هو قليل الكلام، ولا يعشق الظهور من أجل الظهور فقط، يتحدث عندما يحين وقت الكلام، رجل لا يعرف غير العمل الذي يأخذ منه كل وقته. في هذا الحوار مع السيد علي الفاسي الفهري نفتح نوافذ الفرح في ليلة أمسية البطولة.. وهذا الوئام بين العائلة الكروية الوطنية وأهمية هذا الحدث المتمثل في تحفيز وتقوية رصيد الأندية قصد المساهمة في الإقلاع الكروي الجديد الذي يتماشى مع الأوراش الكبرى للإصلاح. أين وصل قانون العقوبات وقانون اللاعب؟ وما هي الأوراش المستعجلة التي ستنكب عليها الجامعة في الوقت القريب؟ كل هذا سنقف عنده في هذا اللقاء مع رئيس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري.. تابعوا التفاصيل. الفاسي الفهري: سبق وأن إلتزمت بشهر يونيو كموعد للكشف عن إسم الناخب والمدرب الجديد للفريق الوطني الأول، وقد إلتزمنا أيضا بأن يتطابق هذا المدرب مع خصوصيات المرحلة وإنتظاراتنا جميعا، ونحن جادون في ترتيب موعد الإعلان عن إسم المدرب. الفاسي الفهري: قلت أننا إلتزمنا بشهر يونيو موعدا للإعلان عن الإرتباط، ما عليكم إلا أن تنظروا قليلا وستعرفون كل شيء في أوانه. الفاسي الفهري: بداية لا بد وأن نهنئ أنفسنا على المستوى العام الذي ظهرت عليه البطولة الوطنية هذا الموسم. وأكدت جميع الأندية إنخراطها التام في هيكلة وتدبير صفوفها.. بخصوص الحفل السنوي الذي أطلقنا عليه إسم «أمسية البطولة» جاء ليكون فرصة لجمع شمل الأسرة الكروية كل سنة، بعد الجهد الذي قدمته الأندية الوطنية، وبعد الضغط النفسي الذي عشناه جميعا كان لا بد من التفكير في هذا الحفل الذي له خصوصيات كثيرة خاصة على مستوى العطاء، تذكرون أنه غذاة الجمع العام للجامعة والذي ثم إنتخابي فيه كرئىس جديد للجامعة قلت من ضمن الأوراش التي جئت من أجلها بأنني سأعمل على الرفع من وثيرة الدعم للأندية الوطنية، وأعتقد بأن التحفيزات التي قدمتها الجامعة اليوم تؤكد عزمنا على خدمة الأندية وتقويتها للرفع من أدائها، وكذلك خلق نوع من المنافسة كل هذا يساهم في تطوير المنتوج الكروي الوطني وكذلك يمكن إستقطاب الجمهور، والحمد لله في أول موسم للجامعة حققنا مداخيل مهمة، إذ وصل عدد الجمهور إلى 850 ألف متفرج ولدينا طموح كبير ليصل إلى مليون متفرج في الموسم القادم، ووصلت المداخيل إلى 24 مليون درهم، كل هذا يشجعنا كجامعة وكمسؤولين على تدبير الشأن العام الكروي لبذل مجهود كبير بعد أن إتضحت النوايا الحسنة ورغبة الجميع في التصحيح، وفيما أننا أعلنا بأن الظرفية الحالية تستلزم قراءة متأنية ووضع هياكل جديدة وجدنا أن الأندية لها نفس الرغبة، لذلك نعتبر هذا الحفل جزء مهما لتوطيد العلاقة بين جميع مكونات الأسرة الكروية، وخلق جو عائلي من شأنه أن يعطي البطولة نكهة خاصة، وأود بالمناسبة أن أهنئ العائلة الكروية على هذا التلاحم وعلى المودة التي سادت بينها طيلة هذا الحفل، الشيء الذي يؤكد بأن هناك إرادة قوية وعزيمة جماعية للسير إلى الأمام، وسيبقى هذا التقليد سنويا سنرسخه ليكون موعدا نلتقي فيه، نتحدث عن همومنا ونعيش الفرحة كذلك، وإن شاء الله ستعمل الجامعة على الرفع من منح الدعم لتقوية صفوف الأندية، فهذا هو رهاننا الكبير لأنه كلما أصبحت الأندية قوية ماديا إلا وكان بمقدورها تطوير أدائها.. الفاسي الفهري: أولا هذه خطوة أولى وإن شاء الله ستتلوها خطوات أخرى، حيث سيبقى هذا تقليد سنوي نجتمع فيه، نتعانق ونتدابل الأفكار والطموحات، سنعمل على تكريم شخصيات أخرى أعطت الشيء الكثير للكرة