يعود فريق الفتح الرياضي مجددا للمشاركة في تصفيات كأس الإتحاد الإفريقي بعد أن أزاح في الدور التمهيدي نادي دياراف السينغالي الذي كان قد خسر أمامه في الذهاب بهدفين لهدف واحد، ثم عاد ليهزمه بالرباط بهدفين للاشيء.. وعينه هذه المرة على تجاوز فريق إ ف س البركة من غينيا كوناكري الذي يعتبر هذا الموسم من أبرز الأندية في البطولة الغينية حيث يتواجد في المركز الثالث، إنما ليست له أي بصمات على الواجهة الإفريقية، وبالتالي فإن فريق الفتح الرياضي سيواجه فريقا مجهولا كما كان الشأن في مواجهة دياراف، إلا أنه يعرف جيدا أن الكرة الإفريقية تطورت كثيرا مقارنة مع الماضي، بحيث هناك مواهب أثبتت قدرتها على التألق في كل المنافسات، لذلك فإن فريق الفتح سيجد نفسه أمام مجهول آخر، وعليه ألا يسقط في أخطاء قاتلة من شأنها أن تمنح التفوق للفريق الخصم خاصة وأن النزال الحاسم سيكون بالرباط، لذلك تبقى الصورة واضحة، وهي العودة بأقل الخسائر من قلب غينيا كوناكري، على أساس أن تكون مباراة العودة بالرباط فرصة للبحث عن التأهيل والظهور بمستوى جيد يشرف الكرة الوطنية. كانت الإنطلاقة موفقة لفريق الفتح في هذه الواجهة، إذ استطاع أن يكذب كل التكهنات وليزيج أقوى الأندية السينغالية دياراف الذي كانت له مشاركات كبيرة على واجهة عصبة أبطال إفريقيا ثم كأس الإتحاد الإفريقي وأبان الفتح على مستوى جيد أمامه برغم هزيمته الصغيرة في السينغال، إلا أنه استطاع أن يتسلح بالتحدي وبالتالي يحتفل بالعيدين بتأهله إلى الدور الأول، وإن كان الحسين عموتا مدرب فريق الفتح راهن على تركيبة بشرية ليست بالرسمية ومع ذلك قدمت أداء جيدا استحسنه الجميع وعادت العناصر الرسمية لتكمل المهمة بالرباط بتسجيلهاهدفين في مرمى دياراف السينغالي كانتا كفيلتين بتأهيل الفتح. الإنطلاقة كانت موفقة بالنسبة للفتح، لكنه هذه المرة سيواجه مجهولا آخر، يصنع الحدث في بطولة غينيا ويلامس حضوره القوي لتلميع صورته وتأكيد حضوره في هذه المنافسات، فإن الفتح بالمقابل قد استطاع أن يجد إيقاعه في البطولة الوطنية وإن كان قد انهزم في الدورة الأخيرة أمام الوداد الفاسي. مني فريق الفتح الرياضي بهزيمة قاسية في الدورة الأخيرة أمام الوداد الفاسي، وقد كانت هزيمة غير منتظرة خاصة وأن الفتح ظهر في الدورات الأخيرة بمستوى جيد وحتى هزيمته ما قبل الأخيرة أمام النادي القنيطري فقد كانت قاسية كذلك بفعل فاعل، لكن الفتح أمام الوداد الفاسي لم يكن على أحسن حال حيث ظهر على اللاعبين العياء بفعل كثرة المباريات التي أجروها في الآونة الأخيرة وهو الشيء الذي جعل الطاقم التقني يجد صعوبة في توظيف اللاعبين هذا في الوقت الذي تتوفر فيه بعض الأندية على تركيبة بشرية مهمة إن لم أقل فريقا ثانيا، ومع ذلك فإن المدرب حسين عموتا استطاع أن ينجح في توظيف اللاعبين ويعود من بعيد بعد أن كانت بدايته غير موفقة وظل الفتح حبيس النتائج السلبية، إلا أن بصمات المدرب عموتا الذي تشبث بكثير من الأمل والتفاؤل مكنت الفريق من الخروج من عزلته ومن الوضعية التي كان يتواجد بها وعاد ليحقق نتائج إيجابية في الدورات الأخيرة، مكنته من الإرتقاء في سبورة الترتيب، إلا أنه أصبح لزاما عليه الآن البحث