في 25 دجنبر 2008، وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله رسالة ملكية إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية حول الرياضة، عبر في مضامينها عن الكثير من القضايا الهامة التي تنشد الإرتقاء بالمشهد الرياضي وتطوير أسلوب تدبيره وحكامته، وتمكينه من كل الوسائل والإمكانيات المادية الضرورية، إلى غير ذلك من المتعلقات الإضافية والإشارات القوية لمن قدم أكبر الخدمات الجليلة في القطاع الرياضي (إلا من رحم ربي)، نجوما وأبطالا، ومسيرين، وإبعاد كل المفسدين والمتطفلين والمرتزقة في البعد الدلالي للكلمة والمعنى·· وعندما يزكي الملك الهمام قوله الرائد بصياغات ومضامين عدة لتنظييف أجواء القطاع الرياضي برجالات العصر الجدد، وبموازين العقل الحكيم في المواقع الهامة للقرار الجامعي، وبتقديم كافة الوسائل المتاحة لصناعة الأجيال والأبطال في الملتقيات الأولمبية والعالمية والقارية، يأتي اليوم بعد ستة أشهر من تطبيق الرسالة الملكية قولا، إلى تفعيل وترجمة واقعها في حسه الداعم ماليا للحركة الرياضية في خطيها الثنائيين (25 مليار سنتيم لدعم الفرق الوطنية والمنتخبات الوطنية)، و(33 مليار لتهييء أبطال الألعاب الأولمبية)، وهي أرقام كبيرة وثقيلة في ميزان الفعل المولوي، وأرقام لها سطور كبيرة تغري بالنقاش حول مستقبل الكرة بالمغرب، كما أنها تعني بكل الشفافية حضور ملك البلاد في معادلة وسياسة القرب الرياضي بذات الفعل التنموي للمغرب في كل المجالات الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية والثقافية والدينية والفنية· وعندما يفعل صاحب الجلالة إرادته السامية بإغناء المشهد الكروي بالمال، فيعني بذلك توجيه عنايته الخاصة لمجال أضحى مهزوما بتلقائية النكسات والأزمات والإخفاقات، وغياب الإجتهاد الأتوماتيكي بالإدارات الخاصة بالأندية، وغياب العقل وحكامة التسيير الجدير بالإنطلاق واستشراف المستقبل بكل الأبطال وصناعتهم في أي مجال يكون المغرب فيه دائما سباقا إلى البوديومات العملاقة·· يعني أن ملك البلاد منزعج من كل الذي يحصل كنتيجة وكرقم مخيب للآمال في العديد من الإختصاصات الكروية، وتأكدوا أن منتخب المغرب بمثل ما يجتره من خيبات أمل وانكسارات وإخفاقات، تصل تلافيفه بإزعاج كبير إلى القصر، وتأكدوا أن أفراح زمان بأسود الأطلس وأبطال ألعاب القوى والتايكواندو والجيدو وغيرها من الإختصاصات المتألقة لم تعد اليوم راقصة بالإحتفالات المرجوة ويسعد لها ملك البلاد، بل تؤمله حقا كما تؤلمنا جميعا، ومع ذلك ما زال ملك البلاد راعيا خاصا بالقول والفعل للرياضة عسى أن يكون من يدبر الأندية رجل الساعة في كل مكان وتاريخ ومجد أي فريق· اليوم يهدي صاحب الجلالة وزنا ثقيلا للرياضة بقول كريم وفعل كريم، وما على رجال كل الأندية كبيرها وصغيرها إلا أن يحظوا بهذه الرعاية السامية شريطة تدبير جيد، وتصريف جيد، وصناعة جيدة لأبطال نحن بحاجة إلى تكوينهم، لا تدبير فاسد وسرقة موصوفة، وسوء استغلال للمال· اليوم، لن يكون بمقدور أي كان أن يمد يده إلى الصدقات، لأن بنك ناديه سيغنى برزق لم يكن يحسب له أي حساب، ولن يستغيث كما جرت به عادة ضعاف المسيرين وحتى كبارهم، واليوم لن يكون المال القادم بالإرادة والتفعيل المولوي منسابا بالصدقة، بل بالمحاسبة والتدقيق الحسابي كأقوى مرصد للتعبير عن الشفافية والوضوح في التدبير العاقل والتكوين الهادف للأبطال· واليوم أيضا، يكون عهد الأندية المغربية مرفوعا بميزان الروح العملية والإجتهادية للعناية بكل مكونات القواعد الصغرى، لا بالإهتمام المبالغ فيه للكبار، وهي إشارة قوية لحكامة جيدة سيكون لها وزنها في أفق الأعوام القادمة، وسنرى كيف ستدبر أموال التوجيهات الملكية بالكرة الوطنية·