فياشيخي الغالي وشيخ بني الحمى وهم كنجوم الليل في كل محتَضَر لقد كنتُ قبل اليوم آتيكَ زائرا إذا ما زمان القيظ بالقيظ قد قهَر فأنزل في ظل وريف وبهجة وفي كنفٍ ضاف من الجود والحبَر وشوقي إلى ذاكَ المُحيَّا يهزُّني "كما انتفض العصفور بَلَّلَهُ المطر" وكمْ زوْرةٍ في "آزغار" وعودةٍ أُؤَمِّلُ من إدمانها الفَوْزَ والظفَر وأغدو على سوق "الكريمات" عَلَّني أُجدِّدُ منكَ العهدَ أو أملأُ النظر وما امتلأتْ عينايَ منك مهابةً ولكنَّ قلبي بالمشاعر قد عمَر وكمْ مرةٍ شرَّفْتَني بزيارة فكانت لأهل البيت أعظم مفتَخَر تركتَ بها في البيت أُنساً وغبطةً وسراً كريماً من كراماتكَ الأُخَر فزادتْ معانيكم لدينا جلالةً وأَمْرَعَ ذاكَ الروضُ من ذلك النَّهَر وجسَّدَها تسجيلُ صوتٍ وصورةٍ فأظْهر من تلكَ المحاسن ما استَتَر نعودُ إلى الرسمِ المشَخَّصِ ساعةً نُجدِّدُ من ذكرى المجالسِ ما غبَر وأنتَ بها كالبدرِ جلَّلَه السنا وكالروضِ غِبَّ الغيثِ كَلَّلَهُ الزَّهَر فطوْراً معَ التنزيلِ تتلو حروفَه وطوْراً معَ الشيخ البُوصيريِّ في السيَر فتلكَ على الأيامِ نُزْهَتُنا وما قَنَصْناهُ من ذاكَ الزمانِ الذي دَبَر وما كانَ عنْ لُقْياكُمُ بمعوِّضٍ ولكنْ على البُعدِ التَّسَلِّي بما نَدَر يتبع في العدد المقبل..