الوطنية، لن نقصي أحدا، وسنعمل على اختيار وجوه أخرى، ليبقى هذا تقليدا سنويا احتفاء بالذاكرة الوطنية، كما أشرنا في برنامجنا عند عقد الجمع العام للجامعة، وكنت سعيدا جدا بالحضور الوازن لكل الأسرة الكروية من مسيرين سابقين وحاليين ولاعبين دوليين سابقين وحكام وإعلاميين.. هكذا نريد أن يكون مشهدنا الكروي منسجما ومتماسكا وسليما. الفاسي الفهري: صراحة عرف هذا الموسم عدة متغيرات.. جميع الأندية الوطنية أشعلت فتيل المنافسة، بحيث لم يكن هناك فرق بينها، أضف إلي ذلك كانت هناك برمجة جديدة ، صحيح إنتقدها البعض، لكن أظن بأن لجنة البرمجة نجحت في مهمتها ومرت جميع المباريات في ظروف جيدة، وإن كانت بعض الأخطاء قد وقعت، لكن هذا شيء طبيعي يحدث في كرة القدم، أنتم لاحظتم كيف أن لقب البطولة الوطنية لم يحسم إلا في الدورة الأخيرة، وكذلك بالنسبة للأندية التي ودعت القسم الأول، وهذا أيضا ينطبق على أندية الدرجة الثانية أما على مستوى الجمهور فالحمد لله كان هناك حضور وازن وكبير فاق كل التوقعات برغم النتائج التي حصلت عليها المنتخبات الوطنية، إذ وصل الحضور الجماهيري إلى 850 ألف متفرج بدون أن نحسب بعض المباريات التي كان الدخول فيها مجانا، هناك إرتياح كبير يؤكد بأن رهاناتنا الكبرى تسير وفق المخطط الذي سطرناه. البطولة الوطنية وصلت إلى مرحلة متقدمة من النضج، صحيح وقعت بعض الأخطاء، لكن أظن على العموم كانت البطولة ناجحة بعد أن إستقطبت جماهير من مختلف الأعمار، لذلك أؤكد أن الجامعة ستعمل على تسخير كل الإمكانيات المادية واللوجيستيكية لتطوير الممارسة والإرتقاء بها للوصول إلى المستوى الذي نريده خاصة ونحن نتطلع إلى الدخول إلى المرحلة الإحترافية في أفق 20112012. الفاسي الفهري: كل الملفات تسير بوثيرة سريعة وبخطى حثيثية، الحمد لله اليوم وصلنا للصياغة النهائية لكل الملفات، فقانون العقوبات أصبح جاهزا، تم قانون اللاعب الذي سيكون أول محطة ندشن بها إستعدادات الموسم المقبل، إذ قررنا داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن يطبق قانون اللاعب مع بداية عملية إنتقالات اللاعبين أي يوم 20 يونيو الجاري، وذلك لتقنين هذه العملية التي شهدت فوضى ومشاكل وصلت إلى الفيفا، نريد هنا أن يعطي للاعب حقوقه ويلتزم أيضا بواجباته حتى تكون عملية الإنتقالات واضحة، بعد أن ظلت الأندية تشتكي من هذا المشكل لسنوات، لذلك فقانون اللاعب سيضبط عملية الإنتقالات وسيكون في صالحه أولا، لأن القانون هنا يحميه ويكون بجانبه، كما أن النظام العام للعصبة الإحترافية هو في طريق الصياغة الأخيرة، فكل اللجان منهمكة في إعداد ملفاتها. نريد أن ندخل عالم الإحتراف وندشن العصبة الإحترافية بطريقة سلسلة وسهلة. لأن القول ينطلق من هنا. والحمد لله هناك رغبة جماعية للإصلاح لأننا وصلنا إلى مرحلة تتطلب البناء من جديد وإعادة صياغة المنظومة الكروية على جميع المستويات. الفاسي الفهري: كل هذا يسير بشكل جيد، وأنتم تعرفون بأنه لنا شراكة مع وزارة الشباب والرياضة، فيما يخص العديد من الأوراش بدأنا في تطبيق الكثير منها، خاصة وأنه ثم فتح الأظرفة مؤخرا والمتعلقة ب 16 ناديا سيستفيد من عملية العشب الإصطناعي (الجيل الأخير) كما أن هناك نقاشا دائما مع وزارة الداخلية ومديرية الجماعات المحلية بخصوص إصلاح الملاعب وخلق شراكة ذات منفعة عامة للأندية، وقد أكدت ذلك في أكثر من مناسبة، الحمد لله هناك تجاوب كبير بيننا وبين هذين الجهازين المهمين.. نحن هنا لخدمة الأندية