ثلاثي من ذهب للمرة الثالثة وفي تاريخ جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب التي تخصصها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية المتخصصة في دنيا كرة القدم بعد يوفنتوس وأس ميلانو الإيطاليين، يتم ترشيح ثلاثة لاعبين من فريق واحد ومن مدرسة واحدة، ويتعلق الأمر بالأرجنتيني ليونيل ميسي والإسبانيين أندرياس إينييستا وهيرنانديز كزافي. قطعا لم يكن الإختيار اعتباطيا ولا غريبا لجل المتتبعين، بحكم ما قدمه اللاعبون الثلاثة من مستوى راق طيلة هذا الموسم، بل في المواسم الأخيرة، والأكيد أن الكل يتفق على أن اللاعبين الثلاثة أثروا الملاعب هذه السنة بعروضهم الجميلة ولوحاتهم الباهرة، لذلك تم ترشيحهم لجائزة الكرة الذهبية، وهو انتصار للعب الجميل التي جبلت من أجله لعبة كرة القدم وتكريس سطوة فريق أعاد كرة القدم إلى زمانها الجميل.. برشلونة الذي أمتع الجماهير في السنوات الأخيرة وأثرى كرة القدم بطريقة لعبه المميز جسد العمل القاعدي الذي يقوم به هذا الفريق وإلا لما كان ثلاثة من أبناء الكطلان في قائمة المرشحين لنيل هذا الإستحقاق. برشلونة وبهذا الإنجاز يكون قد ضمن أن أحد لاعبيه سيتوج بالجائزة النفيسة والأغلى على المستوى الشخصي، ويكون أيضا قد أعطى درسا بليغا في أن التكوين يعد أحد أسلحة الأندية وأسباب نجاحها، ما دام أن السواد الأعظم من اللاعبين الذين يقودون الفريق هم أبناءه، من الحارس فالديز إلى بويول وكزافي وبوسكيس وإينييستا الذي انتقل من ألباسيتي وعمره لا يتجاوز 16 سنة وميسي وبيدرو وغيرهم من اللاعبين الذين تلقوا أبجديات اللعبة داخل البيت الكطلاني. الثلاثي الذهبي المتكون من ميسي، كزافي وإينييستا يعد من بين أفضل ما أنجبتهم مدرسة برشلونة، والواقع أن المصوتين سيحتارون في اختيار اللاعب الذي يستحق الكرة الذهبية، فبين تقنيات ميسي وذهاء كزافي ومهارة إينييستا تحتار الأذواق، فعندما نقف على أداء اللاعبين الثلاثة رفقة برشلونة سيتأكد لنا أن كل لاعب يكمل الآخر، فأهداف ميسي إنما تتحقق بالتمريرات الذكية لكل من كزافي وإينييستا، وتمريرات اللاعبين الأخيرين إنما نتحدث عنها لأن الكرة تصل إلى لاعب من طينة ميسي يستطيع أن يصنع منها هدفا، وبين كزافي وإينييستا تكامل وانسجام كبيرين، ذلك أن كل لاعب يكمل الفصول الجميلة للآخر ليمنحانا في الأخير قصة جميلة لعمل فني رائع، ولهذا الإعتبار نقول أنه لو كان جائزا للكرة الذهبية أن تختار ثلاثة لاعبين دفعة واحدة لكان سهلا أن يقع الإختيار على ميسي وكزافي وإينييستا، ولو أن البعض يرى أن الكرة الذهبية هي أقرب للاعبين الإسبانيين كزافي وإينييستا لعدة اعتبارات يبقى أهمها أنهما فازا بلقب كأس العالم الأخير في جنوب إفريقيا، والأكثر من هذا أنهما كانا حاسمين في فوز الماتدور الإسباني بهذا الإستحقاق لأول مرة في تاريخه، بينما لم يكن أداء ليونيل ميسي متوهجا مع المنتخب الأرجنتيني في المونديال، وعلها النقطة السلبية التي يمكن أن تؤثر على المارد الأرجنتيني، بل هي من جعلت بعض المتتبعين ينتقدون وجود ميسي ضمن المرشحين الثلاثة على حساب الهولندي اسنايدر الذي حقق ألقابا وازنة كدوري أبطال أوروربا والبطولة الإيطالية ولعب نهائي كأس العالم. وبين هذا وذاك سننتظر السباق بين اللاعبين الثلاثة حول من سيصعد لمنصة التتويج، وحول اللاعب الذي سيرفع الكرة الذهبية، لكن المنتصر في هذا هو برشلونة الذي كسب نقاطا أخرى جسدت الأيام الزاهية التي يمر منها، وإن كانت هذه الأيام وكما عودتنا التجارب أنها لا تأتي بمحض الصدفة، ولكن عندما يكون العمل متكاملا خاصة العمل القاعدي وأكيد أن النتائج تحضر، وهذا درس مجاني يقدمه النادي الكطلاني الذي بات مخططه وكذا أسلوب لعبه وطريقة تكوينه مثالا في النجاح، بدليل أن الكرة الذهبية ستكون هذه السنة كطلانية خالصة.