أسدل الستار على الشطر الأول من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا 2010 بعدما واجهنا ثلاثة منتخبات مختلفة (الغابون، الكاميرون والطوغو)، وفي قراءة لحصيلة المنتخب المغربي سيتأكد أن خرجة هذا الشطر لم تكن ناجحة، وبعد أن تلقت الكرة المغربية ضربة موجعة بعد خسارة وتعادلين والنتيجة نقطتين في جعبتنا لا تسمنا ولا تغنيا من جوع، وجعلت حلم التأهل إلى المونديال صعب المنال· أحلام المونديال وضع الجمهور المغربي آمالا كبيرة على هذا الجيل الجديد، فقبل انطلاق التصفيات ظهرت تباشير كون المنتخب المغربي هذه المرة لن يسقط في نفس الأخطاء بعد أن استفاد من دروس الماضي، فبعد غياب عن دورتي كوريا الجنوبية واليابان 2002 وألمانيا 2006، تعبأ المسؤولون لتحقيق حلم بات يدغدغ مشاعر المغاربة، فحضور المونديال في دورة ستقام لأول مرة في القارة السمراء، إذ سيكون بمثابة خطوة هامة في مشوار الكرة المغربية، لذلك جاء التعاقد مع الفرنسي روجي لومير وتعزز الأسطول المغربي بوجوه جديدة، سواء من أبناء المهجر أو من المنتخب الأولمبي· قلق مشروع مباشرة بعد إجراء القرعة التي رمتنا رياحها إلى جانب الكاميرون والطوغو والغابون عم القلق في الشارع الكروي المغربي واعترف الكل أن القرعة لم تكن رحيمة بالأسود، وساد نوع من القلق والتوجس في قدرة المنتخب المغربي لانتزاع البطاقة الوحيدة التي تخول حضور المونديال، لاح إسم المنتخب الكاميروني بتجربة لاعبيه وتاريخه الطويل في مثل هذه المناسبات ووضعته أغلب الترشيحات في المقام الأول، كما لاح إسم الطوغو كمنتخب خلف المفاجأة بتأهله إلى المونديال لأول مرة في تاريخه بألمانيا، ناهيك أنه يتوفر على عناصر في المستوى، وجاء إسم المنتخب الغابوني الذي حذر المتتبعون من مفاجأته كمنتخب بإمكانه أن يصنع الإستثناء ولو أن البعض اعتبره خطوة صغيرة سهلة العبور، هكذا برزت الإختيارات التي كانت ستنتظر المنتخب المغربي وهو يمر عبر تضاريس تصفيات أعطت الإنطباع أنها لن تكون سهلة· نكسة البداية ندرك تمام الإدراك أن ضربة البداية غالبا ما تكون هامة لإعطاء دفعة لجل المكونات، المنتخب المغربي استضاف في أول مواجهته الطرف الأضعف على الورق وكان لزاما وقتها الفوز لذات السبب وكذلك لعاملي الأرض والجمهور، لكن المباراة جاءت ضد ما كان منتظرا ومخططا له، حيث خسر الأسود في هذه المواجهة (12)، واعتبرت هذه النتيجة أحد أكبر المفاجآت، وكانت طبعا مجموعة من الأخطاء التي ارتكبها اللاعبون وكذا المدرب روجي لومير ساهمت في هذه الخسارة المخيبة·· الحارس كريم زازا لم يكن في يومه وكذا الدفاع هو الآخر لم يكن في المستوى، ناهيك أن لومير هو الآخر أخطأ عندما وضع في دكة الإحتياط كل من بوصوفة وتاعرابت كان من المفروض أن يبادر بهما منذ البداية، الخسارة وكما كان متوقعا تركت استياء عميقا في نفوس الجمهور المغربي وخلقت شرارة جديدة داخل عرين الأسود بين اللاعبين· نقطة الأمل تصدع كبير ذلك الذي عرفه المنتخب المغربي بين تمردات اللاعبين وتوتر العلاقة بين علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة وروجي لومير، وتأكد أن أجواء المنتخب المغربي ليست على ما يرام، ورحل الأسود إلى ياوندي يجترون الخيبات إضافة إلى الغيابات الوازنة وأبرزها الشماخ وتاعرابت والقرقوري وبوصوفة ووادو، لكن المنتخب المغربي استطاع أن يعود بنقطة ثمينة بعد عرض جيد قدمه أصدقاء الحسين خرجة، بل كان بالإمكان العودة بالفوز لو استغل لاعبو المنتخب الوطني الفرص التي أتيحت لهم ولو كان لومير أكثر شجاعة، نقطة كانت كفيلة بإنعاش الحظوظ وعودة الروح إلى الأسود، وربح من خلالها أيضا عناصر جديدة، ورفع هذا التعادل من معنويات الأسود للبحث عن الفوز الأول· الثالثة لم تكن ثابتة كانت كل الفرص مواتية للمنتخب المغربي ليسجل أول فوز له في مباراته الثالثة، اعتبارات من حجم المعنويات المرتفعة وامتياز الأرض والجمهور والحاجة الماسة للفوز، حيث كانت ستعطي النقاط الثلاث دفعة في سباق المجموعة، لكن مرة أخرى أبى الأسود إلا أن يخيبوا ظن الجماهير المغربية بعد أن انتهت المباراة بالتعادل السلبي، وظهرت أخطاء تقنية كان مصدرها مجددا المدرب لومير الذي أبى إلا أن يخطئ في حق المنتخب الوطني، إذ أكد محدوديته التقنية وعدم شجاعته بعد أن نهج خطة دفاعية بوضع عنصري ارتداد في الوسط، وحتى عندما كانت تسير المباراة نحو التعادل لم يغير نهجه، وكانت تغييراته مركز بمركز، ما أكد أن لومير افتقد للشجاعة رغم أنه كان يلعب داخل قواعده، وجسدت هذه المحطة الثالثة أن المنتخب المغربي لم يحسن مسايرة المباريات الثلاث وخسر الشطر الأول بامتياز كبير· نقطتان والحلقة الأضعف كذب المتكهنون عندما أكدوا أن المنتخب الغابوني سيكون الحلقة الأضعف في المجموعة والجدار السهل القفز، عندما تمكن هذا المنتخب من قلب الطاولة على باقي الخصوم، بدليل أنه يتصدر الترتيب، لكن ما لم يكن منتظرا أن المنتخب المغربي وإلى غاية الجولة الثالثة سيكون الحلقة الأضعف في المجموعة، لعب ثلاث مباريات وأحرز منها نقطتين، ومن أصل المباريات الثلاث فقد لعب المنتخب المغربي مبارتين على أرضه جنى منهما فقط نقطة واحدة، ما يؤكد أن حصيلة الشطر الأول كان مخيبا جملة وتفصيلا، حيث أن العرض والحضور والحصيلة الباهثة كان غير متوقع من منتخب انتظرنا منه الشيء الكثير، ولربما شكل التعادل الأخير المنعرج السلبي الذي جعل حلم المونديال يذهب أدراج الرياح وتتقلص الحظوظ بنسب كبيرة، بل إن المشاركة في كأس أمم إفريقيا باتت مهددة إذا ما سار المنتخب المغربي بذات الإيقاع وحقق نفس النتائج، على إعتبار المستوى الذي ظهرت بها بقية المنتخبات والنتائج المسجلة في شطر أول لم يبتسم للكرة المغربية، بل كان مخيبا وكان كارثيا كتحصيل حاصل لجملة من الأخطاء، جاءت مجتمعة لتعطي منتخبا يفتقد لمقومات الفريق القادر على رفع تحدي حجز بطاقة المونديال·