تتجه أنظار الجماهير الرياضية المغربية نهاية الأسبوع الجاري إلى ملعب بارتليمي بوكاندا بالعاصمة بانغي الذي سيحتضن قمة الحسم بين منتخبنا الوطني ونظيره لإفريقيا الوسطى، والتي يطمح من خلالها أسود ألأطلس إلى العودة بنتيجة إيجابية تعبد طريقهم نحو نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستقام بكل من الغابون وغينيا الإستيوائية مع مطلع السنة المقبلة، إلا أن مهمة المنتخب الوطني لن تكون سهلة أمام الظباء الساعين لتدوين إسمهم لأول مرة في أرقى تظاهرة كروية داخل القارة السمراء، بعدما أخفقوا في تحقيق هذا الحلم خلال الإقصائيات السابقة، عن تحضيرات منتخب بلاده للقاء العمر ضد نظيره المغربي وحظوظه في بلوغ نهائيات كأس إفريقيا، كان لنا هاته الدردشة القصيرة مع لاعب إفريقيا الوسطى والدفاع الحسني الجديدي فيفيان مابيدي الذي أبدى تفاؤلا حذرا إزاء موقعة بانغي المقررة بعد زوال يوم الأحد المقبل. المنتخب: سيكون منتخب إفريقيا الوسطى على موعد يوم الأحد مع مباراة قوية ضد نظيره المغربي بالعاصمة بانغي، كيف تهيأتم لهاته المواجهة الحاسمة؟ مابيدي: بطبيعة الحال، تحضيراتنا للمباراة القادمة والحاسمة ضد أسود الأطلس إنطلقت مبكرا، أي مباشرة بعد مواجهتنا في آخر جولة من التصفيات للمنتخب التانزاني الذي فزنا عليه بهدفين لواحد، الشئ الذي مكن إفريقيا الوسطى من تصدر هاته المجموعة إلى جانب المغرب الذي كان بدوره سحق نظيره الجزائري برباعية نظيفة، ونظرا لأهمية مقابلتنا المقبلة التي ستحدد بنسبة مائوية كبيرة مصير منتخبنا الوطني في إقصائيات كأس إفريقيا للأمم لعام 2012، فقد سطر المدرب جيل أكورسي برنامجا إعداديا مكثفا، حيث تم تنظيم عدة معسكرات تدريبية داخل وخارج البلاد تخللتها مجموعة من اللقاءات الودية، آخرها ضد منتخب مالطا الذي إنهزمنا فيه بحصة هدفين لواحد، لكن بغض النظر عن هاته النتيجة السلبية، فقد كان هذا المحك الإختباري مفيدا لنا، وقدمت خلاله عناصرنا المحلية أداء مقنعا، لأننا كنا نبحث عن الإنسجام والتناغم بين أفراد المنتخب أكثر من البحث عن الفوز الذي لا يهم في مثل هاته المباريات الإعدادية، بعد ذلك دخلنا في تجمع مغلق ببانغي الذي يعرف مشاركة أيضا اللاعبين المحترفين الذين إلتحقوا تباعا بمنتخبنا الوطني بعد إنهائهم لمبارياتهم المحلية صحبة أنديتهم في الخارج، وذلك لضمان تركيز جيد للنزال القوي ضد المغرب الذي لا خيار لنا فيه سوى الفوز. المنتخب: ميدانيا، هل تعتقدون أن لديكم كل الإمكانيات التقنية والبشرية لتجاوز يوم الأحد ببانغي المنتخب المغربي بعناصره المحترفة والمتمرسة الحالية وإنتزاع بطاقة التأهيل إلى نهائيات كأس إفريقيا؟ مابيدي: أعرف أن المباراة ستكون صعبة، خاصة بالنسبة لمنتخبنا الوطني الذي يلزمه الفوز ولا شئ غير الفوز ليضمن حضوره رفقة عمالقة القارة السمراء في نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقبلة المقرر إقامتها بكل من الغابون وغينيا الإستيوائية، تاريخيا وعلى عكس المنتخب المغربي لم يسبق لإفريقيا الوسطى أن شاركت في هاته المسابقة القارية، لكن طموحنا اليوم هو أن نحقق حلم بلدنا لأول مرة، قبل بداية التصفيات كان الكل يرشح المغرب والجزائر للتنافس على بطاقة التأهيل في هاته المجموعة، إلا أننا أثبتنا للجميع أننا منتخب محترم ولا يستهان به، بدليل نتائجنا الإيجابية المحققة حتى الآن خلال هاته الإقصائيات، ونسعى لمواصلة المسار بنفس الجدية والعطاء لكسب الرهان، خاصة وأننا أصبحنا نتوفر على تشكيلة قوية ومنسجمة قادرة على هزم المنتخب المغربي شريكنا في الصدارة، ومن ثمة حسم بطاقة التأهل لصالحنا. المنتخب: لكن المنتخب المغربي الذي واجهتموه قبل سنة بالرباط تغير كثيرا ويوجد اليوم في قمة عطائه؟ مابيدي: صحيح، أن المنتخب المغربي تحسن عطاؤه كثيرا مقارنة مع مباراة الجولة الأولى التي واجهناه خلالها في الرباط، وذلك منذ إلتحاق المدرب البلجيكي إيريك غيريس بطاقمه التقني، حيث غير هذا الرجل عدة أشياء داخل تشكيلة أسود الأطلس، وهو ما لمسناه في المباريات الأخيرة سواء الرسمية أو الإعدادية، الشئ الذي يفرض علينا توخي الحيطة والحذر من أصدقاء الشماخ الذي أعرف أنه سيكون غائبا عن مباراة بانغي، ورغم قوة المنتخب المغربي فإننا لسنا متخوفين منه، لأننا نثق في إمكانياتنا البشرية وقدراتنا الفنية، لقد تابعنا عدة أشرطة لمباريات منافسنا، خاصة مباراتيه أمام كل من الجزائر والسينغال، ووقفنا على نقاط قوته وضعفه لن أكشفها لكم حاليا، نحن بدورنا جاهزون لموقعة بانغي الحاسمة يوم الأحد وعلى كافة المستويات.. بل إن الإستقبال الذي خصنا به رئيس الجمهورية السيد فرانسوا بوزيري بعد مباراة تانزانيا أعطانا شحنة معنوية كبيرة، وسبق أن قام بنفس الشيء بعد لقاء الجزائر، إذ يحرص فخامة الرئيس كثيرا على متابعة أخبار المنتخب الوطني وعلى إتصال دائم باللاعبين والطاقم التقني للرفع من معنوياتهم وتشجيعهم على البذل والعطاء، وهذا الإهتمام الكبير فضلا عن التعبئة الإستثنائية لجماهيرنا، جعل اللاعبين يستشعرون جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ومن ثمة سيبذلون قصارى جهودهم لإنتزاع بطاقة التأهيل التي تشرئب إليها أعناق كل المواطنين بجمهورية إفريقيا الوسطى. المنتخب: تأهل المنتخب المغربي يمر عبر التعادل ضد إفريقيا الوسطى والفوز في آخر جولة أمام تانزانيا، بينما أنتم لا خيار أمامكم سوى الفوز على أسود الأطلس وإنتزاع نقطة من الجزائر، ألا ترون بأن مهمتكم تبدو صعبة لحجز بطاقة التأهيل؟ مابيدي: ليس أمامنا خيارات كثيرة في هاته المباراة، علينا أن نفوز على المنتخب المغربي لنرفع رصيدنا إلى عشر نقاط ثم الرحيل في آخر محطة إلى الجزائر لإنتزاع التعادل الذي يخول لنا التأهل بشكل نهائي إلى نهائيات كأس إفريقيا، أما في حال فوزنا وتعثر الجزائر بدار السلام، فستكون الجولة الأخيرة شكلية، لأننا كما تعلمون متفوقون بالنسبة الخاصة على المغرب الذي تعادلنا معه في الذهاب، بينما أسود الأطلس يكفيهم الفوز علينا ببانغي لحجز بطاقة العبور دونما إنتظار مباراة آخر جولة، لذلك أعيد وأكرر أن هاته المواجهة مصيرية بالنسبة لمنتخبنا الوطني، لأن أمر التأهيل بين أيدينا، ولا ينبغي أن نترك هاته الفرصة التاريخية تضيع منا، سنلعب بروح قتالية عالية ونبلل القميص الوطني طيلة التسعين دقيقة يوم الأحد من أجل تحقيق الإنتصار وإسعاد جماهيرنا المتعطشة لرؤية منتخب إفريقيا الوسطى لأول مرة في المونديال الإفريقي المقبل، أتمنى أن نكون في الموعد ونحقق الهدف المنشود، وإذا ما عاكسنا الحظ ببانغي، يلزمنا تعويض النقاط الضائعة بالجزائر لإبقاء آمالنا في التأهيل، على الأقل ضمن أفضل المنتخبات المحتلة للمركز الثاني. حوار: