رغبة كبيرة لتمثيل المغرب في الأجهزة الكروية الخارجية العصبة الإحترافية، الخيار الوحيد لاحتراف حقيقي كل المؤشرات تؤكد بأن المكتب الجامعي سيكون خليطا بين كل الأجيال، جيل تمرس وخبر اللعبة جيدا واستطاع أن يؤسس لتصورات مهمة من شأنها أن تدفع باللعبة إلى مستويات راقية، وجيل من الشباب الذي يتوفر على حماس ورغبة في المشاركة في الإقلاع الذي ينشده رئيس الجامعة الجديد السيد علي الفاسي الفهري من خلال أوراشه وتصوراته، وبرامجه التي ينتظر منها الرأي العام الرياضي آمالا كثيرة· على مستوى آخر يراهن رئيس الجامعة على أن تكون إدارة الجامعة ذات فعالية أكثر ومنظمة بطريقة حديثة ومحترفة وتتوفر هي الأخرى على برامج وتصورات من شأنها أن تعطي نموذجا جديدا في تدبير الملفات اليومية لأحوال كرة القدم الوطنية· على مستوى آخر من المنتظر أن يدشن رئيس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري مرحلته الجديدة بمنظومة كروية جديدة، بفلسفة مؤطرة بقوانين حديثة مرتبطة أساسا بقوانين الإتحاد الدولي لكرة القدم >فيفا< في إطار الإحتراف والعصبة الإحترافية· لماذا تأخير الإعلان عن المكتب الجامعي؟ تساءل الكثيرون عن تأخير رئيس الجامعة في تسمية المكتب الجامعي بعد مرور 25 يوما عن انعقاد الجمع العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الذي انعقد يوم 16 أبريل الماضي بالرباط، والواقع أن الجمع العام لم يحدد لرئيس الجامعة تاريخ إعلان المكتب الجامعي، بل خول له الصلاحية في تشكيل المكتب، ما يعني بأن للرئيس الصلاحية في الإعلان عن مكتبه وقتما شاء، هذا من جهة، من أخرى كان لا بد من أخذ بعض الوقت من لدن رئيس الجامعة لتشكيل مكتب جامعي منسجم ويدخل في منظومة الأوراش التي يعتزم السيد علي الفاسي الفهري في تطبيقها على أرض الواقع، إنه يريد مكتبا جامعيا من ذوي الخبرة والتجربة والميدان وأصحاب الأفكار والتصورات والبرامج الهادفة، لأن كرة القدم الوطنية أصبحت بحاجة إلى رجالات بإمكانهم الدفع بكرة القدم المغربية إلى مستويات كثيرة· ومن شأن أن يكون المكتب الجامعي الجديد هو مكتب المرحلة الجديدة المراهن عليه لتحويل الممارسة لاحتراف حقيقي من خلال الإعتماد على العصبة الإحترافية التي يضعها رئيس الجامعة نصب أعينه كخيار لابد منه للتخلص من هذه الهواية وهذه المشاكل التي تراكمت على كرة القدم الوطنية· من جانب آخر يعتقد أن يتشكل المكتب الجامعي من فعاليات لها صيت وسمعة بالمنطقة التي تتواجد فيها، على اعتبار أن النية تتجه نحو تشكيل مكتب جامعي يهتم بالجهوية، وأعني بذلك الإهتمام بأوضاع كرة القدم على مستوى الجهات من خلال الأعضاء الذين سيتم إقتراحهم وانتقاؤهم بعناية من قبل رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومن المنتظر كذلك أن يكون الأعضاء المعتمدون لم يسبق لهم أن تقلدوا المسؤوليات على مستوى الجامعة السابقة، ولكنهم أصحاب خبرة ورجال ميدان، وهو التصور الذي كان قد أكده رئيس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري في رسالته التي ألقاها على أنظار الجمع العام، والتي لقيت صدى كبيرا من قبل الجميع بالنظر للمخطط الذي جاء به الرئيس لإعطاء صورة إحترافية للممارسة الكروية ببلادنا· الرهان الجديد يرتبط بمكتب جامعي جديد قادر على أن يدخل وينخرط بسرعة في منظومة علي الفاسي الفهري، المنظومة المراهن عليها في المرحلة الجديدة· حتى وإن كان هناك تكثم شديد على المكتب الجامعي وهذا شيء طبيعي، لأن رئيس الجامعة ما زال منهمكا في وضع الرتوشات الأخيرة على اللائحة بعد أن توصل إلى الملامح النهائية لهذا المكتب الجامعي الذي سيضم جميع الأطياف وكل التيارات حتى يمكن جمع الشمل على مستوى كل الجهات، ومن شأن هذا التصور أن يعطي لرئيس الجامعة نظرة شاملة عن الوضع الكروي ببلادنا· إن رئيس الجامعة لا يريد الإستعجال في تسمية المكتب الجامعي، إنما يريد أن يتريث قليلا حتى يكون مقتنعا بالتركيبة البشرية التي سيقدمها للرأي العام في الأيام القادمة وهي على كل حال لن تخرج عن أسماء معروفة في المشهد الكروي الوطني، تتقلد لأول مرة مسؤولية التسيير· التغيير من جانبه الإيجابي عندما علم الجميع بأن هناك تغييرات في الأفق سيطال المكتب الجامعي، وكذلك مرافق إدارة الجامعة، وضعوا أيديهم على قلوبهم وخاصة الذين ألفوا دفء الكراسي، فناوروا بكل الوسائل من أجل البقاء، والواقع أن رئيس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري كان صريحا جدا أمام الجمع العام، وقال بالحرف الواحد بأنه سيعمل على تغيير الأجواء في إطارها الإيجابي، لذلك فإنه لن يغير من أجل التغيير، والواقع أن المرحلة تتطلب تغييرا واضحا وجذريا، سواء تعلق الأمر بالأشخاص أو بالمنظومة الجاري بها العمل، والتي أصبحت بحاجة إلى إعادة صياغة قوانينها وملفاتها تماشيا مع هذا التطور الحاصل على المستوى الدولي· تدبير إداري جديد كل مشروع ناجح، إلا وتكون من ورائه إدارة ناجحة، ولأن رئيس الجامعة هو رجل تدبير وتسيير من خلال مهامه الوطنية كمدير عام للمكتب الوطني للكهرباء ومدير عام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، بإمكانه وضع تصور جديد لإدارة الجامعة، بوضع هياكل ذات قوة لمناقشة الملفات الكبرى المتعلقة بكرة القدم الوطنية، ذلك أن المخطط الجديد يجب أن يهيكل إدارة الجامعة ويضعها في نفس الصورة التي تسير عليها الإدارات الأخرى، وذلك عن طريق خلق مديريات تتكلف بالسير العام للشأن الكروي الوطني، نموذج مديرية العلاقات الخارجية، مديرية التواصل، مديرية اللوجيستيك، مديرية الماركوتينغ، مديرية ضبط الملفات اليومية المتعلقة بالمنتخبات الوطنية وغيرها·· هذا فقط بعض التصورات التي يجب التعامل بها حتى يمكن لإدارة الجامعة أن تعمل في إطار التخصيص بدل تكليف شخص واحد بكل الملفات، وفي ذلك تضييع لمصالح كثيرة، ومن شأن التعيين المرتقب لمدير عام جديد للجامعة لا يخرج عن السيد امحمد الزغاري مدير أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، الذي رافق رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى أوروبا عندما زار اللاعبين الدوليين، ومن شأن هذا التغيير أن يعطي دينامية جديدة لإدارة الجامعة التي تتحمل عبء التسيير اليومي، لذلك أصبحت بحاجة إلى دفعة جديدة من شأنها أن تشكل انسجاما تاما مع مكونات المكتب الجامعي على مستوى الأوراش التي سيخوضها رئيس الجامعة بكثير من الحزم والتحدي، لأن الرهان أصبح غير قابل للتراجع إلى الوراء· أفكار علي الفاسي الفهري فيها كثير من الآمال المرجوة والتي ستحدد مثير الكرة الوطنية، وبطبيعة الحال لن يكون إلا مصيرا إيجابيا ما دام أن هناك نية حسنة ورغبة في التغيير· تمثيلية في الأجهزة الخارجية من المنتظر أن تشكل مرحلة الرئيس علي الفاسي الفهري، مرحلة الإنفتاح على الأجهزة الخارجية، خاصة بعد أن ظل المغرب غائبا تماما عن مراكز القرار داخل الإتحادات العربية والإفريقية والدولية، لذلك يريد علي الفاسي الفهري أن تكون مرحلته فرصة لوضع إسم المغرب بقوة في هذه الأجهزة في ظل وجود إكراهات تواجه المنتخبات والأندية الوطنية، وجلها تعرضت لمعضلة الحكام الأفارقة الذين جنوا كثيرا على طموحات كرتنا الوطنية، في الوقت الذي يواصل فيه هؤلاء الحكام صولاتهم وجولاتهم بلا حسيب ولا رقيب· لذلك يريد رئيس الجامعة تمثيلية مشرفة للمغرب من شأنها أن تكون أداة حقيقية للدفاع عن الأندية والمنتخبات الوطنية في إطار ما يسمح به القانون·· ومن المنتظر أن ينكب رئيس الجامعة على هذا الملف بمجرد أن يقدم تشكيلة المكتب الجامعي· من هذا المنطلق تتضح رؤية رئيس الجامعة الذي يريد أن يدشن أوراشا احترافية من شأنها أن ترفع من إيقاع الممارسة ويجعلها مؤهلة للبحث عن التألق على الواجهة العربية والإفريقية التي غبنا عنها منذ سنوات، خاصة وأن رئيس الجامعة يعرف جيدا الطريق نحو إعادة الأمجاد بعد أن كان لاعبا سابقا للفتح وكان عضوا مسيرا بالوداد البيضاوي لمدة 12 سنة وكاتبا عاما يحظى باحترام كبير من قبل رئيس الإتحاد الدولي جوزيف بلاتير، علما أن رئيس الجامعة يقضي سنته الثالثة على التوالي بالفتح الرباطي، كل هذه المحطات تجعل من رئيس الجامعة رجل المرحلة بامتياز لتأهيل كرة القدم الوطنية ودخولها مجال الإحتراف·