... خلال كلمته التي ألقاها في الجمع العام العادي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المنعقد يوم الخميس الماضي استعرض الرئيس الجديد للجامعة الخطوط العريضة لبرنامج عمله الذي قال عنه إنه يعول على دعم جميع الفاعلين الكرويين من أجل تحقيقه لأنه برنامج طموح وواعد فيه كل الخير لكرة القدم المغربية. وهنا كلمة السيد علي الفاسي الفهري التي وضعت في الموقع الرسمي للجامعة على الإنترنت: "لا يمكن الحديث على مستقبل و آفاق كرة القدم في بلادنا دون أن نضعه في إطار أوسع يتجلى في إعادة صياغة تدبير الشأن الرياضي على الصعيد الوطني. و في هذا الإطار، لا يسعنا إلا أن نؤكد أن مضامين الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة في شهر أكتوبر من السنة الماضية قد سجلت تحولا جذريا في هذا المجال. فتصديا لتحدي الأزمة الخانقة التي تعيشها الرياضة بصفة عامة، أبى صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله و نصره، إلا أن يضع الإطار الشامل و المندمج للنهوض بالرياضة، بل أكثر من ذلك فإن تصور جلالته للممارسة الرياضية جعلها بمثابة إحدى الحقوق الأساسية للإنسان. كما عملت الرسالة الملكية السامية على بلورة التوجهات العامة لإعادة هيكلة الحقل الرياضي مرتكزة بذلك على تدعيم الحكامة الجيدة والتكوين و تطوير الكفاءات و الإمكانيات المالية للرياضة و ذلك بالعمل على إشراك القطاع الخاص و الجماعات المحلية . على صعيد آخر يعتبر مشروع قانون الرياضة لبنة أخرى تضاف للجهود المبذولة للدفع بقاطرة تطوير الرياضة في بلادنا ذلك أن هذا المشروع سيساهم في وضع الوسائل و الآليات الضرورية لبلوغ الأهداف السامية المسطرة من طرف صاحب الجلالة نصره الله و أيده. بالفعل، فإن مضمون هذا النص يهدف إلى تدعيم أسس مبدئي الاحترافية و الشفافية و كذا تفعيل الرقابة القانونية و المالية على الأندية لتمكينها من التطور في إطار أكثر تنافسية و مهنية. بالإضافة إلى ذلك، يتوخى هذا النص القانوني جلب المستثمرين الخواص و كذا تشجيع الاستثمار في مجال تكوين الرياضيين الشباب زيادة على وضع وسائل كفيلة للتصدي لظاهرة العنف في الملاعب و تناول المنشطات و تطوير نظام التغطية الصحية. كما عمل مشروع هذا القانون على وضع إطار ضريبي خاص بالرياضة الاحترافية من خلال إحداث نظام جديد يمكن من الاستفادة من إجراءات محفزة بالنسبة للأندية التي ستنظم على شكل شركات مجهولة الاسم و كذا الاستفادة من مجموعة من التخفيضات و الإبراءات الضريبية فيما يخص نظام أجور الرياضيين و الاستثمارات و النفقات المتعلقة بالتكوين و مداخيل المباريات. فعلى ضوء كل هذه المعطيات أن أعرض المحاور الأساسية لبرنامج عملنا: 1- المحور الأول: يتعلق بعقلنة تمويل رياضة كرة القدم الوطنية من خلال تطوير و تنمية سياسة الاحتضان و الرفع من مردودية النقل التلفزي لمباريات كرة القدم و كذا الرفع من مستوى دعم الدولة و إشراك القطاع الخاص و الجماعات المحلية . 2- المحور الثاني : يخص الإسراع بوثيرة إعادة هيكلة رياضة كرة القدم الوطنية لمجموعة الصفوة و ذلك بالمضي قدما في اتجاه تكريس مبدأ احترافية الأندية و تشجيع التكوين على جميع المستويات باللجوء إلى تفعيل أداء المراكز الجهوية للتكوين بالإضافة إلى إعادة هيكلة مجال التحكيم و تطوير دور الجماعات المحلية في تقوية البنيات التحتية . 