الشخصيات السيدة الرجل من وسط الظلام نسمع صوت الرجل وهو يغني أغنية شعبية سينوغرافيا الوقائع المكان المفترض معسكر لطلب اللجوء. يبدأ الكشف شيئا فشيئا. في خلف خشبة المسرح بوابة كبيرة وعالية وكأنها بوابة سجن قديم، وإلى جانبيها يقفان حارسان بالزي العسكري وعلى يمين البوابة غرفة مكتب تحيطها حديقة مرتبة وفيها بعض الشجيرات مع وجود العديد من الفسائل التي ما زالت ملفوفة بألياف وبانتظار شتلها. نشاهد الرجل وهو يعمل في الحديقة ويغني أغنية معروفة للجمهور.. نسمع صوت سيارة قادمة من الخارج إذ توحي لنا بأنها دخلت في مرآب المعسكر.. ثم يعقبه صوت إغلاق باب السيارة" صوت السيدة: "قبل دخولها تنادي على الرجل الذي ما زال يغني ومنهمكا في العمل" أين أنت؟ الرجل: "يتوقف عن العمل والغناء منتظرا دخول" السيدة: أرتب الزرع كما ترين سيدتي السيدة: "تدخل السيدة وبيدها لعبة صغيرة للأطفال" حقا أنه يحتاج رعايتك الرجل: هذا عملي سيدتي السيدة: في أية ساعة أتيت إلى هنا الرجل: قبل الموعد بنصف ساعة السيدة: هكذا أنت الرجل: أنا سعيد بعملي السيدة: ولهذا رشحتك منذ عام للعمل في حديقة المعسكر الرجل: اليوم هو الأول الذي تتأخرين به، دائما أجدك قبلي السيدة: لكنك وصلت مبكرا كما تقول الرجل: صداقتي باتت عميقة مع هذه النباتات السيدة: سأرسل فاكس إلى وزارة العدل حول موضوعك الرجل: لا أنسى فضلك أبدا السيدة: قم بعملك ودعني أقوم بعملي الرجل: عليّ مراقبة الحديقة والعناية بها، مثلما أعتني بأولادي السيدة: أولادك؟ الرجل: أحب النباتات كلها، وأعرف عنها أكثر مثلما أعرف عن بيتي لأن الوقت.............. السيدة: "مع نفسها، تشترك مع حوار الرجل" أعرف ذلك الرجل: "وقد أنتبه لها" هل قلت شيئا السيدة:كلا "برهة" جلبت لصغيرك هذه الهدية عسى أن تعجبه "تقدم اللعبة إليه" الرجل: هذا كثير سيدتي، إنك أغرقتينا بأفضالك وخاصة هذا الملعون، الذي صار يملك عدد من الهدايا التي تسبب المشاكل مع إخوته أحيانا السيدة: إنه مثل إبني الرجل: وهو كذلك سيدتي، أن قلبك كبير السيدة: لِمَ لم تجلبه معك هذا اليوم؟ الرجل: تركته في حالة........... السيدة: "تصرخ" ما به أية حالة تحدّث الرجل: "يهدئ من روعها" لا شيء انه بخير، مجرد ارتفاع درجة الحرارة السيدة: ثانية درجة الحرارة، لا أسمح لك "تتدارك أسلوبها" عفوا أرجوك اعتني به الرجل: سأفعل السيدة: "كأنها تهرب" أرسل الفاكس أفضل "تدخل المكتب إلا أننا نشاهدها عبر الشباك ذو النوافذ الزجاجية المتعددة والمفتوحة كلها" الرجل: "يقترب من الشباك" لم أنس أبدا ما تقومين به من أجلي السيدة: قلت لك هذا واجبي الرجل: كم أتمنى........ السيدة: ستنجز الكثير من الأعمال هذا اليوم الرجل: ولكن الفاكس أولا سيدتي، إنني تعبت هنا في معسكر اللجوء السيدة: أعرف قصتك وأعرف عذابك مع العائلة سأحاول وسأبذل كل جهدي للحصول على قرار يعتبركم عائلة تستحق اللجوء الرجل: ثقي إنني......... السيدة: قصتك يعرفها الجميع الرجل: إلا من بيدهم القرار، قولي لهم بأني لا أستحق الموت على أيدي الجهلاء السيدة: معك حق الرجل: خدمت الوطن طوال عمري وهذا ليس فضلا مني بل حق عليّ السيدة: قضيتك تشبه كل القضايا نحن ضد موت أي إنسان مهما كانت صفته وعمله الرجل: مضى على وجودي هنا عام ونصف وأنا أنتظر قرار القبول السيدة: لست وحدك هنا، انظر "وهي تشير إلى مجموع الملفات الملقاة على الرفوف" هذه جميعها طلبات وبعضهم مضى عليهم أكثر من خمسة سنوات الرجل: أملنا بك وإذا حصلت على القرار سيكون جميلك جميل العمر"تحاول تغير الموضوع.. تخرج من المكتب.. تقترب من الفسائل" هل أحضرتها بنفسك الرجل: "وكأنه يعرف قصدها وهروبها، وبابتسامة ذكية" دائما علي أن اختارها بنفسي بعد ذلك أقرر على الرغم من وجود سائق المعسكر وصاحب المشتل. ولكني المسها أولا وأتحسس رطوبتها واعرف نبضها......... السيدة: نبضها؟ الرجل:أجل، فأنا اسمع نبضها وضربات قلبها، إذا كان فيها حياة السيدة: يبدو انك مختلف حقا الرجل: وإذا داهمها الذبول واقتربت من النهاية، تصلني خطواتها التي تجرها ببطء وكسل السيدة: عن أي شيء تتحدث يا رجل الرجل: عن النباتات السيدة: تسمع خطواتها الرجل: وأعرف إلى أين تنوي الذهاب السيدة:هذا كثير الرجل: ليس على رجل مثلي، لم تفارق يده التراب السيدة: ما هو عملك بالضبط ؟ الرجل: مهندس زراعي وهو مكتوب كله في ملفي ويمكنك الإطلاع عليه في ملفات التحقيق التي تجاوز عددها العشرين السيدة: وكيف تعرفت على هذه المعلومات الرجل: أشرفت على العشرات من الحقول الزراعية حتى صارت أغصانها الصغيرة أشجارا تلامس السماء السيدة: حدثني عن النباتات الرجل: تنمو النباتات أمام ناضري وتموت كذلك السيدة: ناظرك وحدك ؟ الرجل: هكذا أتصور السيدة: أشعر إننا متشابهان الرجل: بل أعرف غضب كل شجرة وغصن أسقيته الماء "وهو يمشي باتجاه إحدى الشجيرات الصغيرة" تصوري إنها غاضبة "تعبر السيدة عن اندهاشها" أجل إنها غاضبة وحزينة أيضا لأنها لم تقم بعملها اليومي السيدة: "بابتسامة" وما عملها الرجل: كان عليها أن تكون مثل الأخريات السيدة: وبم امتازت عليها الأخريات الرجل: بالنظر إلى قرص الشمس السيدة: حديثك ممتع أيها الرجل الرجل: بل عادي، لأني اقضي الوقت هنا أكثر من أي مكان السيدة:هل ستشتل هذه الفسائل اليوم؟ الرجل: أعتقد ذلك، إذا انتهيت من الترتيب، لأني أحاول دائنا تسديد النقص، فما أن أقلع شجرة حزينة تخاصم الشمس اشتل مكانها أخرى فرحة لديها الرغبة ألحقه بالبقاء السيدة: "بحزن"وأنا؟ الرجل: "وهو خجل" أطلب عفوك سيدتي لم أفهم؟ السيدة: كلا كلا إنه يوم رائع الرجل: "مع نفسه" أتمنى ذلك السيدة: تصور كنت جائعة وتعبه بعد عمل طويل الرجل: أنا أيضا جائع ولكني سآكل مع عائلتي حال عودتي لهم السيدة: هذه هي المشكلة الرجل: أية مشكلة؟ السيدة: "برهة" يبدو إني سأقضي يومي هنا الرجل: سيدتي ادخلي مكتبك واستريحي واحكي عن أي شيء يتعبك إن أحببت السيدة: "وهي تدخل المكتب" حقا إني بحاجة إلى راحة "فترة صمت قصيرة" الرجل: راحتك هامة بالنسبة إلي السيدة: تعتقد ذلك الرجل: "لم يفهم" أنت إنسانة طيبة وتساعدين الآخرين السيدة: ولكن لا أحد يساعدني الرجل: اطلبي فقط وسترين السيدة: سأحاول وأبدا بك أنت الرجل: "يرتبك لأنه لم يعرف شيئا" بي أنا الرجل الأعزل السيدة: "تحاول تغير الموضوع بعد مشاهدة ارتباكه" اليوم وصلتني الكثيرمن المساعدات التي كان علي إدراجها في السجلات أولا، ووضعها في مكانها ثانيا ومن ثم توزيعها على المستحقين الرجل: سأساعدك بها ونرتبها حسب نوعها وأهميتها السيدة: هذا ما أريده منك بالضبط الرجل: حقا تستحقين الجنة، على عملك هذا السيدة: الجنة، بعد أن كنت أوصف بها - الجنة تحت أقدام الأمهات لقد ضاع كل شيء الرجل: سيدتي ما زلت صغيرة وقد يكون غدوك أفضل السيدة: "تضحك بسخرية" تتصور؟ الرجل: أتمنى السيدة: بحثت عن أشعة الشمس في كل مكان، لم تكن خطواتي بطيئة، كانت سريعة حد الجنون، عسى أن تشملني الشمس بضوئها ونورها "برهة" إلا إنها غابت سريعا الرجل: إنها لا تنتظر أحد السيدة: لكنه ليس عدلا الرجل: أنت أيضا تتحدثين عن العدل السيدة: حياتنا ناقصة الرجل: بعضنا غابت حياته كاملة دون أن يدري السيدة: أنت مختلف الرجل: أتمنى ذلك السيدة: "بحزن وكأنها تحدث نفسها وشخصا ماثلا أمامها، تعاتبه" تصور يموت الإبن بمرض مجهول ويلتحق به الأب بحادث بشع الرجل: لكن الحياة دائما فيها يوم غد السيدة: "بشزر" دعك من هذه النصائح الفارغة الرجل: لو أنها فارغة لما انتظرت لعام ونصف في هذا المعسكر الحزين السيدة: تنتظر القبول أو عدمه الرجل: في النهاية هناك أمل السيدة: بالنسبة لي تناقص الأمل وصرت أخاف من التلاشي الرجل: يوم يأتي التلاشي، يكون إعلانا للموت السيدة: عدنا ثانية لنصائحك، رتب الزرع أفضل" فترة صمت قصيرة.. تتجه إلى إحدى الشتلات.. تحملها بيديها" ما نوع هذه الشتلة الرجل: إنها غصن ليمون "يتأمل وكأنه يحاور نفسه" الله لو تعلمين كم كانت رائعة تلك الرائحة التي تفوح من هذه الشجرة عند حلول الربيع، تسيرين في الشوارع وكأنك تطوفين في الجنة السيدة: أين هذه الجنة؟ الرجل: في وطني يوم كان وطن "يعود إلى تأمله" حين تأخذين الشهيق تتمنين أن لا تخرجيه السيدة: شوقتني إليها "برهة.. تبحث عن مكان لشتلها" إذا اشتلها إلى جانب الشباك عسى أن تفوح رائحتها كما تصف الرجل: حتما، لكنها تحب الصبر السيدة: "مع نفسها ودون أن يسمعها الرجل" من أين يأتي الصبر والأشياء كلها تتداعى أمامي الرجل: "وهو يأخذ الشتلة منها" حسنا فعلتي باختيار هذا المكان "يتجه إلى جانب الشباك ويشرع بالحفر وفجأة ينتبه" ترى هل أرسلت الفاكس؟ السيدة: "وكأنها تذكرت.. تدخل المكتب بسرعة تنظر إلى جهاز الفاكس الذي لم يرسل أي شيء.. تطل برأسها من الشباك" يبدو أنه لم يرسل بعد، سأحاول ثانية "فترة صمت.. نسمع الضغط على أرقام الفاكس والبدء بالإرسال وفي الوقت نفسه يتابع الرجل غنائه بصوت واطئ وكأنه يغني لنفسه فقط.. لحظات ونسمع انتهاء وصول الفاكس.. تسحب الورقة وترفعها إلى الرجل بفرح" وأخيرا وصل الفاكس إلى الوزارة وهذا هو تأكيد الوصول، انظر إلى هذا السطر إنه تأكيد الوصول دون نقاش وما علينا إلا انتظار الأخبار الجيدة الرجل: أمثالك قلة سيدتي السيدة: "مع نفسها" أتمنى أن تقدر ذلك مستقبلا الرجل: هل قلت شيئا؟ السيدة: "بارتباك" كلا كنت أحدث نفسي "تحاول الهرب ثانية" اليوم حسمت قضية ذلك السكير الرجل: "بخوف" كيف؟ السيدة: وزعوا أولاده الثلاثة على ثلاث أزواج لتبنيهم ورعايتهم الرجل: لكن هذا ظلم السيدة: أو ليس من الظلم بقائهم مع أب لا يرعاهم ولا يعرف عنهم شيئا والخمرة شغله الشاغل؟ الرجل: لو كانت أمهم معهم لما حدث هذا كله السيدة: ومن قال لها تتركهم مع أب ثمل الرجل: "بألم" لا تعرفين ظروفهم وكيف خرج هو وأولاده دون ألام، أنا لا أدافع عنه ولكني لا اصدق كيف سيكون حال ألام يوم تلتحق بأسرتها التي تحلم بل لا تنام الليل بسب شغلها الشاغل بيوم اللقاء بأبنائها التي ستجده بيعوا إلى أزواج لا تعرف عنهم شيئا السيدة: مشهد صعب ولكنهم لم يباعوا كما تقول، إنها مسألة إنسانية الرجل: أنا لا أفهم الإنساية بهذا الشكل السيدة: ألم تفكر بمصير الأطفال ومن الأهم حياتهم أم المشاعر الرجل: "بحزن وحيرى" لا أدري السيدة: "وهي تقلب الملفات" تعال انظر "يتجه الرجل إلى داخل المكتب.. يدخل، إلا أننا نشاهدهما تماما" لو لا ثقتي واحترامي لك لما أطلعتك على هذه الملفات الرجل: "باستغراب" أشكرك السيدة: هذا هو قرار المحكمة الذي يقر بعدم أهلية الأب برعاية أبناءه، وهذه التعهدات من قبل المتبنين التي وقعوها أمام القاضي واليوم سيتم استلام الأولاد وإخلاء سبيلهم من المعسكر الرجل: ولماذا تطلعيني على هذه الأوراق وما علاقتي بالقضية؟ السيدة: "تلملم الأوراق بسرعة وتدفع بالملفات في مكان ما" ربما أعني............... الرجل: أنا اشكر ثقتك بي ولكن تذكري، لا تربطني أية صلة بالرجل ولا بالأبناء ولا بمن أخذهم ولا أعرف أين يسكنوا ولا.............. السيدة: المطلوب منك ان تعرف باني............ الرجل: ماذا؟ السيدة: أريد منك......... الرجل: قولي أرجوك لأنني لم أعد أحتمل لأني رجل بسيط أعمل في حديقة المعسكر ولا أعتقد بأني..... السيدة: أنت قادر على حل المشكلة....... الرجل: مشكلة؟ أية مشكلة؟ السيدة: مشكلتي "يتوقف المشهد وكأنه شريط سينمائي دون حركة أو صوت من الاثنين" الرجل: "بهدوء وبالكاد يخرج صوته" مشكلتك أنت سيدتي؟ السيدة: أجل الرجل: "بنفس إيقاع الحوار السابق" أنا حاضر سيدتي السيدة: "بفرح" رائع الرجل: على ماذا؟ السيدة: ستعرف في حينها الرجل: ولِمَ ليس الا............... السيدة: دعني أحدثك عن نفسي قليلا الرجل: "مندهشا" عن نفسك أنت؟ "مع نفسه" حقا بدأت تتشابك الأمور بالنسبة إلي السيدة: لا عليك ستتضح الصورة كلها إذا طاوعتني واستقبلت الأشياء بهدوء ودون تعصب أو........ الرجل: إني لم افهم أي شيئا السيدة: "تحاول تغير الموضوع" هل انتهيت من شتل الفسيلة؟ الرجل: شكرا لك لأنك ذكرتني "يخرج لإكمال عمله.. وهو يحفر.. مع نفسه" منذ الصباح وأنا أشعر أن هذا اليوم ليس ككل الأيام السيدة: هل تسألني؟ الرجل: بل أحدّث نفسي سيدتي السيدة: لك هذا الرجل: أشعر أنها تريد الخير لي، معاملتها جيدة معي كلماتها طيبة تسعى على حصولي قرار من المحكمة كي أقبل كلاجئ مع أسرتي في هذه الدولة التي وصلتها عبر المهربين السيدة: "كأنها تريد إيقاظه" عانيت كثيرا الرجل: مع المهربين؟ السيدة: "باندهاش" ماذا قلت؟ الرجل: "بخجل" عفوك سيدتي كنت أفكر برحلتي مع زوجتي وأولادي يوم وصلنا إلى هنا وكيف تلاعب بنا المهربون الذين............. السيدة: غيرك أكلته الأسماك في البحار الرجل: أعرف هذا، وأعرف قصصا قد تعتبرينها أساطير السيدة: تعرفت على الكثير من هذه الحكايات في هذا المعسكر الرجل: لكننا عشناها سيدتي ودفعنا بها أثمان لا حصر لها السيدة: كلنا عانينا ولكن بطرق مختلفة الرجل: "بهدوء وبقناعة" صحيح السيدة: المرأة دون زوج أو طفل شيء، وحين تكون مع الاثنين وفجأة تفقدهما لتبق وحدها شيء آخر الرجل: "بصوت منخفض" صحيح السيدة: أنا من تحولت من حديقة مخضرة تملأها الزهور الفواحة إلى صحراء مقفرة الرجل: صحيح السيدة: "بحزن" لست وحدك من........... الرجل: "يقاطعها وهو يرتب الفسائل بقصد إخراجها من حزنها" سيدتي لي رجاء عندك السيدة: قل الرجل: منذ ثلاثة أيام لم يأت السوق المتنقل وقد نفذ كل شيء، الخبز والسكر والخضراوات و.......... السيدة: أو ليس طبيعيا ان يأت بسيارته كل ثلاثة أيام؟ الرجل: صحيح، ولكن في زيارته السابقة لم يجلب لنا شيئا كانت سيارته شبه فارغة السيدة: "وكأنها الآن تنبهت إلى نواياه بإخراجها من الحزن.. تقترب منه وبهمس "أشكرك" تتجه إلى المكتب.. ترفع سماعة الهاتف.. تتصل" - الو... كيف الحال... عرفتني حتما... جيد...اليوم... هناك شكوى... إذا ننتظركم... مع السلامة "تغلق سماعة الهاتف.. تخاطب الرجل وهي داخل المكتب" سيأتون اليوم ومعهم الكثير من المواد الرجل: الجميع هنا يتحدثون عنك بطيب وتعاونك معنا هو الذي يصبرنا على هذه الرتابة والحزن السيدة: إنه واجبي ولكنك وحدك لك خصوصية في هذا المعسكر كله الرجل: "يمثل كأنه لم يسمع هذا الإطراء" لقد نفذ السكر لدينا، وهذا الصغير الملعون يحب الحلويات كثيرا لهذا ننتظر مجيئهم اليوم......... السيدة: اليوم مساء سيأتون ومعهم السكر حتما، وعليك إعلام الجميع لأنكم تعرفون وقتهم محدود وعليهم مغادرة المعسكر بأقصى سرعة الرجل: لدي فكرة "وهو مبتسم" غدا تصنع زوجتي الحلويات إرضاء لصاحب هذه اللعبة، فما رأيك بزيارتنا لتناول........... السيدة: "فرحة وخائفة وقلقة" زيارتكم "تمسك باللعبة" الله واحتضن هذا الملعون والعب معه الرجل: سيسعدنا جميعا السيدة: "تتدارك الموقف" أعتذر، لا يمكنني زيارتكم الرجل: "مندهشا" ماذا؟ السيدة: القوانين لا تسمح لي بزيارتكم أو أي لاجئ في هذا المعسكر، لكنك تعرف حجم حبي وتقديري لكم وأنت بالخصوص الرجل: طالما فيها قوانين فالقرار لك سيدتي "فترة صمت.. تنهمك السيدة بعملها في المكتب ويستمر الرجل بعمله في الحديقة مع دندنة بعض ألاغاني" سيدتي كنت قد سألتك يوم أمس عن كيس المبيدات لأنني وكما أعلمتك، لاحظت في الأيام الأخيرة الكثير من الحشرات الغريبة وقد تتلف الزرع وخاصة فسائلك التي تحبين السيدة: وهل تعلم أن الكيس في سيارتي، انتظر لحظة سأحضره "تخرج من المكتب وتهم بالخروج من المسرح" الرجل: "يستوقفها" يمكنني إحضاره ربما ثقيل عليك السيدة:الحقيقة أنه ليس ثقيلا، ولكن من الأفضل لو أحضرته أنت "تسلمه مفتاح السيارة الذي يخرج بدوره من نفس الباب الكبير الذي دخلت منه السيدة في دخولها الأول.. حال خروجه تتجه السيدة إلى المكتب وتخرج بسرعة ثم إلى الفسائل التي تحمل إحداها وتتركها ثم تحرك أو تلمس أغصان منبته إنها في حيرة من أمرها ولا تعرف ماذا تريد وفجأة تصرخ" لا بد من إنها الأمر اليوم "بتأمل" كم يسرني الذهاب معه إلى عائلته واللعب مع ذلك الحلم، إذا تحقق سأعود حتما إلى حديقتي المخضرة وهو أجمل زهورها الرجل: "يدخل وبيده الكيس" سيارتك ممتلئة بالأغراض السيدة: أولم أحدثك عن الأغراض التي وصلتني لكم أو لمن يحتاجها الرجل: هناك الكثير ممن يحتاج لأنهم فقدوا كل شيء قبل الوصول إلى هنا السيدة: خذ حذرك من المبيدات لأنها سامة وقد....... الرجل: خبرتي تؤهلني لاستخدامها استخداما صحيحا "يعيد إليها مفاتيح السيارة" السيدة: "وهي تأخذ المفاتيح" أعتمد عليك "تهم بالخروج" تذكرت نسيت حقيبتي في السيارة هل شاهدتها "وقبل ان تسمع الجواب تكون قد خرجت" الرجل: "وحده يحدث نفسه" ما الذي تريده منك تلك السيدة، تعلم جيدا بأنني متزوج ولدي أولاد ووضعي بائس وهي أعلم من غيرها بما أعاني، ولكن كلماتها رقيقة و........... السيدة: "وهي داخلة وبيدها حقيبة كبيرة تسع للعديد من الملفات وأشياء أخرى" انظر ماذا نسيت "تدخل المكتب وهناك تفتح حقيبتها وتخرج منها ملفا.. تتصفحه" هذه ليست قصة رجل سكير بل قصة أم مهملة لا تعرف من التربية والعناية بالأطفال شيئا، مات ابنها أمامها وهي تعتقد إنها مجرد أنفلونزا الرجل: قدرها وقدره السيدة: "بصوت عالي" كلا ليس هنالك شيء اسمه قدر هناك........... الرجل: هذه أمور لا أجادلك فيها............. السيدة: "تقرأ" فجأة ارتفعت درجة حرارته وتعالى أنينه وابيضت عينيه وصار يرفس بعنف ويديه تضرب بجميع الاتجاهات وفي الآخر تحول جسده المتحرك إلى ساكن يشبه عامود الخشب، وخلال هذا كله كانت ألام ترفع يديها إلى السماء متوسلة وباكية دون ان تستنجد بأحد عسى ان ينقله إلى عيادة المعسكر الرجل: حظها تعس "وهو يرتب الفسائل" السيدة: وبعد أن سمع أحد المارة بكائها سارع بنقله إلى العيادة التي سارعت هي الأخرى بنقله إلى المستشفى ولكن قبل أن يصل فارق الحياة الرجل: أولم أقل لك حظها تعس، مسكينة ومنحوسة تصل به إلى هنا بحثا عن مستقر وفي النهاية يغادر أمام عينيها بهذه البساطة السيدة: كانت تتوسل وحياته تذوب كالشمعة أمامها، إياك أن تقول هذا قدر الرجل: قدر مر......... السيدة: الأطفال مسئولية ومن لم يستطع تربيتهم عليه...... الرجل: أجل مسئولية ولكن......... السيدة: يجب منح الطفل لمن يجيد التربية الرجل: ليس هناك من لا يجيد التربية إنها غري........ السيدة: إذا ماذا تسمي هذه ألام التي تركت حياة طفلها تذوب بين يديها الرجل: إنها ليست صورة لكل الأمهات السيدة: كنت أم مثلها لكنني.......... الرجل: ها أنت تقارنين نفسك بها، مرض ابنك ومرض ابنها وكلاهما ماتا السيدة: حال ارتفاع درجة حرارته نقلته إلى المستشفى ولكنها الرجل: لكنه مات السيدة: إلا إنني حاولت وهي......... الرجل: هي مسكينة السيدة: لا عذر لها الرجل: كلاكما فقدتما الأبناء أنت حاولت وهي توسلت لكن الموت لا يعرف نواياك أو نواياها "يحاول ان يغير الموضوع بالبحث عن فسيلة ومحاولة العمل بغرسها" السيدة: "تصرخ" إني بحاجة إلى طفل "يتوقف المشهد وتسقط الفسيلة من يد الرجل" الرجل: "بهدوء" كيف؟ السيدة: لا أدري الرجل: "يحمل الفسيلة محاولا إكمال المشهد وهربا من سؤالها" وأنا أيضا لا أدري، فكري بالزواج سيدتي السيدة: ليس من الضروري الرجل: عفوك لم اعد افهم شيئا السيدة: الأمر بسيط اترك ما بيدك وتعال هنا "تدخل إلى المكتب" الرجل: "يتجه خلفها إلى المكتب.. يدخل.. يمكن عزلهما بالإضاءة لإعطاء جمالية وخصوصية للمشهد" كيف؟ السيدة: تصورتك أكثر نباهة الرجل: للأسف في مثل هكذا أمور أنا إنسان نائم السيدة: ماذا أقول أنا والوحشة نخرت روحي الرجل: سيدتي أنت بخير، وأفضل بكثير ممن يعيشون على هذه الأرض السيدة: تعتقد ذلك الرجل: أعرف أناسا ينامون وبطونهم خاوية وأطفالهم......... السيدة: "فرحة" أجل أطفالهم، هذه هي المشكلة، أنا أيضا أعرف هؤلاء الناس الذين لا يملكون حتى ثمن الدواء، إلا أنهم لا ينامون والوحدة تأن على الوسادة مثلي الرجل: أنت لست وحيدة السيدة: "تصرخ" كلا وحيدة وأنت وحدك من يستطيع قتل وحدتي الرجل: "يقف صامتا مندهشا وبصوت خافت" أنا يا سيدتي السيدة: "بصوت عال" أجل، أنت، لو أصغيت إلي قليلا الرجل: "يهم بالخروج من المكتب" معذرة سيدتي السيدة: أين؟ الرجل: لا أعرف السيدة: أنت تهرب ولكنك تعرف كل شيء تعال لأننا لم نكمل حديثنا "تتصفح الملف ثانية" الرجل: "يعود إليها" ها أنا أصغي سيدتي، حدثيني وسأكون حاضرا حتما، إذا كان هذا يساعدك السيدة: تعال اجلس هنا "تشير إليه بالجلوس على كرسي المكتب" الرجل: "مرتبكا" عفوك سيدتي أظل واقفا أفضل السيدة: أريد أن أريك شيئا في هذا الملف الرجل: ها أنا أشاهده السيدة: أنظر إلى هذا الصبي "تشير إلى صورة في الملف" الرجل: "وهو ينظر في الصورة" ما به؟ إنه حقا صبي السيدة: وهل اكذب عليك الرجل: عفوك سيدتي، لأنني لا أملك ردا ولا أعرف ما الأمر السيدة: سأبين لك الموضوع كله "برهة" هذا الصبي من العوائل التي تنام وبطونها خاوية الرجل: العالم مليء بهذه الحالات السيدة: وهذا هو خوفي ووجعي الرجل: "بخوف وخجل" ولكن كيف يمكنني قتل وحدتك سيد............ السيدة: دعني أوضح لك الأمر، لما له من علاقة بك الرجل: "وهو ينظر إلى صورة الصبي ثانية" بي أنا؟ السيدة: أجل عليك أن تصغي فقط الرجل: سأصغي عسى أن أفهم السيدة: كنت أرسل إلى عائلته الدواء كل شهر، لأنه يعاني من ضعف في العظام، مما جعله طفلا خاملا الرجل: "وكأنه يريدها أن تستمر بالحديث فقط" مسكين السيدة: لكن الإنسان لا يعيش على الدواء فقط الرجل: سيموت حتما، الدواء أغلبه مضر السيدة: ها أنت بدأت تتابعني الرجل: ولكن لماذا يعيش هذا الطفل الذي له علاقة بي على الدواء فقط؟ السيدة: لأن عائلته وكما قلت، تنام وبطونها.......... الرجل: خاوية السيدة: فماذا عليك أن تفعل أنت في مثل هكذا حالات؟ الرجل: "بارتباك" أنا؟ السيدة: أجل أنت؟ الرجل: اصبر حتى................ السيدة: حتى يموت الطفل وتقول: - قَدَرَهُ الرجل: هذا صحيح السيدة: هذه جريمة الرجل: أقول لك الحقيقة السيدة: قل الرجل: أنا تهت، لم لا تتركيني أذهب إلى أسرتي، أشعر أن رأسي سينفجر السيدة: إني أعرفك لأول مرة الرجل: سيدتي أنا أعمل عندكم منذ سنوات السيدة: ولكن لم نتجاذب الحديث بهذه الطريقة، إلا هذا اليوم الرجل: ولماذا هذا اليوم؟ السيدة: لأنني قررت الرجل: قررتِ ؟.................... السيدة: لو توفرت فرصة أفضل لهذا الطفل لان يحيا حياة صحيحة ويبتعد عن الموت الرجل: أن تتوفر له حياة أفضل فهذه نعمة، وهذا قدره أيضا، ولكنه يبتعد عن الموت لا أظن ذلك لأن الله السيدة: لا تعنيني أفكارك الآن بشيء عليك أن تصغي فقط الرجل: هل يعني أرحل؟ أو أظل تائها السيدة: ستعرف بعد قليل الرجل: "يحاول العودة إلى الموضوع وكأنه تذكر فجأة" ولكن كيف تتوفر له حياة أفضل؟ السيدة: هذا سؤال جميل منك الرجل: "يبتسم وكأنه عرف نصف المشكلة" أتمنى أن أنال رضاك سيدتي السيدة: لم يكن هذا الملف الأول، وليس الصبي أو الصبية الأولى، التي تتوفر لهم فرصة جديدة للحياة الرجل: أنهم مساكين ويستحقون كل الخير السيدة: هذه جهودي أنا، إنها خدماتي التي أقدمها للجميع في هذا المعسكر الرجل: هنا؟ السيدة: أجل الرجل: ما الذي تقدمينه للآخرين السيدة: أبناء جدد الرجل: "باندهاش وخوف" ماذا؟ السيدة: أجل يمكننا ترتيب العيش الأفضل للأطفال مع من يرغب بالتبني الرجل: سيدتي يبدو أن الحزن أخذ مأخذه السيدة: معك حق، أخذ مأخذه وجعلني أفكر بطريقة جديدة في هذه الحياة الرجل: والطريقة الجديدة، هي منح الآخرين أطفالا ليسوا لهم السيدة: أنا لا امنحهم ولا أبيعهم، إنه اتفاق بين الإثنين، الأهل اللذين ينجبون ولا يستطيعون إكمال المسيرة، والآخرين القادرين على منح الأطفال حياة أفضل الرجل: وقلب الأم الذي تحدثتِ عنه السيدة: الأزمات علمتني أن أكون واقعية في الحياة، وإنقاذ طفل خير من ألف عاطفة الرجل: "وكأنه اقتنع.. مع نفسه.. يخرج من المكتب" حقا إنقاذ طفل أهم بكثير.......... السيدة: هل أنت معي الرجل: "بسرعة" كلا السيدة: لكنكَ........... الرجل: كنتُ اسأل نفسي فقط السيدة: إنهم يمنحون الأهل مبلغا من المال، قد يعينهم على تحدي الصعاب في المعسكر أو فيما بعد الرجل: لو أنك شتلت نبتة بغير مكانها فستموت السيدة: وإذا وفرنا لها كل المستلزمات الرجل: مستحيل السيدة: "وهي تخرج من المكتب" النبتة شيء والإنسان شيء آخر الرجل: كلاهما أحياء "برهة" خذي هذه الفسيلة مثلا "يحمل فسيلة ملقية على الأرض" وضعيها داخل أصيص في غرفة نومك ووفري لها كل ما تستطيعين فإنها ستموت حتما آجلا أم عاجلا السيدة: وإذا بقيت فسيلتك هنا دون ماء ومحرومة من أشعة الشمس أيضا الرجل: ستموت "برهة" وهذا قدرها أيضا السيدة: "بعصبية" عدنا ثانية لقدركَ، إنك تعيش في عصور ماتت منذ آلاف السنين الرجل: "ببرود أيضا" وهذا قدري أيضا السيدة: "تحاول تمثيل الهدوء" سأتحمل لأنك الوحيد الذي عليه أن يسمعني وينصفني الرجل: أنا يا سيدتي، هذا كثير السيدة: لو أنكَ شاهدتَ أسرة الطفل الذي كان يعيش بين الإهمال والقسوة، وتشاهد الزوجين اللذين قررا التبني، وما سيتوفر للصبي من غرفة خاصة فيها كل المستلزمات، في الوقت الذي تتحسر أسرته الأولى على غرفة يمتدون فيها جميعهم الرجل: وهل وافقت أسرته ؟ السيدة: لا زلنا نتفاوض في الأمر الرجل: الله يكون في عون الجميع، الأمر صعب، كيف يقطع أحد جزء من لحمه ويمنحه للآخرين، وكيف يقبل الآخرون هذا الجزء السيدة: إذا ترك على حاله فسيموت أو يعيش حياة رثة الرجل: "بحزن وكأنه يبكي" أمام العين أفضل السيدة: "تبكي.. وبصوت عال" كلا أنت لا تعرف الموت، إنه أبشع كلمة وفعل في الوجود الرجل: يبدو إنني سأقضي يومي بالاعتذارات يا سيدتي السيدة: لا تعتذر إنها قسوة الحياة، ولكن أعلم هناك العشرات من العوائل التي تبحث بنفسها عمن يريد تبني أبنائها حتى دون مقابل، المقابل الوحيد هو إنقاذ هؤلاء الأطفال من موت حتمي الرجل: أصدّق كل ما تقولين، لأني شاهدت البؤس الحقيقي الذي افترس الكثير من بسطاء الناس السيدة: "فرحة وكأنها وصلت إلى أهدافها" لا تنس أن تعطي الصبي هذه اللعبة، وقبّله وقل له هذه من ماما الرجل: سأفعل سيدتي، أنت مثل أمه "عند كلمة أمه تتوقف السيدة مرتبكة ولا تقوى على فعل شيء لذا تحاول الهرب" السيدة: هل أنهيت عملك في غرس الفسائل؟ الرجل: "لم ينتبه إلى ارتباكها" حفرت كل الحفر وسأضع كل فسيلة في مكانها السيدة: "فجأة تقف أمامه وكأنها تتحداه" أنت سعيد أليس كذلك الرجل: "مندهشا من هذا التحول" ربما السيدة: "تتقدم باتجاهه" كلا أنت سعيد الرجل: "يتراجع إلى الخلف" أعتقد ذلك السيدة: رجل مثلك له زوجة وأولاد حتما يكون سعيد الرجل: صحيح السيدة: "تصرخ" وأنا؟ "لا يعرف الرجل بماذا يرد ولكنه يحرك يديه وكتفيه إلى الأعلى بمعنى (لا اعرف)" هل فكرتم بي؟ لماذا غابت السعادة عني؟ هجرتني وكأني لست أهلا لها الرجل: هذه .......... السيدة: تصور أنتم سعداء رغم وجودكم في هذا المعسكر الرجل: أسرتي........ السيدة: أجل أسرتك تلك هي المشكلة، هل تعرف بأن لي بيت يشبه القصر ولا حدود له كالتي تحدكم وأخرج وأدخل فيه متى أشاء، لكنني حزينة لا حياة لي وأنتم........... الرجل: نحن مساكين سيدتي........ السيدة: كلا أنت تكذب عليّ الرجل: "مع نفسه" حقا إنه يوم غريب السيدة: "بهستيريا" ماذا قلت؟ ها أنت تلعنني لأنني واجهتك بالحقيقة الرجل: الحقيقة سيدتي إننا ننتظر الرحمة وقد تكونين أنت الوسيط السيدة: أجل أنا وسيطكم للخلاص، هل فكرت أنت بمن سيكون مخلصي؟ "يجسد المشهد السابق نفسه بمعنى(لا أعرف) "انظر أنك لا تجيب ولكن حين يتعلق الأمر بخلاصكم فانك تعرف الإجابة والطريق التي تؤدي إليه......... الرجل: سيدتي إنني حائر السيدة: وأنا ضائعة، أشعر بالفراغ هل تعرف الفراغ؟ أنا أموت الرجل: هل يمكنني عمل شيء من أجلك سيدتي؟ السيدة: الكثير الرجل: كيف؟ السيدة: عليك ان تعرف الرجل: قلت لك إنني تائه وخاصة اليوم السيدة: "بهدوء يفاجأ الرجل وكأنها لم تصرخ من قبل" احكي لي ماذا تفعل بعد عودتك إلى أسرتك الرجل: تعلمين جيدا ان أسرتي تسكن معي في المعسكر السيدة: لا تحكي عن أشياء أعرفها الرجل: ما أن أدخل يركض الأولاد باتجاهي ويمسكون رجلي.......... السيدة: يكفي الرجل: "مستغربا لتحولها الجديد" سيدتي؟ السيدة: أما أنا فاعرف مسبقا من ينتظرني في بيتي الواسع، انه الملل والخواء والسكون، أدخل ولا صوت إلا صوت فتح وإغلاق الباب الرئيسي وكرقعة مفاتيح سيارتي على الطاولة وكأنه مكانها المفترض ثم أرمي نفسي على أقرب كرسي الرجل: هذا حلمي سيدتي يوم أن أستلم بيتا خاصا بي وبأسرتي أحميهم ويحمونني و.......... السيدة: "بغضب" من يحميني أنا الرجل: من ماذا سيدتي؟ السيدة: من خوفي وقلقي وكآبتي، هل تصدق باني صرت أخاف من جنوني الرجل: "بخوف" سيدتي أظن أن وقت عملي شارف على نهايته وعليّ الرحيل السيدة: كلا لا يمكنك الذهاب هذا اليوم، أنا مثلك انتهى وقتي ولكني عزمت على إنهاء الموضوع معك الرجل: معي أنا؟ السيدة: أجل أنت الرجل: أليس من المستحسن لو تحدثنا يوم غد قد تكوني بحال أفضل السيدة: أنا في أحسن حال، وما أردته اليوم هو أن أسرك ببعض من أسراري الرجل: "بمجامله" أشكرك السيدة: "بابتسامة مفتعلة" هل تأكلون معا؟ الرجل: نعم؟ السيدة: سمعتني جيدا "تركز على مخارج الحروف" هل تأكلون معا؟ الرجل: "بهدوء" طبعا هذا تقليد....... السيدة: "تعود إلى مزاجها العصبي" توقعت الرجل: "بنفس إيقاعها" وما الغريب بالأمر؟ السيدة: الغريب أن صحني وحيد على الطاولة ولا أسمع غير أنفاسي الرجل: هل تفضلين.......... السيدة: ماذا؟ الرجل: لا أعرف السيدة: كلا إنك تعرف كل شيء الرجل: أقسم لك باني أغبى رجل في هذا العالم خاصة في هذه الساعة وكم أتمنى ان تتركيني لأذهب هذا اليوم وأعود............ السيدة: مستحيل "تحاول الهدوء بعض الشيء" سأتركك بعض الشيء، لأحضر شيئا "تخرج من المسرح" الرجل: "يحمل بعض الفسائل.. يبدأ بالغرس ويهيل التراب عليها مع أداءه لنفس الأغنية الشعبية التي غناها من قبل.. تدخل السيدة وبيدها حقيبة وحزمة أوراق وهي تحدق في الرجل" الرجل: "ينظر إليها " هل من مساعدة سيدتي السيدة: أجل، خذ مني هذه الحقيبة وافتحها "يأخذ الرجل الحقيبة.. ويفتحها ثم يغلقها بالحال" هل شاهدت ما بداخلها الرجل: أجل سيدتي السيدة:ما الذي شاهدته الرجل: نقودك سيدتي السيدة: كلا إنها ليست لي الرجل: المهم إنها نقود كثيرة السيدة: هذا صحيح "تقترب منه.. تحاول أن تسأله ولكنها لا تقوى.تتراجع... تتلعثم.. صوتها يخبو.. ثم تهرب بسؤال" قلت إنك سعيد مع عائلتك ؟ الرجل: أجل، ولماذا تعيدين هذه الأسئلة اليوم السيدة: أريد أن أفهم لا أكثر الرجل: لو لا عملي معك لما كنا بهذه السعادة السيدة: هل كنت مجتهدا في دراستك وعملك الرجل: لو لم أكن مجتهدا لما أكملت الهندسة السيدة: أعرف ذلك، وقد ينسحب هذا على أبنائك أيضا الرجل: "بسرعة" طبعا لو جعتُ أو عريت فلا أمنعهم من إكمال دراستهم السيدة: خذ هذه الأوراق واطلع عليها الرجل:"يأخذ الأوراق وبالحال يطلع عليها، تتغير ملامح وجهه.. وبسرعة يرمي الأوراق في الحديقة" ما هذا؟ السيدة: إنها مجرد فكرة أو عرض الرجل: أية فكرة وأي عرض، سيدتي، ما الذي فعلته لك، طوال عام وأنا اعمل معك بإخلاص السيدة: لم أنكر هذا، بل أريد مكافأتك الآن "تفتح الحقيبة ونشاهد من خلالها النقود الكثيرة" هذه كلها لك الرجل: ومن قال أني بحاجة إليها السيدة: كلنا بحاجة إلى المال الرجل:كيف سمحت لنفسك بالتفكير بهذه الطريقة السيدة: لأنني عرفتك رجل طيب الرجل: "يضرب على رأسه" ليتني كنت شريرا أو مت قبل أن أعرف نواياك "يمسك اللعبة الصغيرة ويرميها إليها" خذي لعبتك وامنحيها إلى طفل آخر، والأفضل ارميها في أقرب حاوية، لأن قلبك غابت عنه الرحمة، ولم تشرق عليه الشمس السيدة: كفسائلك التي تقتلع الرجل: أجل "يحاول قول كلمة ((سيدتي)) إلا أنه يقولها بصعوبة وكأنه مرغما على قولها" سيدتي، عليك تغير ما بنفسك فما تفكرين به لا يقبله عقل السيدة: هو عين العقل الرجل: اللعنة على ذلك العقل الذي يشرع لك أخذ ولدي مقابل هذه الأوراق "يشير إلى النقود" السيدة: سأسمح لك بزيارته وقتما تشاء الرجل: "يضحك بهستيريا"ومن سينتظرني عند عودتي إليهم ويقبلني وأقبله، ومن سيقول لي بابا ويزيح التعب كله، هل تستطع حقيبتك فعل الشيء ذاته السيدة: سأعلمه أحسن تعليم وامنحه أهم غرفة في منزلي الكبير، بل يمكنك اختيارها، وأجلب له كل الألعاب التي سمع بها والتي لم يسمع عنها الرجل: تدخلينه السجن الذي تعانينه السيدة: إذا دخل بيتي سنكونا أحرارا، سيحررني، وأمنحه كل شيء، سأعامله كحمامة بيضاء سابحة في فضائي الفسيح الرجل: "يصرخ" سيموت السيدة: "بخوف" كلا الرجل: سأموت أنا إذا السيدة: أعطيك كل ما تريد، أوعدك بالحصول على الإقامة هنا وسأبذل كل ما بوسعي لاستقراركم سأمنحك سيارتي وان كان المبلغ قليلا أضاعفه واجري لك مرتبا شهريا ضعف الذي تتقاضاه الرجل: أقل ما أقوله لك، إنك مصابة بالجنون السيدة: "تشعر بالتعسف وكأنها تريد تغير التعامل معه" كان علي أن أعاملك بطريقة أخرى الرجل: جميع طرقك غير إنسانية السيدة: كان بإمكاني تبني أي صبي من الصبيان في هذا المعسكر الرجل: ولِمَ لم تفعل وتخلصيني من هذا الهم السيدة: أنت تعلم مدى تعلقي بابنك ومدى حبي له، وهو الوحيد الذي املك اتجاهه شعور الأم الرجل: يبدو هذا من سوء حظه وحظي السيدة: "تصرخ" لماذا أنت سعيد مع عائلتك وأنا يحيط الحزن بي من كل جانب الرجل: عليك............ السيدة: سأمت من أفكارك الرجل: هذه بداية الحزن "برهة ينظر إليها" سيدتي "يتجول في المكان.. يقترب منها.. يطالع عينيها.. يحمل أحدى الفسائل" ساترك لك هذه الفسيلة خذيها "يدفعها إليها.. تتسلمها وهي مكرهة" حاولي زرعها في المكان الذي ترغبين أو إلى جانب مكتبك قد تحكي للناس قصتك وبيتك السجن الكبير وانظري إلى علوها واعتني بها، وعليك أن تطلي عليها كل صباح قبل الذهاب إلى المكتب ربما تضيفين عملا إلى أعمالك الأخرى، انتبهي إليها لا بد أن تتجه إلى قرص الشمس وإن فعلت افعلي مثلها، واعتني بالحديقة أيضا لأنني سأعتني بأسرتي ولن أعود إليك ثانية "يخرج وتبقى السيدة وحيدة واقفة وبيدها حقيبة النقود وباليد الأخرى الفسيلة تبحث عن مكانها الأخير" السيدة: أنتظر "إظلام مع سماع نفس الأغنية التي كان يؤديها الرجل ولكن بصوت المطرب صاحب الأغنية المعروف لدى الجمهور"