"التوحيد والإصلاح" تطالب بمنهجية تشاركية في إعداد مدونة الأسرة    38 قتيلا ونجاة 28 آخرين في حادث تحطم طائرة أذربيجانية بكازاخستان    هزيمة جديدة للمغرب التطواني أمام الجيش الملكي تعمق من جراح التطوانيين    إدارة الأمن تسلح عناصرها بالأمن الجهوي بالحسيمة بجهاز متطور لشل الحركة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    وكالة المياه والغابات تعزز إجراءات محاربة الاتجار غير المشروع في طائر الحسون    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    قيوح يعطي انطلاقة المركز "كازا هب"    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    ترامب عازم على تطبيق الإعدام ضد المغتصبين    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    إمزورن..لقاء تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني نحو إعداد برنامج عمل جماعة    "ما قدهم الفيل زيدهوم الفيلة".. هارون الرشيد والسلطان الحسن الأول    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    مهرجان جازا بلانكا يعود من جديد إلى الدار البيضاء    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التمر: غذاء.. ودواء.. وإعجاز
نشر في بوابة قصر السوق يوم 29 - 08 - 2009


مقدمة:
تشكل النخلة بشموخها فخراً واعتزازاً ورمزاً للحياة والعطاء المتجدد منذ القدم، كرمها المولى عز وجل في كتابه الكريم، لم يذكر المولى سبحانه وتعالى شجرة في القرآن الكريم كما ذكر النخل والنخيل فقد ورد ذكرها في عشرين موضعاً من القرآن الكريم علاوة على بعض الآيات التي ذكرت النخل بصفة من صفاتها مثل:
اللينة: نوع جيد من الثمر "مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ" (الحشر:5)
القطمير: القشرة الرقيقة التي تلف النواة " يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ " (فاطر :13)
النقير: النكتة في ظهر النواة "وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا " (النساء:124)
الفتيل : الخيط الذي في شق النواة "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا" (النساء : 77)
ومن عظم قدر هذه الشجرة وكبير نفعها ذهب أهل التفسير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم على أن الشجرة الطيبة التي شبهت بكلمة التوحيد في قوله تعالى "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" (إبراهيم : 24- 25) بأنها النخلة، فقد روى الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين (ج2، ص 383) عن أنس مالك رضي الله عنه قال: " ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من بسر فقرأ مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة قال هي النخلة. " قال الحاكم حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
والحديث عن النخلة يمتد امتداد الأجيال، ويتجدد تجدد الآمال فهي غنية بقيمتها وأهميتها، وهى الشجرة التي جاورت الفقراء وأطعمتهم خلاصة خيرها، وغطت سقوفهم ، وأوقدت نيرانهم، فهي رمز للصحراء بكل آلامها وأفراحها، وهي الربيع الدائم، معشوقة للشمس والقمر والصحو والمطر.
.وزخرت السنة النبوية الشريفة بالعديد من الأحاديث التي تشير إلى أهمية النخلة وثمارها. شبهها المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الشيخان عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وأنها مثل المسلم فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله فقال: "هي النخلة ".
والمصطفى صلى الله عليه وسلم شبه النخلة بالمسلم في كثرة خيرها ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام، فإنه من حيث يطلع ثمرها لا يزال يؤكل منه حتى ييبس.
ولقد حبا المولى عز وجل شجرة النخل بعدة مميزات لا تتوافر في غيرها من الأشجار:
• إمكانية نموها تحت ظروف الجفاف الشديد ويرجع ذلك إلى طبيعتها التركيبية والتشريحية.
• يمكنها أن تتحمل المناطق الغدقة والتي يرتفع فيها مستوى الماء الأراضي وقله التهوية.
• تتحمل شجرة النخل التركيز العالي من الأملاح في مياه الري وعلى ذلك فإن النخيل يلعب دوراً هاماً في المحافظة على البيئة ومكافحة التصحر.
وأهم ما يميز شجرة النخيل هي رقتها ولينها. وقد آنت وبكت عندما فارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن كان يستند إليها في خطبة الجمعة، فعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار أو رجل : يا رسول الله، ألا نجعل لك منبراً؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (إن شئتم ) فجعلوا له منبراً، فما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه وهي تئن أنين الصبي الذي يسكن، قال: "كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها" متفق عليه.
