1. الصراع بين بني زيان وبني مرين بدأ الصراع الزياني المريني حينما وقف يغمراسن موقفا مساعدا للموحدين في حربهم ضد المرينيين، وحين استشعر أبو بكر بن عبد الحق المريني خطورة هذا التحالف، خرج في حملة عسكرية من فاس سنة (647 ه /1249 م)، والتقى الجمعان بوادي إسلي، فدارت بينهما معارك كبيرة انتهت بهزيمة السلطان يغمراسن. وفي منتصف محرم (سنة 666 ه/ شتنبر 1267 م) تخلى الخليفة المريني أبو يوسف يعقوب عن حصار مراكش واتجه إلى العاصمة فاس، فنهض بجيشه واخترق ممر تازة وألتقى الجمعان عند وادي تلاغ[1]، وهناك دارت المعركة بتاريخ (12 جمادى الثانية 666 ه/28 فبراير 1268 م)، حيث هلك فيها ولي عهد يغمراسن عمر وهو أكبر أولاد[2]، فخضع يغمراسن إلى بني مرين. فصمم السلطان المريني القضاء على ما تبقى من دولة الموحدين في مراكش، قبل أن يتجه للقضاء على بني عبد الواد وضم عاصمتهم تلمسان إلى ملكه، ولكنه فوجئ بوفد من بني الأحمر يستصرخه أن أمر الإسلام بالأندلس أصبح في خطر، فمال ومن معه إلى الاستجابة لنداء الجهاد، مع ضرورة مصالحة يغمراسن بن زيان ليؤمن جانبه، فأرسل إليه وفدا ليبلغه بالجهاد في الأندلس، ولكن يغمراسن رفض وقال إنه لن يصالح المرينيين أبدا، بعد أن قتل ولده أبا حفص عمر[3]. ولما بلغ الخبر السلطان المريني، حشد قوات جرارة وأحس بالإهانة وجرح الكبرياء، فخرج لقتال يغمراسن والتقى الجيشان في وادي إسلي، وكانت الهزيمة مرة أخرى في جانب يغمراسن وحاصر يعقوب بن عبد الحق تلمسان. وأمام هذه الهزائم التي لحقت بيغمراسن من قبل المرينيين، أوصى ابنه وولي عهده أبي سعيد عثمان بعدم التعرض لبني مرين، وإبرام المعاهدات السلمية معهم[4]، وطال حصار يعقوب بن عبد الحق لتلمسان دون أن ينال منها فقرر رفع الحصار، وعادت الجيوش المرينية إلى فاس[5].. يتبع في العدد المقبل…. ———————————————- 1. بلعربي، خالد، الدولة الزيانية في عهد يغمراسن بن زيان، دراسة تاريخية وحضارية، 633-681 ه/1235-1282م. تلمسان، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الطبعة الأولى 1426ه/ 2005م، ص: 110-111. 2. مؤنس، حسين، تاريخ المغرب وحضارته. القاهرة، العصر الحديث للنشر والتوزيع، الجزء 2، الطبعة الأولى 1992، ص: 125. 3. ابن الأحمر أبو الوليد إسماعيل بن يوسف، تاريخ الدولة الزيانية بتلمسان. تحقيق هاني سلامة، بيروت، مكتبة الثقافة الدينية للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1421ه/2001م، ص: 19. 4. بلعربي خالد المرجع السابق، ص: 114- 115. 5. ابن الأحمر، المصدر السابق، ص: 24.