كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن البلجيكي "إيريك غيريتس " كمدرب محتمل لأسود الأطلس ، وزعمت مجموعة من الصحف الأوربية منها على الخصوص أن مدرب "الهلال السعودي" سيوقع في القريب العاجل عقدا مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يمتد الى حدود سنة 2014 لقيادة المنتخب الوطني خلال الاستحقاقات القادمة ، وجعلت من التأهل لكأسي افريقيا والعالم كرهان أساسي ، وكشفت بعض وسائل الاعلام أن الربان القادم للعناصر الوطنية سيتقاضى 200 مليون سنتيم شهريا بالاضافة طبعا الى المنح والسكن والهاتف والنقل وغيرها من الامتيازات التي توضع عادة رهن اشارة الناخب الوطني الأجنبي ضدا على ارادة دافعي الضرائب . وتحاول بعض الصحف المقربة من دوائر القرار الرياضي منذ ظهور الخبر لأول مرة إبراز وتعداد ايجابيات الرجل ووضعت في مقدمتها معرفته الجيدة بالبطولات الهولندية والفرنسية فضلا عن البلجيكية ،حيث يوجد عدد كبير من اللاعبين المغاربة يطمح مسؤولو الجامعة اقناعهم باللعب للمنتخب عبر بوابة هذا المدرب، اضافة الى اتقانه للهولندية والفرنسية مما سيجعل التواصل مع هؤلاء الاعبين أمرا سهلا. ورغم التكذيب القاطع الذي جاء على لسان علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تصريح له خص به صحيفة "الرياض السعودية "،حيث كذب كل الأخبار التي ذهبت الى وجود مفاوضات مع البلجيكي "غيريتس" فان العديد من المراقبين يرون أن تسريب مثل هذه المعطيات لوسائل الاعلام وفي هذا الظرف بالذات يأتي في اطار جس نبض الرأي العام بعدما وعد رئيس الجامعة في وقت سابق أن الناخب الوطني لن يكون الا مغربيا من جهة، ومعرفة مدى رد فعله اتجاه الامكانات المادية الموضوعة تحت تصرف هذا القادم من وراء البحار من جهة ثانية. وعلى كل حال وكيفما كان الأمر فان التعاقد مع المدرب البلجيكي "إيريك غيريتس" لن يكون بالقرار الموفق على اعتبار أن رصيده متوسط جدا ، فهو بالاضافة الى كونه لم يسبق له أن خاض تجربة على مستوى القارة السمراء ،لم يسبق له كذلك أن درب أي منتخب سواء كان صغيرا أو كبيرا. وإذا أردنا أن نعرج على مسار الرجل ، ولنطل على ما حققه خلال مسيرته كمدرب فسنجد أن خزانته فقيرة جدا، فباستثناء فوزه بلقب الدوري السعودي مع فريق" الهلال" فليس هناك ما يشفع لهذا المسكين بتولي مهمة تدريب منتخب كبير كالفريق المغربي، صحيح أنه أشرف على فرق يعتبرها البعض كبيرة "كاندوفن " الهولندي وفريق "كايسرسلاوطن" الألماني وفريق" كلاتساراي" التركي ،"وأولمبيك مارسليا "الفرنسي.. ولكنه لم يحقق معها أي شيء يذكر والاخفاق هو العنوان البارز لمسيرة هذا البلجيكي. فهل نرضى أن يشرف على منتخبنا مدرب صغير ؟ ولماذا يصر مسؤولو كرتنا التعاقد مع مدرب أجنبي ، والتاريخ يؤكد أن الانجازات التي حققها فريقنا الوطني كانت مع المدربين المغاربة باستثناء" فاريا " لظروف خاصة؟ أليس العملاق بادوا الزاكي هو الأجدر لتحمل المسؤولية في هذا الظرف الاستثنائي؟ خصوصا وأن انجاز تونس 2004 ليس عنا ببعيد؟ [email protected]