البعض لا يعرف ربما أن عبد الرحمان كابوس لاعب المنتخب الوطني في فترة سابقة والذي خاض معه آخر كأس إفريقية شارك فيها الأسود بغانا، هو نتاج للبطولة الوطنية، لقد مر اللاعب ذات يوم من فريق إتحاد الخميسات في تجربة للنسيان قبل أن يستقر به المقام بالتدرج عبر محطات متفاوتة القيمة والنجاح، بوداد الأمة في صفقة الميركاتو الشتوي الأبرز لحد الآن.. كابوس وفي حصرية اعتيادية، يتحدث « للمنتخب» عن دواعي العودة، عن مبررات الإختيار وعن دوافع الخطوة.. تابعوا. المنتخب: تجارب إحترافية في دوريات أوروبية قيمة ثم التوقيع للوداد بالبطولة الوطنية، هل هو مؤشر على العد العكسي لمشوار كابوس؟ عبد الرحمان كابوس: «لا، لأنه بهذا المنطق يكون حكمنا على البطولة الوطنية بأنها مقبرة النجوم، أو لنقل دفن المواهب، وهذا تقييم خاطئ للغاية قياسا بالتطور الحاصل في المستوى التقني، بالطفرة الملحوظة على مستوى الموارد المالية للأندية وأيضا للمتابعة الجماهيرية التي أصبحت كبيرة بالداخل كما بالخارج، لذلك أنفي طرحك الذي من خلاله تتحدث عن عد عكسي في مشواري الذي بالكاد بدأ ينضج. المنتخب: وما هي إذن الإغراءات المتحكمة في الخطوة التي أقدمت عليها؟ عبد الرحمان كابوس: في اعتقادي الشخصي لا توجد إغراءات، ولو أن اللعب لفريق بطل للمغرب بشعبية الوداد مسألة ليست بالسهلة ولا هي متاحة أمام أي كان، كل ما هنالك أني في هذا السن درست كل الأمور المرتبطة بمستقبلي الكروي بهدوء وذكاء وعقلانية أيضا وخلصت لضرورة أن تكون الخطوة المقبلة مدروسة بكافة تفاصيلها. المنتخب: أين تكمن نسب نجاح تقديرات المبادرة التي أقدمت عليها من ناحية المردودية على مسارك الكروي خاصة؟ عبد الرحمان كابوس: قلت لك أن اللعب للوداد مسألة تشرف أي لاعب مهما كانت قيمته، وأظن أن توقيع محترفين كبارا من طينة العليوي والمعروفي وعودة أجدو وأيت العريف مع حارس المنتخب المغربي المياغري تقارن بما قمت به شخصيا، وأظنك سمعت مثلي أن الوداد في فترة ما كان يرغب في خدمات حجي واليوم يريد موحى اليعقوبي، إذن نحن أمام فريق محترف يدرك ما الذي يريده، وثانيا رغبتي في ضمان مكان لي رفقة المنتخب المغربي في الفترة المقبلة هي أحد عوامل العودة بحكم يقيني من أن الناخب الوطني كما أعرفه شخصيا كمفكر دائما ما يضع اللاعبين الأقرب من محيطه تحت المراقبة الدورية. المنتخب: منافسة من هذا الشكل على مكان ضمن الأسود كان ممكنا عبر بوابة ناد أوروبي وازن في اعتقادي الشخصي؟ عبد الرحمان كابوس: هذا صحيح ، لكني مررت من فترات صعبة للغاية بعد تجربتي الموفقة جدا رفقة مورسيا الإسباني ووجدت أنه من الصعب ضمان عقد بالمواصفات التي أطلبها رفقة ناد أوروبي بقيمة محترمة ولا أقول عالية.. كان هناك تنسيق وتشاور وأنا أتهيأ للتوقيع رفقة بعض الفرق المتوسطة الحجم التي طلبتني بأوروبا مع وكيل أعمالي ومستشاري الخاص عزيز الشافعي وعبد اللطيف سالف واللذان وجهاني صوب التوقيع للوداد وبلا تردد رغم أنه كانت بعض المبادرات من فرق مغربية كبيرة. المنتخب: الفريق الوطني يبدو أنه أصبح محفزا للعديد من الوجوه قصد ترشيد أو لنقل عقلنة مسارهم؟ عبد الرحمان كابوس: بالفعل وأنا سمعت الكثير عن غيرتس وتفكيره وأملك تصورات عن برامجه وأعجبتني الأصداء التي وصلتني من لاعبي الفريق الوطني الذين هم بطبيعة الحال أصدقاء لي عنه، تابعت ما قاله عن لاعبي البطولة الوطنية، وأظن أن كابوس حين يتنافس هنا من أجل مكان له رفقة الأسود وهو بصدد تجديد البطارية أفضل بكثير من التنافس مع جيل مرعب من المحترفين أخذوا إيقاعهم منذ فترة.. أظنك فهمتني. المنتخب: هل تحدثت مع بعض لاعبي الوداد ممن تعرفهم عن أجواء الداخل والبطولة بشكل عام؟ عبد الرحمان كابوس: بالفعل مثل العليوي الذي تربطني به علاقة جيدة للغاية وكان ممن حفزوني على التوقيع، ولا تنسى أني بعد تجربتي سوشو ولانس كنت قد رجعت للبطولة رفقة فريق إتحاد الخميسات في خطوة كانت مفروضة علي حينها، ولم أستفد منها كما ينبغي لكني هذه المرة قررت ان تكون العودة مختلفة تماما.. الأجواء التي أشرت إليها تتحدث عن نفسها ويكفي استحضار الديربي الذي سأكون واقعيا معك، لقد أصبح مثار متابعة من طرف أشخاص كبارا في مجال كرة القدم وأظنه يخدم كرة القدم المغربية بشكل كبيرة في إطار الترويج لها وهو عامل حاسم أيضا في اختياري. المنتخب: هل هناك من شيء تتأسف عليه عبد الرحمان بخصوص تجاربك السابقة؟ عبدالرحمان كابوس: في مسار أي لاعب محترف هناك لحظات مد وجزر بكل تأكيد، وأنا أضع تجربتي بالدوري الفرنسي رفقة لانس وسوشو ضمن سياق الإستئناس، والأنجح كانت ببلغاريا رفقة ليفسكي صوفيا، وأنا هنا أكشف لكم سرا بجريدتكم يعلن لأول مرة وهو كوني بعد اختياري مرتين ضمن فريق السنة عرضوا علي التجنيس ورفضت.. وتجربة مورسيا والمباراة الأجمل في مساري ضد ريال مدريد العريق ببرنابيو لا تنسى سيما و أن المدرب لم يكن سوى خافيير كليمانتي الذي يوصف بالعالمي، بعدها أضع التجربة بالدانمارك ضمن خانة اكتشاف أجواء جديدة وكانت الأضعف.. مسألة أخرى لا يجب إغفالها وهي أني فوتت على نفسي فرصة كبيرة للعب بنيوكاستل الأنجليزي لأسباب لا أريد استحضارها مجددا. المنتخب: هل تعتقد أن ضمان الرسمية بالوداد مسألة مضمونة بواقع السيرة الذاتية لكابوس؟ عبد الرحمان كابوس: لا وأنا لاعب محترف وأدرك أن العرق والمجهود هما العاملان الحاسمان في الأفضلية.. جئت للبطولة من أجل المنافسة الشريفة وليس من أجل السياحة والنوم، اعرف هذا جيدا» المنتخب: هل تعرف أيضا حجم الضغط الذي يمارسه جمهور الفريق الأحمر على لاعبيه؟ عبد الرحمان كابوس: بالفعل وهذه أشياء تعودنا عليه داخل البطولات الأوروبية ولا تشكل بالنسبة لنا عامل تخوف، بقدر ما هي حافز للبقاء على حذر، أظن أن الضغط هو منطلق الإجتهاد الذي هو بالضرورة أرضية للنجاح والتوفيق أيضا. المنتخب: لنأتي للسؤال الأخير والمفروض أن يكون الأول، كم هي مدة العقد وتفاصيله؟ عبد الرحمان كابوس: عقد يمتد لسنة ونصف أي لغاية نهاية الموسم الكروي القادم بشروط احترافية متوافق عليها بيني وبين النادي وبأهداف مسطرة أيضا.. بخصوص التفاصيل المادية أرجوك أعفيني من الإجابة لكنها تحتمل تضحيات نسبية يبررها الظرف وكذلك الرغبة في الإنطلاق من جديد بنفس جديد وبطموح أكثر جرأة، وشكرا على الإستضافة لأني أتذكر «المنتخب» كجريدة ظلت على قرب كبير مني وكانت أيضا مواكبة لكل تحركاتي وانتقالي لمورسيا، أظنكم سبقتموني بنشره حتى قبل أن يتجسد واقعيا.. حاوره: منعم بلمقدم