حقق نجاحات نسبية مع الأندية، فهل يحققها مع المنتخب؟ الإشاعة تحولت إلى حقيقة! إيريك غيريتس.. هو مدرب ناجح بامتياز مع الأندية الأوروبية التي دربها، لكن في أول مسار له مع منتخب المغرب، هل سينجح في ملامسة هذا الخطو التاريخي له؟ وأيا كانت المراهنات .. فقد أصبح الرجل الذي كذب أكثر من إشاعة و هو الناخب الرسمي لمنتخب المغرب، لكن برغم هذه الحقيقة السخية، ماذا يعاب على الجامعة؟ وهل ستنجح مع الرجل بداية من هذا الغموض؟ - من هو إريك غيريتس؟ اللاعب إريك غيريتس هو من مواليد 18ماي 1954 ببلجيكا بدأ مشواره كلاعب في سن 17 عاما بسطاندار دولييج قبل أن يمضي له عقدا احترافيا فيما بعد، ثم إلى نادي ميلان أسي وأيضا إلى نادي ماستريخت الهولندي، وأخيرا بنادي بأيندوفن.. وحاز غيرتس على لقبين لبطولة بلجيكا مع سطاندار دولييج وستة ألقاب مع أيندوفن ولقب عصبة الأبطال مع نفس النادي عام 1988. كما حاز جائزة الحذاء الذهبي لأفضل لاعب في بطولة بلجيكا لعام 1982، وبخصوص منتخب بلجيكا، حمل القميص في 86 مباراة وشارك معه في مناسبتين لكأس العالم سنوات 1982و1986. - المدرب: كمدرب، إنطلق غيريتس في بداية مشواره كمدرب لنادي راسينغ كلوب دولييج لمدة عامين من 1992 إلى 1994 وتحول بعدها إلى نادي لييرس البلجيكي أيضا من 1994 إلى 1997 ومعه فاز بلقب بطولة بلجيكا لعام 1997.. إنضم في مرحلة ثالثة لنادي إف.سي.بروج لمدة موسمين (99/97) وحصل معه أيضا على لقب بطولة بلجيكا لعام 1998، ثم نال في ذات السنة على الكأس الممتازة ببلجيكا كآخر محطة، ويتجه نحو هولندا في امتحان جديد مع نادي أيندوفن الشهير لمدة ثلاث سنوات (02-99) وقاده إلى الفوز بلقب البطولة الهولندية لعام (2001/2000) والكأس الممتازة لنفس العام. ومن هولندا وفي مدتها القصيرة ارتأى غيريتس الإنتقال إلى ألمانيا مع نادي كايزسلاورطن لمدة عامين (04/02) في تجربة لم تعطه إشارة أي لقب إلا بالوصول مع الفريق إلى نهائي كأس ألمانيا عام 2003 فقط، ثم رحل بعدها إلي نادي وولفسبورغ الألماني لمدة موسم فقط من (05/04) وهو الموسم الذي تحول بعده إلى غالتساراي التركي لمدة عامين (2007/2005) وحصد معه لقب البطولة لعام 2006 كإنجاز إضافي في مشواره الكبير بالأندية. وبعد هذه التحولات الإيجابية، أعفى غيريتس مخاضه الأوروبي بنادي مارسيليا الفرنسي بعقد لمدة عامين (09-07) وحظي معه على تألق كبير ونال على إثر ذلك لقب أفضل مدرب بالبطولة الفرنسية بعدما قاد فريقه في موسم 20082009 إلى عصبة أبطال أوروبا رغم أنه لم يفز باللقب الذي عاد أصلا لبوردو في صراع محتدم على الصدارة، وأعطى بذلك غيرتس مساره بمارسيليا، ويتوجه بعدها إلى الهلال السعودي ويتوج معه بلقب البطولة لعام 2010، ما يعني أن سيرة الرجل مع الألقاب وعقده الأهداف أكثر من إيجابية على صعيد الأندية الأوروبية. - عقلية غيريتس قال غيريتس في إحدى حواراته الفرنسية عندما كان يدرب مارسيا « هناك انسجام كبير بيني وبين فريق مارسيليا وكنت أعرف ذلك بشكل مسبق، مزاجي وشخصيتي تنسجم مائة بالمائة مع العقلية المارسيلية، ومع كل ذلك سأحترم الثقافة المحلية بالتحدث باللغة الملائمة لفريقي». وقال أيضا: «يجب أن تلاطف مثلما يجب أن تدين ما هو مخالف في نفس الوقت ..