رجل المرحلة غائب بغض النظر عن مفهوم العالمية التي ارتأتها الجامعة كمصطلح جاهز في اختبارها للمدرب البلجيكي إيريك غيرتس كرجل مرحلة لتدريب الفريق الوطني، فهو مفهوم منحصر فقط لعالمية الرجل مع الأندية الأوروبية وليس مع المنتخبات التي سينطلق في مسارها لأول مرة في تاريخه كمدرب.. فالجامعة اختارت الرجل بمقاييس ألقابه مع الأندية ، لكن ليس بأطروحتها الخاصة في أول إعلان لها بعد أشهر من ولايتها بعد أن أقرت باختيار أكبر مدرب عالمي ينسجم مع طبيعة المعرفة التامة بالكرة المغربية والخبرة الإفريقية، وهو ما يغيب ضمنيا عند الرجل، لأنه يعرف فقط المحترفين المغاربة بأقلية منهم، وليس خبيرا بالكرة الإفريقية، كما لا يعرف منتوج البطولة المغربية على الإطلاق إلا بعد اقتراب موعد إعلانه مدربا للأسود، وهو ما يتناقض مع موعد إعلانه مدربا للأسود وهو ما يتناقض مع أهداف وقراءات الجامعة في وقت سابق من مؤدى أن الرجل سيدخل تجربة جديدة في حياته التقنية مع منتخب مغربي له تاريخ جيد بالمونديالات في غياب تام عن الكؤوس الإفريقية التي لا يعطيها كامل الإهتمام إلا بالمفاجآت النادرة مثلما حصل عام 1976 عندما نال كأس إفريقيا بإثيوبيا ووصل لنهائي كأس إفريقيا بتونس، ما يعني أن الرجل سيدخل معركة إفريقية جديدة في مساره مع المنتخب المغربي، ومن الواجب أن يقرأها كمشكلة في صلب الواقع الكروي المغربي، كما من الواجب أن يكتشفها عن قرب أمام تانزانيا وإفريقيا الوسطى كمنتخبات مستهلكة، لكنها تتطور تدريجيا لتغيير موقف زمن من الصغار إلى التكافؤ العام مع أقوى المنتخبات دون احتساب المواجهة المغاربية التي لا يدرك مقاييسها بالتاريخ والجوار مع الجزائر رغم أنه شاهدها بالمونديال بأكثر من قراءة، أي أن الرجل الذي سيضطر إلى البقاء مع الهلال السعودي إلى غاية شهر نونبر، سيشتغل بمهتمين في آن واحد، بين هلال سعودي يلعب الأدوار النهائيات الخاصة لدوري أبطال آسيا، ومهمة قيادة المنتخب المغربي بالتليكوموند لمبارتي تانزانيا وإفريقيا الوسطى، وهو أمر غاية في الأهمية والحساسية، وبقراءات عسيرة لمسار المنتخب المغربي أولا، ولاختياراته الإحترافية ملائمة مع منتوج البطولة الذي سينطلق بمنافسات كأس العرش في غشت القادم، ثم البطولة في شهر شتنبر. إضافة إلى قراءات أكثر أهمية للخصوم المتواجدة بالمجموعة بوجوهها ونقط قوتها وضعفها كما هو جاري به العمل في المواجهات كأول مبادرة سيدخلها غيرتس إفريقيا وهو بعيد عن المغرب إلا بالهاتف وبعقل مساعده دومينيك كوبيرلي.. طبعا يدرك غيرتس جيدا أنه جمع تقريرا كبيرا للكرة الإفريقية بمونديال جنوب إفريقيا من خلال المنتخبات المقصاة وأقوى أقويائها الذي وصل لربع النهائي (غانا) وهزم نفسه بنفسه في مباراة عمر كادت توصل إفريقيا إلى المربع الذهبي.. وهذه المعطيات ستمنح لغيرتس مفهوما شاملا للكرة الإفريقية بالجنس والعرق واللياقة والقوة والإحترافية مقارنة مع هوية كرة القدم المغربية بمحترفيها، وأقليات محلييها في غياب وجوه وخلف كبير بالمنتوج الوطني، وستعطي للرجل مسحا تدريجيا وتأهيليا لمنتخب مغربي عاش مشاكل كبيرة في التكثلات والصراعات والنفسيات في الأحداث الهامة، كما ستمنحه صلاحية تذويب هذه الخلافات بعقلية جديدة مثلما يقره هو أيضا بفلسفة قوة الشخصية واحترام كل الخطابات اللغوية والقدرة على الضرب على الطاولة لمن يسيء دوره بالمنتخب مثلما يحفز باللطافة واجب من ينجح في الإنسجام خلال التداريب ويقدم الإنطباع الكبير في المباريات.. غيرتس إذن هو مدرب الأسود الجديد، وبمقدوره أن يكون رجل الساعة ورجل الطوارئ الذي ينظف العقليات الإحترافية والهاوية بالشكل الذي نجح به في العديد من الأندية الأوروبية، ولو أن الإختلاف كبير بين تدريب النادي الذي يتواجد معه يوميا مثل محفوظة مرسخة في الذهن وبين منتخب يتواجد معه فقط بمعسكرات مرحلية وقصيرة ومع وجوه قد تكون جاهزة مع أندية وقد لا تلعب رسمية أو تكاد تكون في دكة البدلاء، وهو معيار بالغ الأهمية في هذه الظرف بالذات لكون اختيار المنتخب بتنسيق مع كوبيرلي، قد تعيقه شوائب وقلاقل وربما مشاكل مطروحة في غياب المدرب الأصلي، ما يفهم في عمق التصورات أن غيرتس مطالب باختيار التشكيل المغربي وبمجالسته في أقرب الآجال والتواصل معه جديا كما هو مطالب بقراءة خصومه كما كنا نجتهد جميعا بأن المدرب الذي لا يقرأ خصومه فهو ناقص تقنيا. ولا أعتقد أن يكون غيرتس بهذه الرؤيا ولو أن في غيابه عن لقاءي تانزانيا وإفريقيا الوسطى شذرات مهمة في إضافة ملح أكثر قوة للإنتصار في اللقاءين. محمد فؤاد