أي وصفه للنمور لتحقيق العبور؟ مهمة غير سهلة تلك التي تنتظر المغرب الفاسي ممثل الكرة المغربية في إياب منافسة كأس الإتحاد الإفريقي عندما سيرحل لمواجهة قوافل قفصةالتونسي، التعادل بهدف لمثله بفاس سيجعل الفريق الفاسي مطالبا ببذل مجهود كبير لتذويبه والعودة ببطاقة التأهل، ومع ذلك يبقى كل شيء ممكن إذا ما عرف النمور كيف يناقشون المباراة ويستغلون مواطن الضعف في الفريق التونسي· الخصم التونسي مرة أخرى كان على المغرب الفاسي أن يحاور الكرة التونسية للمرة الثانية هذا الموسم، فبعد أن لاقى الترجي في كأسي شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس وهي المواجهة التي باءت بالفشل وجد أمامه خصما تونسيا في مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي، وكأنه كتب على فريق العاصمة العلمية أن يعيد الإعتبار لنفسه ويثأر من الإقصاء الفاسي أمام الترجي بيد أن هذه المواجهة تحمل أيضا في طياتها جانبا آخرا يتمثل في كسر شوكة الأندية التونسية التي شكلت بعبعا حقيقيا لنظيرتها المغربية بدليل أن هذا الموسم عرف سقوط الكرة المغربية في ثلاث مواجهات، الجيش أمام النادي الإفريقي في كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة والمغرب الفاسي أمام الترجي في كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس، والرجاء أمام الصفاقسي في دوري أبطال العرب· نمور جريحة الأكيد أن أحوال المغرب الفاسي ليست على ما يرام، حيث بدأت بوادر بعض التصدعات تأخد مأخذها من سير الفريق الذي كان في أحد فترات البطولة في أفضل أحواله، رجة حجز الحسابين البنكيين من طرف مديرية الضرائب نزلت مثل قطعة الثلج في مرحلة حاسمة من الموسم، ولاعبون متدمرون نتيجة عدم مشاركتهم في المباريات· وإقالة أبو بكر الغندور المدرب المساعد في ظروف مثيرة للجدل وتراجع على مستوى النتائج، كلها عوامل تطرح جملة من التساؤلات مصير المغرب الفاسي مستقبلا ومدى تأثير هذه العوامل على مساره، خاصة أن المشاكل إنما جاءت مجتمعة في وقت يتأهب النمور لمواجهة قوافل قفصة في لقاء غير سهل، ناهيك عن التراجع المخيف على مستوى النتائج السلبية التي يسجل في البطولة والتي أدخلته متابعة حسابات المؤخرة· القوافل في الخارطة التونسية فريق قوافل قفصة لا يقارن بالقيمة التاريخية التي يحظى بها المغرب الفاسي في خارطة الكرة المغربية، إذ يعد من بين الأندية المرجعية التي سبق لها أن حققت ألقابا على المستوى المحلي وله مشاركات في المسابقات القارية، بينما إذ يبقى قوافل قفصة ضمن الأندية الصغيرة في تونس في تاريخه وإنجازاته وكذا ألقابه فهو لا يقارن بأندية من مثل الترجي أو الصفاقسي والإفريقي، بل هو حديث العهد بالتأسيس عندما أبصر النور عام 1967، وفي ذلك إشارة إلى مدى الفوارق بين الفاسيين والقفصاويين، بيد أن هذه الفوارق لم يكن لها تأثير قياسا مع النتيجة التي تحصل عليها في مباراة الذهاب بهدف لمثله، بل الأداء الجيد الذي قدم عندما أحرج كثيرا الماص وخرج بتعادل بصعوبة بعد أن سجل له العلوي هدفا في آخر أشواط المباراة· لا شيء محسوم بعد نهاية المباراة أكد مدرب قوافل قفصة أن الحسم سيكون بتونس وأن فريقه لم ينل بعد بطاقة التأهل، طبعا يبقى هذا الكلام صائبا ومنطقيا، صحيح أن نتيجة التعادل الذي خطف الفريق التونسي بهدف لمثله هي نتيجة إيجابية وجد مشجعة، إلا أنها لا تضمن له التأهل، فكم هي الأندية التي نجحت في قلب الموازين والتكهنات خارج أرضها وعادت بالتأهل· ليتذكر المغرب الفاسي أنه استطاع قبل أشهر في منافسة نصف نهائي كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس من تحقيق نتيجة ملفتة بتونس أمام الترجي عندما عاد بالتعادل (44)، إذ استطاع أن يسجل أربعة أهداف خارج أرضه وفي ذلك إشارة إلى أن الماص له من الإمكانيات التي تخول له أيضا إعادة الكرة أمام فريق القوافل· ديانغ·· هل من وصفة سيجد المدرب السينغالي لامين ديانغ نفسه وحيدا في بنك احتياط الماص بعد التخلي المثير للجدل عن المدرب المساعد أبو بكر الغندور العارف أكثر بخبايا البيت الفاسي والذي سبق وأن سجل نتائج جيدة مع الفريق الفاسي قبل التعاقد مع المدرب السينغالي، الذي سيكون مطالبا بوضع التوظيفة البشرية المناسبة والنهج التاكتيكي لتحقيق مطمح التأهل ندرك أن لامين ديانغ لم تنجح خطته في مباراة الذهاب بعد أن وجد لاعبوه صعوبات جمة للوصول إلى مرمى الخصم بعدما نجح مدرب القوافل محمد كوكي في سد جل المنافذ وقطع الطريق على الماص، بل اعتبر أن خطته كانت ناجحة قياسا مع التعادل الإيجابي الذي سجل·· لذلك على لامين ديانغ أن يلملم أوراقه ويبحث عن طريقة الرد بمعقل القوافل·· الخيار الوحيد لن يكون أمام المغرب الفاسي من خيار لتحقيق التأهل سوى التسجيل، فإن هو أراد بلوغ هدفه لابد له من الوصول إلى مرمى الخصم وهز شباكه، فنتيجة التعادل من دون أهداف ستقصيه أوتوماتيكيا، لذلك فمن الواجب عليه أن يضع هذا العامل في حسبانه وهو يقارع القوافل دون طبعا أن يستثني هاجس تفادي تلقي مرماه هدفا لأن في ذلك إشارة إلى تعقيد مهامه أكثر· المباراة من دون شك سيطغى عليها الجانب التاكتيكي، حيث سينهج الفريق التونسي مبدأ الحذر والإحتراس مادام أن التعادل السلبي سيضمن له التأهل مع محاولات أيضا لبلوغ مرمى الفاسيين، ومن يدري قد يكون الضغط على القوافل حتى وهو يلعب على أرضه وأمام جمهوره خاصة إن نجح الفاسيون في بلوغ المرمى والأكيد أن تلاحم حظوظ من شأنه أن يحقق المبتغى من الدفاع إلى الوسط والهجوم الكل مطالب بخوض المباراة بكل ثقة وإيمان أن التأهل ليس مستحيلا وأن لهم من الإمكانيات التي تخول لهم تجاوز عقبة القوافل، فلاعبون من قيمة المغراوي وفال وسيسي وبقال وبنهنية والعلوي وكوني ولحراري وغيرهم بإمكانهم تذويب التعادل وتحقيق الأهم إن هم آمنوا بحظوظهم وخاضوا المباراة بكل ذكاء· البرنامج - الأحد 5 أبريل 2009 تونس: ملعب 7 نونبر: س15: المغرب الفاسي - قوافل قفصة (تونس)