ولا يمكن تناسي هذين المظهرين لأنه سيأتي يوم لا محاله لضرب اليد على الطاولة، ولا يمكن أن نعرف ما يمكن أن تتخذه من قرارات، وهو ما يتلاءم أيضا مع الملاطفة والمداعبة، وهو أمر أساسي ويعني في نهاية الأمر أن اللاعب يجب أن يشعر بقدره عمله وأدائه في التداريب وأجود مبارياته حتى يثنى على ذلك». ويتوخى من كلام الرجل الحائز على عدد من الألقاب البلجيكية والهولندية والتركية وحتى الفرنسية والخليجية قيمة اللغة والخطاب المنسجمين مع عقليات وثقافات البلدان التي تعامل معها بالألقاب واحترام المبادئ والعقد ونقاط الأهداف.. والرجل عند ما حاز العديد من الألقاب. تعلم مجموع اللغات، وأرسل خطابه الفني والتقني وحتى المعنوي لمجموع الفرق التي دربها بأكثر من لغة في شقيها الملاطف والصارم في العمل، وهو ما يعطي للرحل تجاوبا صريحا مع لغات المنتخب المغربي المفررض أن تكون ملائمة مع عقلية الرجل لأنه سيتعامل مع مغاربة هولندا بلغتهم، مثلما هو الشأن لبلجيكا لتقارب الجنسيتين في اللغة والخطاب والعقلية وقس عليها حتى الفرنسية كجسر قوي ومنسجم في تواجد الأسطول المغربي إلى جانب العربية التي تعلم منها كثير من المصطلحات المفهومة بالسعودية، لكون الرجل منفتح على جميع الثقافات ويحترمها بمثل ما أكده على لسانه باحترامه الثقافة المحلية وبالتحدث باللغة الملائمة لفريقها. ما يعني أن الرجل سيجد في المنتخب المغربي لغة مفهومة، وهو من يرى في نفسه القدرة على لم شتاتها بكل القراءات التي أتى من أجلها أصلا. وبانتظار الزمن الذي طال على المغاربة من لدن الجامعة التي أرجأت الإعلان عن الناخب الجديد حتى يوليوز 2010 على خلاف ما هو سابق من قرار انتظار ذلك في شهر يونيو احتراما للمبادئ، شكل خروج الجامعة بخبر الإعلان عن المدرب الرسمي لمنتخب المغرب عبر شبكة الأنترنيت واقعا لا احترافيا ولا محترما لأصول الإدارة، مع أن مختلف شعوب العالم تقدم مدربيها للصحافة في أخبار مسبقة وبلاغات مرسلة لكافة الصحف قبل تقديم أي مدرب في مؤتمر صحفي يشهد له بالقيمة الإخبارية والإعلامية المحضة.. وهو ما لم يفرضه المكتب الجامعي بالطريقة اللائقة والمحترمة وتعامل معه بالإستهجان اتجاه الصحافة الرياضية لأنها انتظرت طويلا إخراج ملف المدرب الجديد من بوابة مفهوم العالمية، لتسقط في بوابة الهواية وسوء العناية، ولا يعقل أن تكون الجامعة التي تتوخى مفهوم الإنتقال إلى الإحتراف أن تكون هاوية بهذا المنطلق الحساس والبعد الإرادي لتفعل ما تشاء من قبيل التعامل معها على أخبار الجامعة من شبكة موقع الأنترنيت وليس بإرسال البلاغ الرسمي ولا حتى الإعتذار عن تقديم المدرب الجديد إلا في مناسبة قادمة.. وهو ما أسقط في نظري قيمة الجامعة في التعامل مع اختيار رجل لاندري ما إذا كان هو منساقا مع نشر البيان على الأنترنيت عوض أن يحرج أمام الصحافة في أول ظهور بالإنتقاد الشديد لعقدة الأهداف وغيابه عن منتخب المغرب في لقائي تانزانيا وإفريقيا الوسطى، وحضوره إلى المغرب إلا في شهر نونبر. - الإشاعة الصادقة لم تكن إشاعة تداول إسم إريك غيربتس عبر محطة جريدتنا منذ أكتوبر الماضي 2009 إلى يوليوز 2010 كذبة، بل مصداقية في قراءتها وخلاصة اقترابها من الحقيقة إلى جوار تداول كثير من أسماء عالمية (الإيطالية منها والهولندية واللاتينية...)