سيرفع المنتخب المغربي الستار على التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا أمام منتخب الغابون لتبدأ رحلة الصيف والشتاء، رحلة الألف ميل في سبيل القبض على بطاقة واحدة تخول لنا المشاركة في المونديال بجنوب إفريقيا بعد غياب دام دورتين، مشوار طبعا سيكون شاقا بتضاريسه الوعرة وخصومه الشرسة، لكن الواقع بالرغم من جملة المصطلحات التي تخص هذه التصفيات فإن عراقيلها تبقى منتظرة والوصول إلى تحقيق الهدف المنشود لا بد أن تشوبه بعض الصعاب، إذ عودتنا التصفيات المونديالية على الحارقة على كل أنواع الصعوبات والعراقيل سواء تلك التي تتعلق بالأجواء المحيطة أو تلك التي تهم المباريات وقوة الخصوم· ويبقى العامل الأساسي في معادلة التأهل هو عدم إهدار النقاط داخل الميدان والتفكير في الإستفادة أكثر من المباريات التي تلعب خارج الأرض، لكن عندما يتعلق الأمر بأول خرجة في التصفيات، فالأكيد أن الأمر يكون أكثر أهمية والفوز يبقى عز الطلب· تبقى النقاط الثلاث الحلقة الأهم في المباراة، ثم بعدها التفكير في أشياء أخرى من قبيل الأداء ومستوى اللاعبين وملاءمة النهج التكتيكي، وقياس درجة الإستعداد، وقد لا يهمنا في هذه المباراة الأداء بقدر ما يهمنا الفوز· شيء جميل أن تكون الإنطلاقة بشكل إيجابي، فالتجارب علمتنا أن وقع الإنتصار يكون له أثر إيجابي خاصة على اللاعبين، لذلك يتوخى الأسود من مواجهة الغابون أن تكون البداية الحقيقية لمشوار جديد، لذلك نتمنى أن يكون المنتخب المغربي في أفضل حالاته وكامل استعداده وهو يتأهب لدخول لهيب التصفيات الحارقة، ولو أن الأسود قدموا إشارات واضحة على حدوث ذلك التحول المنشود خاصة على مستوى الأداء وجاهزية اللاعبين، صحيح أن المنتخب الغابوني يعد الحلقة الأضعف والقنطرة السهلة العبور، لكن يبقى الحذر واجب وعدم استصغار الخصم مسألة من بين الأسلحة التي يجب التعامل بها، فالخارطة الإفريقية عرفت تحولات كثيرة بدليل أسماء المنتخبات التي مثلت القارة السمراء في المونديال الأخير بألمانيا، ولا أعتقد أن لاعبينا بتجاربهم سيسقطون في فخ الثقة الزائدة، ولا المدرب لومير بحنكته الزائدة لن يتطرق لهذه النقطة من أجل خوض المباراة بكل إحترافية وجدية· نعول على هذه المباراة لأنها الأولى في درب التصفيات، ونعول عليها لأننا سنخوضها على أرضنا وبين جماهيرنا، وأخيرا نعول عليها لأننا سنواجه المنتخب الأقل خبرة بين الخصوم الثلاثة، المنتخب الذي من المفروض أن نفوز عليه ليكون فاتحة خير وأمل جديد في رهان تأهلنا إلى المونديال·