أبدا ما كنا نريد أن نستفز زملاءنا في صحيفة «الهداف» الجزائرية إلى الحد الذي ينتفضون ويهللون بإنجازاتهم وفتوحاتهم الإعلامية والرياضية والتي نسعد بها ونرحب بها وأبدا لا نراها بعين حاسد.. وأبدا ما كنا نريد أن نبني مجدنا الإعلامي على أنقاض مصداقيتهم ونزاهتهم، فنحن أعرف الناس بأن هناك متلق وقارئ وزبون هو من يقر بهذه المصداقية وهو من يمنح تلك النزاهة. ولكن هالنا أن ينزعج الزملاء داخل صحيفة «الهداف» الجزائرية لمجرد أننا نزلنا عند رغبة القائم بأعمال اللاعب المصري محمد أبو تريكة لتصحيح جزئية في حواره مع «الهداف» هو من ألح على ذكرها ونشرها تحديدا بالمنتخب، ولم تكن لنا أية رغبة في التشكيك في الحوار شكلا ومضمونا، فلو كان أبو تريكة قال هذا الذي قاله لما إنزعج له المغاربة لأنهم معتزون بأنفسهم، واثقون من قدراتهم ولا يبدون أي إستعداد لمعاداة الآخرين لمجرد أنهم يتعاطفون مع منافسيهم.. وقطعا لن يجبرنا الرد على ما جاء في كلام الزميلة «الهداف» من خروج فاضح عن النص وعن المواثيق المهنية إلى تذكيرها بأن «المنتخب» تحتفل اليوم بالذكرى 25 لتأسيسها، فهي منذ ربع قرن تؤثث الفضاء الصحفي الرياضي العربي والإفريقي قبل المغربي باحترام كامل لخصوصيات الرسالة الإعلامية وبوفاء كبير لخط تحريري قائم على المصداقية والمهنية.. لا نريد أن نعرض إنجازاتنا تباهيا فهي بمقاسات كبيرة تجعل اليوم من «المنتخب» مرجعا رياضيا عربيا، إفريقيا بل ودوليا، وأظنها تكفي للرد على شوفينية الزملاء ب «الهداف» لعلهم يفهمون أننا نربأ بأنفسنا عن السقوط في حرب إعلامية قذرة لم نخلق لها ولم تكن أبدا من شيمنا ومن تقاليدنا. وأيضا لا نحتاج لتقديم إثباتات ولا دلائل على العالمية والشيوع لأننا مجبولون على التواضع عملا بالبيت الشعري الرائع والمأثور للشاعر العربي الكبير أبي الطيب المتنبي: وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل وليثق زملاؤنا داخل «الهداف» الجزائرية لن نعود بعد هذا للرد عليهم حفاظا على الود وحفظا لميثاق شرف المهنة.