عن النتائج الإيجابية للخروج من المنطقة المكهربة وبالتالي البقاء ضمن أندية الكبار. كان بالإمكان تفادي الهزيمة أمام الوداد الفاسي، لكن الحظ لم يكن منصفا للفتح الذي كان بالإمكان أن يحقق الفوز للذهاب إلى غينيا كوناكري بكثير من المعنويات والحماس، لكن مع ذلك فإن العناصر الفتحية بإمكانها أن تتخلص من الهزيمة كما حصل تماما في مباراة الجيش الملكي، عندما خسر الفتح النزال إلا أنه استطاع أن يهزم دياراف بهدفين بوجود لاعبين، لهم تجربتهم وخبرتهم، والذين يعول عليهم لتمثيل الكرة الوطنية وتشريفها أحسن تشريف خاصة وأن الفتح يمثل الكرة الوطنية في هذه التصفيات. برغم كل هذه المحطات، فإن فريق الفتح يجب أن يبقي جانب التركيز لإجراء مباراة في المستوى المطلوب، وتأكيد قدرته على السير بعيدا في هذه التصفيات للوصول إلى مراحل متقدمة حتى يبصم الفتح على حضور جيد، لأن الكرة الوطنية أصبحت بحاجة إلى عودة قوية على الواجهة الإفريقية وهو نفس الرهان الذي تتطلع إليه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث تضع ضمن الأولويات في الإستراتيجية لإحتراف أن تكون محطة إفريقيا بالهامة قصد الإحتكاك، وكسب مزيد من الخبرة لذلك فإن لاعبي الفتح أمام رهان الظهور بمستوى جيد وأن لا مجال لهامش الخطأ ويجب الإبقاء على الإنضباط داخل رقعة الملعب حتى لا نقع في مصيدة أهداف قاتلة، من هنا يمكن للفتح أن يحافظ على إيقاعه.. فاللاعبون يدركون جيدا أنهم أمام خيار واحد ووحيد وهو العودة بأقل الخسائر حتى تكون مباراة الإياب حاسمة ولصالح الفتح. بكل تأكيد ففريق الفتح سيرحل إلى أدغال إفريقيا وهو يعرف جيدا الطقوس الإفريقية وكذلك عامل الحرارة والرطوبة وهي أشياء يجب أخذها بعين الإعتبار ثم الجانب المتعلق بأرضية الميدان، هذا إذا أضفنا جانب التحكيم الذي يبقى أحد العوامل الأساسية في أي نزال ويجب أخذ الكثير من المحيطة والحذر من هذا الجانب، وعدم السقوط في فخ الأخطاء التي لا يجب أن تكون حاضرة في هذه المواجهة، بل يجب التركيز بشكل جيد على المباراة وتطبيق تعليمات المدرب حسين عموتا الذي سيضع كل اللمسات الخاصة بهذه المواجهة التي يجب أن تعطي الإنطباع بأن الفتح قادر على السير قدما في هذه التصفيات، وأكيد أن أي نتيجة إيجابية ستنعكس بشكل إيجابي على الفريق في البطولة الوطنية خاصة وأن الفتح أصبح بحاجة إلى النقاط لكي يؤمن بقاءه ضمن الكبار وله من الإمكانيات ما يجعله قادر على تأمين مكانه خاصة وأنه يتوفر على تركيبة بشرية مهمة، وأكيد أن الهزيمة أمام الوداد الفاسي لم تكن سوى بعامل العياء والإرهاق. بإمكان المدرب حسين عموتا أن يقود الفتح إلى الظهور بشكل جيد، بالنظر لتجربته كلاعب سابق خبر الأجواء الإفريقية ويدري جيدا أن مسؤوليته هي أن يقدم فريقه أداء جيدا يشرف الكرة الوطنية.. فهو يملك مفاتيح المباراة إذا ما احترم اللاعبون توجيهاته وانضبطوا تقنيا وتكتيكيا وإن كانوا قد وجدوا إيقاعهم وانسجامهم بفعل العمل الكثير الذي يقوم به كل أسبوع.. صحيح إن الفتح ضيع عدة نقاط هباء منثورا في مباريات ارتكبت فيها أخطاء قاتلة، لكن لا يجب هذه المرة إعادتها.. في الوقت الذي يتطلع فيه الفتحيون إلى تلميع صورتهم وطنيا وإفريقيا.