تمكن الفتح الرباطي من ضمان بطاقة المرور إلى الدور الثالث لمنافسات كأس الاتحاد الإفريقي بعد تجاوزه لعقبة نادي إ.ف.س البركة من غينيا كوناكري في لقاء العودة الذي احتضنه مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط بهدف وحيد لكنه ثمين حمل توقيع اللاعب المالي ممادو ديالو، بعد أن كانت نتيجة مباراة الذهاب قد انتهت بتعادل سلبي بين الطرفين، إذ ينتظر الفريق الرباطي مواجهة قوية أمام فريق سطاد مالي الذي تأهل بدوره على حساب سوي سبور من الكوت ديفوار بالضربات الترجيحية. وتميزت مباراة الفتح ضد إ.ف.س البركة بحضور جماهيري فاق المتوقع والذي كانت نتاجا لسلسلة من اللقاءات والتعبئة التي قامت بها الجمعية الرياضية لأنصار ومحبي اتحاد الفتح الرياضي والتي استطاعت من خلالها جلب أكبر عدد من المناصرين إلى الملعب، كما ساهمت جماهير الجيش الملكي هي الأخرى في إضفاء الحماس داخل المدرجات، وهو سلوك لقي استحسان الجميع، بالنظر إلى هذا التمازج وهذا التنسيق بات ضرورة ملحقة لدعم الأندية المغربية المشاركة في البطولات الإفريقية، والتي تسعى فيها إلى تلميع صورة الكرة الوطنية التي فقدت كثيرا من بريقها في السنوات الأخيرة. والجميل أنه سيطرت الروح الرياضية على أطوار المباراة التي غاب عنها رئيس فريق الفتح ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم علي الفاسي الفهري بحكم انشغالاته والتزاماته المهنية رغم أن اللقاء عرف بين شوطيه إقامة حفل شاي على شرف الوفد الغيني حضرته مجموعة من الفعاليات الرياضية المنتسبة للبيت الفتحي تبادل خلاله الطرفان تذكارات تهم الناديين كعربون محبة في أفق توقيع اتفاقية شراكة في المستقبل على غرار الاتفاقيات التي وقعها الفريق الرباطي مع دجوليبا المالي ودياراف السينغالي. وبالعودة إلى مجريات المباراة فقد استطاع لاعبو الفتح تدبير المباراة بشكل جيد وسيطروا على أطوارها منذ البداية بنهج خطة هجومية كانت مفتاحا لرفع معنويات اللاعبين فكان لابد من الضغط على حامل الكرة وتكسير البناءات الهجومية وشل كل محاولة للاختراق وهكذا ظل لاعبو الفتح يكثفون من حملاتهم دون الوصول إلى شباك الخصم حيث كانت تنقصهم الفعالية الهجومية بسبب غياب كل من روكي ويوسوفو ودانييل منشاري. وانتظر الجمهور إلى حدود الدقيقة 45 من الشوط الأول عندما فاجأ أيوب الخليقي حارس البركة بهدف مباغث رفضه الحكم بدعوى تسلل واستمرت هجومات العناصر الفتحية في محاولة منها للبحث عن هدف السبق وقد تأتى لها ذلك في الدقيقة 51 من أقدام المالي ممادو ديالو بعد توغله داخل مربع العمليات وبتسديدة مركزة يركن الكرة في مرمى الفريق الخصم، بعد هذا الهدف تحرر اللاعبون ورفعوا إيقاعهم داخل رقعة الملعب من خلال خلق فرص سانحة للتسجيل كانت أبرزها في الدقيقة 78 بواسطة رأسية لمراد الزيتوني موقعا الهدف الثاني إلا أن الحكم مرة أخرى كان له رأي آخر. ورغم التغييرات التي قام بها مدرب البركة في محاولة منه للرجوع في النتيجة فإنها لم تعط أكلها حيث ظلت الأمور تسير وفق ما أراده الفريق الرباطي لتنتهي المباراة بفوز وتأهل الفتح إلى الدور الثالث على حساب خصم متواضع. ومباشرة بعد نهاية المواجهة عبر الحسن عموتة مدرب الفتح عن سعادته الكبيرة بهذا الفوز وقال في تصريح خص به »العلم« »أظن أننا نستحق التأهل بالنظر إلى العرض الطيب الذي قدمه اللاعبون، حيث فرض الفريق سيطرته المطلقة على مجريات المباراة، وخلقنا فرصا سانحة للتسجيل لم تستثمر بشكل جيد بسبب غياب الفعالية الهجومية لدى اللاعبين، كما أن تواضع الفريق الغيني ساهم في نزول إيقاع المباراة، مضيفا »المهم أن الفتح حجز بطاقة المرور إلى الدور الموالي وهذا سيعطي لجميع العناصر شحنة معنوية لخوض اللقاء القادم ضد المغرب التطواني بثقة أكثر، ولدي اليقين أننا سنقدم عرضا جيدا يمكن من خلال تحقيق الفوز في المباراة المرتقبة التي ستعرف عودة اللاعبين المصابين. بالمناسبة أشكر جمهور الفتح الذي ساندنا وقدم لنا الدعم اللازم لأن الأجواء الحماسية في المدرجات هي التي شجعتنا كثيرا لبلوغ هذه النتيجة، وبالتالي التأهل إلى الدور الموالي. ومن جهته عزا كامفوري مدرب إ.ف.س البركة هزيمة فريقه إلى سوء التحكيم وقد أكد للعلم »إن الحكم الموريتاني أفسد المباراة بتحيزه الواضح إلى جانب الفتح الرباطي بل ساعده على بلوغ التأهيل وهذا لا يخدم مصلحة كرة القدم الإفريقية«، وأضاف »صراحة كان أداؤنا متواضعا ورغم ذلك وقفنا الند للند وخلقنا مجموعة من الفرص ضاعت بسبب غياب التركيز لدى اللاعبين. على العموم أهنئ فريق الفتح على هذه النتيجة وأتمنى له حظا سعيدا في هذه المنافسات الإفريقية.