التي نريدها قوية من الناحية المادية، وقد شاهدتم كيف أن الأندية الوطنية عندما تعبأت ماديا كيف كان مردودها، شخصيا أتوقع أن تكون بطولة الموسم المقبل قوية ومثيرة وهذا ما نتمناه.. وعملنا في هذا الصدد ينحصر في تحفيز كل المكونات من لاعبين، أندية وحكام، وهؤلاء هم الدعامة الكبيرة لتطوير المنتوج الكروي، أعتقد بوجود نية حسنة سنصل إلى المبتغى وإلى الهدف المنشود الذي سطرناه، وعلى الجميع أن يتعبأ ونضع يدا في اليد للمساهمة في التغيير الشامل الذي يأتي خطوة بخطوة، بتماسك الأسرة الكروية التي ساهمت ب في الرفع من المستوى العام للأندية، هذا شيء صراحة يثلج الصدر، كذلك وصل الجميع إلى قناعة واحدة وهي العمل بتفاني ولا مجال للتراجع إلى الوراء. الفاسي الفهري: هناك دراسة يقوم بها المدير الرياضي ومدرب المنتخب الوطني الأولمبي السيد بيم فيربيك بموافقة الطاقم الذي إختاره قصد تأطير المنتخبات الوطنية من مختلف الفئات العمرية، هناك مخطط جديد لإعداد وتحضير هذه المنتخبات من خلال البرامج التي صاغها السيد فيربيك وكذلك مساعديه، لنا اليقين بأنه بعد أن عرفنا مكامن الخلل سنجد الداء قصد الإنطلاق نحو الأمام، صراحة كمواطن مغربي قبل أن أكون مسؤولا عن الشأن العام للكرة الوطنية، حزنت للنتائج المحصل عليها، لكن رب ضارة نافعة، لقد حان الوقت لإصلاح الإختلالات التي تعيشها الكرة الوطنية، والحمد لله قمنا بدراسة ميدانية برفقة فاعلين أساسيين في الميدان ووصلنا إلى مكامن الضعف والخلل. ونحن الآن بصدد إصلاح الخلل، وما يشجعنا صراحة هو التعاون الكبير الذي وجدناه من الأندية، ولهذه الغاية سنعمل على خلق وتنظيم حفل المنتخبات الوطنية لتحفيز اللاعبين وكذلك الرفع من معنوياتهم لتحقيق النتائج الإيجابية، سنبذل قصارى جهودنا لتطوير منتوجنا الكروي، والجامعة لن تدخر جهدا في هذا الصدد، سنواصل بحثنا عن الموارد المالية لتقوية صفوف الأندية وتحفيزها، خاصة ونحن نراهن على الرفع من قيمة الأموال المخصصة لتحفيز الأندية في احتفال البطولة خلال المواسم المقبلة، وكل ذلك يتطلب بذل الجهود لتعزيز خزينة الجامعة بموارد مالية أخرى، حتى نتمكن من تغطية جميع المصاريف المتعلقة بالممارسة. الفاسي الفهري: تعرفون أن بلدنا العزيز يعرف تحولات كبيرة على جميع الأصعدة، حتى العقلية تغيرت، وطريقة التعامل كذلك، نحن في مرحلة جديدة برجالات جدد لهم أفكار أخرى، وفوق كل ذلك هناك أوراش تتطلب منا التعامل معها بشفافية ونزاهة، هناك حسن النية تجمعنا، لذلك نريد أن نكون واضحين مع الرأي العام الذي ينتظرنا ولكن في إطار معقول وواضح بعيدا عن الشوفينية وتزوير الحقائق .. من هنا يبدو لي أنه يمكن لأي أحد معانقة النجاح المنتظر.. نتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما فيه خير لكرتنا الوطنية التي نريد أن تعود للواجهة، وأنا متفائل بالمستقبل لأننا نقوم بعمل جبار وكبير في إطار هيكلة المنتخبات الوطنية تحت إشراف أطر جيدة تعاقدنا معها.. لدينا رغبة كبيرة في العمل، والحمد لله البطولة أعطت الإنطباع بأنه لنا القدرة والإمكيانيات لنكون في المستوى، الشيء الذي أفرحني وجعلني أكثف من العمل الذي أقوم به، أود أن أهنئ جميع الفائزين، وأحث الذين لم يفوزوا على بذل مجهود أكبر للوقوف فوق بوديوم التتويج لأننا نريد منافسة شريفة تطبعها الجدية ونريد منتوجا كرويا من شأنه أن يعيد الإعتبار لنا كمغاربة، لنا شغف كبير لرؤية منتخباتنا الوطنية في مستويات جيدة وكذلك أنديتنا الوطنية.