يسدل المنتخب المغربي الستار على التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا لتخوض آخر مباراة له نهاية الأسبوع الحالي عندما يستقبل منتخب الكاميرون بفاس، وعادة ما تكون هذه المباريات هامة لأنها تحدد مسار أي منتخب ووجهته المقبلة، في حسم التأهل إلى المونديال أو كأس أمم إفريقيا، وقد تعلن الخروج بخفي حنين دون القبض على أي من البطاقتين· وعندما أفرزت القرعة برنامج المجموعة الأولى التي يتواجد بها المنتخب المغربي إلى جانب الكاميرون والطوغو والغابون، أكثر ما شغلنا هي المواجهة الأخيرة في التصفيات، لأن أكثر ما يقض مضجعنا في التصفيات المونديالية هي الجولة الأخيرة التي لم تبتسم لنا وضيعت علينا الفرصة في مناسبتين، إذ يتذكر الكل كيف ضيعنا التأهل إلى كأس العالم 2002 أمام السينغال في آخر جولة وأمام تونس للتأهل إلى دورة 2006 بألمانيا، حتى سارت الجولة الأخيرة تمثل عقدة حقيقية للمغاربة، ونتحسر بكل أسى كلما تذكرنا الجوالات الأخيرة في التصفيات، بيد أن أملنا كان كبيرا خلال هذه التصفيات، لأن القرعة كانت قد حملت لنا أخبارا سارة بحكم أن آخر جولة كانت ستجرى بين أظهرنا بالمغرب، ولو أنها وضعتنا أمام منتخب محنك من قيمة المنتخب الكاميروني· أملنا كان كبيرا لأننا حلمنا أن تكون هذه المواجهة عبارة عن عرس احتفالي نحسم عبره تأهلنا، وتكون القنطرة المؤدية إلى جنوب إفريقيا على غرار ما عشناه أمام زامبيا عندما تأهلنا إلى كأس العالم 1994 بالولايات المتحدةالأمريكية وأمام غانا عندما حجزنا أيضا بطاقة التأهل إلى مونديال 1998 بالولايات المتحدةالأمريكية· وضع المنتخب المغربي اليوم لا يسير وفق ما كانت تشتهيه نفسية كل المغاربة، وضع مستفز ومناقض لما يجب أن يكون عليه حال الأسود وهم يتأهبون لإجراء مباراة يوم السبت المقبل، بدليل أننا خرجنا من المنافسة على بطاقة التأهل إلى المونديال والأكثر من هذا أن تأهلنا إلى مسابقة كأس أمم إفريقيا أمسى مهددا، بدليل أن مصيرنا ليس بين أيدينا، بحيث على المنتخب المغربي الفوز على الكامرون وهي المهمة التي تبدو سهلة، ثم انتظار تعادل أو خسارة منتخب الطوغو أمام الغابون· أمر مخجل أن نتابع مواجهتنا الأخيرة أمام الكامرون بذات الوضع وبذات الحسابات، والواقع أننا ما كنا ننتظر أن المنتخب المغربي ستلقي به رياح التصفيات إلى شط مجهول لا يعرف مصيره ولا وجهته إلا بعد إجراء المباراة أمام الكامرون· لكن غير كالعادة سنتشبت بالأمل ونرفع شعار التفاؤل كما فعلنا في المباريات السابقة ونرمي جانبا بكل ما يمكنه أن يكسر من المعنويات إيمانا بأن لا يأس مع الحياة·· أمام الكامرون هذا السبت ستخوض الكرة المغربية أحد أصعب اختباراتها، وسيكون لزاما هذه المرة على المنتخب المغربي أن يضع يده على خيار واحد لا ثاني له، الفوز على الأسود غير المروضة وانتظار ما ستجود به مواجهة الغابون والطوغو·· ورغم أن المهام ستكون صعبة فإن كل شيء يبقى ممكنا، ولو بالمتغيرات البشرية التي يعرفها المنتخب المغربي والتي نتمنى ألا تؤثر لما نصبو إلى تحقيقه ألا وهو كسر شوكة الأسود غير المروضة، لأننا نتمناها أن تكون مواجهة المصالحة والبلسم الذي يداوي جراح إخفاقات التصفيات حتى تكون فعلا ختام تصفيات كلها عذاب ومعاناة·