، إن بمونديال جنوب إفريقيا، أو تعاملات الكثير منهم بالأندية الأوروبية، وكان إسم غيريتس قد تدوول لأكثر من مرة عبر الصحف الأجنبية والمغربية في أكثر من موقف وكذبها بنفسه وحتى رئيس الجامعة لأكثر من مرة احتراما للسرية التامة في إنهاء كل التفاصيل الخاصة بالتعاقد إلى جانب دخول نادي الهلال السعودي في العملية بتكذيب خبر الإنتقال وأن مدربه سيظل على رأس إدارة النادي ويشعر بارتياح كبير في محيطه، لكن جديد المرحلة واستقراء أوجه الأشهر التي تم فيها الإتفاق من خلال الزيارة السرية التي قام بها غيريتس إلى المغرب، أكدت بلا جدال أن الرجل هو من سيصبح ناخبا لأسود الأطلس، رغم أنه في سابق الأشهر كان يكذب كل الإشاعات قبل أن تصبح حقيقة ويعلنها جهارا للصحف الفرنسية، والوكالات العالمية، لكن أيا كانت الإشاعات التي تصدق في نادر المواقف إلى حقائق مثلما صدقت مع إريك غيريتس، لماذا لم يقدم إريك غيريتس نفسه علنا في مؤتمر صحفي ويطلب هومن الجامعة تفعيل هذا الإجراء الإحترافي؟ ولماذا غضت الجامعة الطرف على هذا التصور وكأن في الأمر سرا بينها وبين الرجل لالتزامه مع الهلال إلى غاية شهر نونبر؟ حقا هو أمر غاية في الغموض دون تبرير مواقف جانبية تتعلق بصفقة التعاقد التي أشيعت وتدوولت بأرقام خيالية. - أربع سنوات مخاض أربع سنوات لإريك غيريتس مع مساعده كوبيرلي لقيادة المنتخب المغربي مفهومة الضوابط والأهداف، إذ يتوخى من الآن تهييء منتخب وطني لكأس إفريقيا 2012 وتأهيله رسميا، ثم هدف استراتيجي ثاني يتوخى منه تأهيل ذات المنتخب إلى كأس إفريقيا وكأس العالم 2014 بمحددات قد تكون ذات أهداف بروح البحث عن لقب كأس إفريقيا وليس المشاركة، ثم التأهل إلى كأس العالم 2014 بمحددات غير معروفة، لكن السؤال المطروح اليوم في عقدة الأهداف 2012.. هل سيتأهل المغرب إلى ذات الكأس في غياب غيريتس عن لقائي تانزانيا وإفريقيا الوسطى.. وفيما لو تعثر في إحداها أو خسر فيهما معا يعتقد أن محطة الجزائر ستؤهله علما أن البداية القوية والفوز بالمبارتين الأولتين على تانزانيا وإفريقيا الوسطى هو معبر قوي لمواجهة الجزائر بالجزائر، وهو ذات اللقاء الذي سيحضره غيرتس في أول ظهور له بالمغرب. أي أن زميله ومساعده كوبيرلي هو من سيقود لقاءي تانزانيا وإفريقيا الوسطىعن الإقصائيات و«بالتليكوموند» من غيريتس دون معرفة تداعيات محيط المجموعة وكيفية التجاوب معها في غياب المدرب الأول قياسا مع المشاكل التي عاناها المنتخب المغربي بعد نهائي كأس إفريقيا 2004. إلى كل هذه التصورات قد تكون الجامعة نجحت في تصور اختيار غيريتس كرجل مرحلة لألقابه الكبيرة مع الأندية وليس مع المنتخبات، لكن لا ندري ما إذا كان سينجح على رأس أول منتخب يقوده في مشواره الإحترافي في ظل هذه البداية الملغومة من سوء التواصل بين الجامعة والصحافة. وغياب الإحترافية الملزمة لتقديم المدرب ومساءلته في أوجه الصراع الذي سيدخله المغرب في غيابه الفعلي في أكبر النوازل الغريبة.