نتحدث في هذا المقال عن إحدى أنواع الفطريات الجذرية التي تنمو تحت الأرض بالتكافل مع جذور نباتات معينة إلى عمق يتراوح ما بين 2 سم و 50 سم تحت سطح التربة. اسمها العربي "الكمأة" وهي أنواع مختلفة تختلف من حيث الشكل واللون، وتتواجد ببلدان البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، وتوجد عدة أنواع بالمغرب نذكر منها على سبيل المثال "ترفاس الأحمر" بتافلالت، و"ترفاس الأبيض" بتافلالت و"ترفاس الوردي" بالمعمورة. عرفت الكمأة بأنها من المن، فقد روى الطبري عن ابن الذكور عن جابر قال: "كثرت الكمأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فامتنع قوم عن أكلها، وقالوا أنها جدري الأرض فبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الكمأة ليست جدري الأرض إلا أن الكمأة من المن" وفي رواية الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين". تنبت الكمأة بلا تكلفة فهي لا تزرع بالبذور ولا تحتاج لفلاحة ولا سقاية، وقد أثبتت الأبحاث العلمية أنها تتكاثر بسرعة وذلك بانفجار محتواها المليء بالأبواغ داخل التربة، ويزدهر نموها بعد موسم الأمطار حيث ينبت محتوى الأبواغ على شكل خيوطا فطرية دقيقة تنفذ بقدرة الله تبارك وتعالى داخل نسيج الجذور النباتية، تنمو درنات هذا الفطر بالتطفل على الجذور لتعطي درنات ناضجة. فهي تنبت بفضل ومنة من الله سبحانه وتعالى لذلك فهي من المن كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين". فهي من وعطاء من الله سبحانه وتعالى. يحتوي فطر الترفاس على 77% من الماء، ويضم عدة مكونات غذائية كالبروتينات وهيدرات الكربون ودهون وألياف، ومعادن كالفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم. إلى جانب هذه المواد الغذائية ذكرت بعض الدراسات العلمية أن هذه الفطريات تحتوي على مواد فعالة كمضادات للميكروبات ومضادات الالتهاب ومضادات السرطان ومضادات الأكسدة.. تستخدم في الطب الشعبي في حالات عسر الولادة، وعلاج حالات نزلات البرد عند الأطفال عن طريق استنشاق دخانها، وعلاج المعدة ومسحوقها يفيد العين المصابة بالرمد. وفي هذا الصدد قال العالم الشهير داود الأنطاكي: "إن من خواصه الطبية قلع البياض من عيون الحيوانات إلا أن الإنسان لا يطيقه، ويزيل البواسير طلاء والبهق والبرص، والبلغم شربا، ويفتح السدد، وإن طلي به الوجه حمره وحسن لونه، ومن خواصه أيضا أنه إذا نقع في الماء امتد وطال؛ فإن شربت من هذا الماء من جاءها المخاض وضعت سريعا بإذن الله وألقت المشيمة، وإن دق وذر على الجروح نفعها وأدملها". قام طبيب العيون المصري الدكتور المعتز المرزوقي بتجارب علمية أبانت قدرت ماء "الكمأة" في الحد من تكوين الخلايا المنتجة للألياف ومعادلة التأثير الكيميائي لسموم التراكوما، فماء "الكمأة" يقلل من حدوث تليف قرنية العين المسئول عن فقد البصر لدى المصابين بهذا المرض.. المراجع: 1. جابر بن سالم موسى القحطاني. موسوعة جابر لطب الأعشاب. العبيكان. الرياض. الطبعة الأولى، 2008م. 2. زغلول النجار، الإعجاز العلمي في السنة النبوية، الطبعة الرابعة، نهضة مصر 2010.