3- المحور الثالث : يرتكز حول العمل على تأهيل النصوص القانونية المتعلقة بكرة القدم و بالخصوص القانون المنظم للجامعة و كذا الجانب المتعلق بوضعية اللاعبين و المؤطرين بالإضافة إلى وضع ميثاق للأخلاق الرياضية و ذلك بالالتزام بالمعايير الدولية و قوانين الفيفا (FIFA). 4- المحور الرابع : يتعلق بتطوير الحكامة و ذلك من خلال إرساء آليات لتدبير شؤون الجامعة بشكل احترافي يعتمد على تقوية و استمرارية إدارتها و إدخال أنظمة معلوماتية حديثة و العمل على تطوير سياسة أكثر شفافية و كذا تعزيز التواصل مع المحيط الخارجي سواء على الصعيد الوطني أو الدولي. 5- المحور الخامس يخص خلق الفضاء المناسب للم شمل العائلة الكبيرة لكرة القدم الوطنية عبر جميع مكوناتها و أخص بالذكر العصب الجهوية، المجموعة الوطنية للهواة و المجموعة الوطنية للصفوة و جمعيات المدربين و ممثلي اللاعبين و أجهزة الإعلام المختصة. بالإضافة إلى ذلك، يرتكز هذا المحور على تفعيل دور المجلس الاستشاري و ذلك بتدعيمه بممثلين عن قدامى اللاعبين . 6- المحور السادس و الأخير يرتكز على إبراز الذاكرة الرياضية الوطنية الغنية بالمواهب الغزيرة و ذلك تكريما لكل لاعبي كرة القدم الذين صاغوا هذه الملحمة منذ عقود تاركين بصماتهم في هويتنا الكروية الوطنية. إن الاعتراف بجهودهم و تضحياتهم سيضفي لا محالة الأمل على الأجيال الحالية و المستقبلية و يحفزهم على عطاء أحسن. و أود أن أوجه نداء لجميع أعضاء الجامعة و للمتتبعين و محبي كرة القدم في بلدنا العزيز من أجل الالتفاف حول جامعتنا و مشروعها الحداثي. جميعا سوف ننجز هذه الأوراش الست الكبرى : فبمجرد تكوين المكتب الجامعي، سينكب على وضع مقاربة جماعية و تشاركية لتنفيذ برنامج عملنا، ذلك المكتب الجامعي الذي سيضم ممثلين عن جميع مكونات عائلة كرة القدم : - كرة قدم الصفوة ذات الاحترافية الضرورية و التي لا رجعة فيها. - كرة قدم الهاوية، و هي المنبت الحقيقي للاعبي كرة القدم و التي تستلزم إعادة صياغتها باعتبارها الجسر المؤدي إلى الاحترافية. - العصب الجهوية، و هي الرابط المتميز للسياسة الجامعية فيما يخص التكوين و تنشيط المنافسات. إذن فكل عائلة كرة القدم مدعوة للمشاركة في عملنا المقبل لأن إعادة تأهيل هذه الرياضة هو أمر يهم الجميع : فلا أحد يمكنه التخلي عن المسؤولية المؤدية إلى درب تحقيق أولوياتنا. عملنا سيأخذ بعين الاعتبار الاحترام و الدفاع عن حقوق كل واحد منكم و بالموازاة إنكم مطالبين بتحقيق التزاماتكم. و بهذه المناسبة، لا بد لنا أن نكون و نظل دوما فخورين بفريقنا الوطني الذي صنع أمجادا ستظل خالدة في ذاكرة كل الأجيال و لازال قادرا بأن يحقق انتصارات و بطولات أخرى، إذا ما واصلنا الثقة بأنفسنا، و إذا كانت هناك فرصة وحيدة للتأهل لكأس العالم و كأس إفريقيا فيتعين علينا التشبث بها إلى أقصى مدى و ما علينا إلا أن نعمل بجد و أن نوفر جميع الإمكانيات لبلوغ أهدافنا. لا شيء يبرر الجمود و لاشيء يشفع لتجميد طموحاتنا : لا نسمح لأنفسنا بالرجوع إلى الوراء لأن ليس لنا الخيار. إن التحديات التي سنواجهها ضخمة و كثيرة و من طبيعة جد معقدة لا يمكن مواجهتها بسهولة أو على الأمد القصير. لكن أتعهد أمامكم، باسم العائلة الكروية و اسم المكتب الجامعي، بأنه سيتم التغلب على هذه الصعوبات بفصل مساعدتكم