساؤل إن كان غيرتس سيغامر به ويمنحه الفرصة لتعويض غياب الشماخ. على أن مركز الظهير الأيمن ربما سيكون محط استفهام، بحكم عودة كريتيان بصير وأيضا المستوى الطيب الذي ظهر به جمال العليوي في المباراة الأخيرة أمام الجزائر، إذ يبقى التساؤل إن كان سيعيد الثقة في بصير.. توهج الجيل الجديد مع الأسف أن الكرة السينغالية لم تستثمر جيدا الإنجاز المونديالي 2002 بكوريا الجنوبية واليابان والذي حققه جيل الحاجي ضيوف وبوبا ديوب وكوليبالي وباب سار وغيرهم مع المدرب الفرنسي ميتسو، حيث توارت شمس هذا المنتخب وتراجع أداؤه بدليل أنه لم يتأهل إلى المونديال الموالي الذي نظم في ألمانيا 2006، بل إن مشاركاته في منافسة كأس إفريقيا كانت متواضعة، بل وغاب عن النسخة الأخيرة بأنغولا. ومنذ تعيينه على رأس العارضة التقنية للمنتخب السينغالي، قام المدرب أمارا تراوري بتغييرات جذرية على المنتخب السينغالي، وذلك بعد أن فشل الجيل الأخير في الإحتفاظ بتألقه، فما كان عليه إلا أن غير من جلد أسود تيرانغا وراح يبحث عن وجوه شابة وجديدة، حيث استطاع بناء مجموعة متجانسة يقودها بعض اللاعبين المجربين كنيانغ لاعب مارسيليا سابقا وفينرباتشي التركي حاليا والغائب عن هذه المباراة وباب دياكيتي المحترف بدينامو كييف الأوكراني الذي ما زال يحافظ على مكانه مع المنتخب السينغالي وسليمان دياورا لاعب مارسيليا، غير ذلك فإن أمارا تراوري يعتمد على مجموعة من اللاعبين الشباب كموسى سو نجم ليل وهداف البطولة الفرنسية في الموسم الماضي ومام بيرام لاعب مانشستر يونايتد وسليمان كامارا مهاجم مونبوليي، كما نادى تراوري على أربعة لاعبين جدد استعدادا لهذه المواجهة، ويتعلق الأمر بمصطفى كاسي من نياري السينغالي وأرماند تراوري من أرسنال الإنجليزي وندياي ديمي من أرل أفينيون الفرنسي ومبو ديي. والظاهر أنه مع التحول الجديد التي تعرفه الكرة السينغالية فإن أسود التيرانغا بدأ يستعيد قواه بدليل المسار الجيد الذي يوقع عليه في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، حيث يتصدر المجموعة الخامسة برصيد 10 نقاط أمام جمهورية الكونغو التي تملك في جعبتها سبع نقاط والكامرون الثالثة بخمس نقاط، ما يؤكد أن المنتخب السينغالي سيكون محكا هاما للمنتخب المغربي وبروفة ستقرب أكثر غيرتس من درجة استعداد الأسود قبل نزال إفريقيا الوسطى.