المحيط بدأ يتغير كل الأوراش المفتوحة هي جسر عبور نحو الإحتراف بعد مرور قرابة 17 شهرا على إنتخابه رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في مرحلة عصيبة ومتخنة بجراح الإقصاءات والإخفاقات، يجد السيد علي الفاسي الفهري في محصلة العمل المنجز إلى الآن بوثيرة إختلفت بحسب طبيعة الأوراش، ما يقول أن محيط كرة القدم تغير بنسبة مائوية كبيرة وأن ما له على الخصوص طبيعة ذهنية سجل تحولا ملحوظا.. يقول السيد علي الفاسي الفهري: «تذكرون أنني ذات وقت أثنيت على مختلف الفاعلين من متدخلين أساسيين ومن شركاء، فقد وجدت لديهم ما يقوي الثقة بالعمل وما يضاعف من حجم الأمل في المستقبل.. وكان دليلي على ذلك أن كل الأوراش التي ورثناها عن الجامعة السابقة تقدم فيها العمل بنسبة عالية، لذلك يمكن القول أن المشهد الكروي إختلف نسبيا عما كان عليه في السابق، يكفي أن أستدل بهذه التعبئة الكبيرة الموجودة عند كافة الأندية للخروج من زمن الهواية الذي طال أمده للدخول إلى عهد الإحتراف الذي بات إلتزاما أدبيا وكرويا اتجاه المؤسسة الأم التي هي الإتحاد الدولي لكرة القدم، وأكثر من ذلك أصبح بديلا إستراتيجيا لا محيد عنه، وأظن أن المستفيد الأول من هذا التحول هي الأندية..». ويسجل السيد علي الفاسي الفهري بارتياح كبير ما أنجز على مستوى أوراش عدة، ما تعلق بالمنتخبات الوطنية، بالإدارة التقنية، بقانون اللاعب، بالرفع من قيمة البطولة الوطنية، وأيضا بالزيادة في حجم المنح والحوافز الممنوحة للأندية، ويتصور أن الأمور كلها مرتبطة ببعضها.. يقول السيد علي الفاسي الفهري في دردشة جمعتنا زهاء الساعة: «بالطبع كان علينا أن نفصل أوراشا قديمة وأن نبدأ العمل في أوراش مستحدثة، وتطلب ذلك عملا موازيا ومضنيا، وكنا بموازاة ذلك أيضا نتدبر يوميا الجامعة دون أن نأخذ بنتائج بعضها الأنية، لأن من يعمل في العمق عليها أن يصبر لحصد النتائج.. وجدنا للفريق الوطني إطارا تقنيا يتطابق مع المرحلة ويتسجيب لمعيار العالمية الذي تحدثنا عنه، وسميت شخصيا الناخب الوطني الجديد بالتزام مطلق مع ما كنت قد وعدت به، وأستطيع القول أن التعاقد تم بشكل قانوني، وأن غيرتس سيصبح ناخبا فعليا بعد أن ينهي إرتباطه مع ناديه الهلال في احترام كامل لمقتضيات العقد وشرائع الإرتباط دوليا، كما أننا بتعاقدنا مع السيد بيم فيربيك مديرا عاما للمنتخبات الوطنية نكون أسسنا ولأول مرة لقطب تقني سيعمل عموديا وأفقيا بشكل يعود بالفائدة على كرة القدم الوطنية، ونحن لا نراهن فقط على بناء منتخبات وطنية منافسة لربح الرهانات القارية والدولية، ولكن نراهن أيضا على خلق إطار عمل يستفيد منه مدربونا، فذات وقت سيكون المعول عليهم هم الأطر التقنية الوطنية المكونين بشكل يؤهلهم للعمل في المستوى العالي.. أنجزنا وبنجاح الشق المتعلق بتسويق المنتوج الكروي الوطني وراهنا بالأساس على وطنية شركاء لنا لنتغلب على مثبطات المرحلة.. والحمد لله أن الأندية الوطنية ستستفيد من منح وحوافز مهمة تساعدها على هيكلة ذاتها بشكل يجعلها تستجيب لمتطلبات دفتر التحملات. كانت ليلة البطولة التي إحتفلنا خلالها بالمتفوقين من أندية ولاعبين وحكام برسم موسم 2009/2010 بداية للعهد الجديد الذي تواعدنا به، وحتما فإن هذه الليلة سترتقي إلى ما هو أجود في نسختها الثانية.. وطبعا هناك ورش التمهيد للعمل بالعصبة الإحترافية، وعندما نفرض قانون اللاعب ونضع لأول مرة القانون التأديبي وتلزم الأندية بمطابقة نفسها مع دفتر التحملات نكون بالفعل قد بدأنا خطونا التدريجي نحو الإحتراف..». ويضع السيد علي الفاسي الفهري هيكلة الجامعة ضمن أكبر أولوياته: «الجامعة هي المرآة العاكسة لواقع كرة القدم.. ومتى كانت هذه الجامعة تعمل بنظام المؤسسة وبالإعتماد على مقاربات تدبيرية حديثة باحترام تام للإختصاصات والإرتباط أساسا بالكفاءات، فإنها بالتأكيد ستكون قوية ومسؤولة أمام نفسها، أمام الأندية وأمام الشركاء، لذلك سعينا إلى تغيير هيكل وأسلوب العمل، وسنستمر في العمل للوصول إلى أفضل صورة ممكنة».. ويختم السيد علي الفاسي الفهري الدردشة الرمضانية بما أشاع حوله أجواء من التفاؤل: «لابد أنكم لمستم كيف رحبت الجماهير ببداية البطولة، فقد توافدت أعداد كبيرة منها على مباريات بعينها، برغم أننا في شهر رمضان وما تعرفه بلادنا من موجة حر كبيرة، هذا مؤشر كبير على أن هناك محاولات جادة لعلاج الثقة من التصدع وإحياء الأمل في قلوب الجماهير، كما أن كل ذلك بكافئ الأندية على المجهود الكبير الذي بذلته في تصميم تحضيراتها وفي إنتداباتها لتكون في مستوى الإنتظارات.. أملي أن تصبر علينا الجماهير قليلاً، فأنا موقن أن العمل الذي ننجزه اليوم، وهو عمل غير كامل لأن الموصوف بالكمال هو الله سبحانه وتعالى، موقن أن هذا العمل سيؤتى أكله بعد حين إن شاء الله ورمضانكم كريم..».