ويحدثنا القرآن الكريم بأنه عندما أحست السيدة مريم العذراء عليها السلام بآلام الوضع أمرها الله عز وجل أن تهز جذع النخلة وتأكل الرطب.
" وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا* فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا"(سورة مريم).
فلماذا كانت النخلة وكان الرطب ... إنه إعجاز الهي ... ودعوة من الحق كي نفكر ونتأمل ونبحث عن السر في ذلك ... لكي نثبت مما أفاض به علينا الله من علم، صحة ما توصلنا إليه من خلال فهمنا لآيات الله.. وما تحويه من إعجاز علمي لم يكن واضحاً ولا معروفاً وقت نزول القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، ولم يكتشف العلم الحديث مدلول ذلك إلا في العصر الحديث.
فقد جاءت الأبحاث الطبية لتكشف عن أثار الرطب التي تعادل أثار العقاقير الميسرة لعملية الولادة والتي تكفل سلامة الأم والجنين معاً.
ومن المعروف طبياً أن الفص الخلفي من الغدة النخامية تفرز هرمون الأوكسي توسين oxytocin اللازم لعملية الولادة لأنه ينشط انقباض عضلات الرحم لتيسير هذه العملية، وبعد نزول الجنين يساعد هذا الهرمون على إعادة الرحم إلى سيرته الأولى فيتضاءل حدوث النزيف الرحمي بعد الولادة، وقد أثبت العلماء والباحثين أن التمر يحتوي على مادة تنبه تقلصات الرحم وتزيد من انقباضها وخاصة أثناء الولادة وهذه المادة تشبه هرمون الأوكسي توسين، وأن ثمرة النخيل الناضجة تحتوي على مادة قابضة لعضلات الرحم وتقوي عملها في الأشهر الأخيرة للحمل فتساعد على الولادة من جهة، كما تقلل كمية النزف الحاصل من جهة أخرى بعد الولادة. ومن أثار الرطب أيضاً أنه يخفف ضغط الدم عند الحامل فترة ليست طويلة ثم يعود لطبيعته وهذه الخاصية تقلل كمية الدم النازفة.
والرطب من المواد الملينة التي تنظف القولون، كما أن احتواء التمر على نسبة عالية من البوتاسيوم وهو لازم لتوازن كمية الماء داخل خلايا الجسم وخارجها، ولعمليات التمثيل الغذائي للعضلات والمخ.
والتمر يعتبر منجماً كاملاً من المعادن والفيتامينات والهرمونات التي تحتاجها المرأة الحامل والتي تلد وللنفساء المرضع، حيث أن الهرمونات الموجودة في الرطب تساعد على انقباض الرحم وعودته إلى وضعه الطبيعي، وتزيد من رقة القلب والحنان والعطف والحب والإحساس المرهف، ولين العريكة والطبع وإرهاف الفؤاد.
وكذلك التمر يحتوي على مادة تشبه هرمون الأوكسيتوسين والذي يتألف من تسعة أحماض أمينية والهرمون يساعد في توسيع عنق الرحم تمهيداً للولادة، وبعد الولادة يساعد في وقف النزف تدريجياً، ويساعد كذلك على استعادة الرحم لحجمه الطبيعي، ويسهم كذلك هذا الهرمون بشكل فعال في عملية إدرار الحليب للمولود، كما يحتوي التمر الرطب أيضاً المغنيسيوم وكذلك المنجنيز، والمغنسيوم يعمل على تهدئة الجهاز العصبي ومنع توتره وهياجه، ومهم جداً لحماية العظام والأسنان كما أنه خافض طبيعي للحرارة.
وستظل أسرار التمر والرطب تزداد يوماً بعد يوم ليقف الإنسان خاشعاً أمام إعجاز آيات الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي أخبر عنه النبي قبل أربعة عشر قرناً من خلال كتاب معجز، لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه، لأنه تنزيل من العليم الحكيم.
وصدق الحق (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)(النمل:من الأية 88)
كما أن الرطب وما يحتويه من جلوكوز ذو الأهمية في علاج العديد من الأمراض مثل أمراض الدورة الدموية وزيادة التوتر، والنزيف وأمعاء الأطفال والأمراض المعدية المختلفة مثل التيفوس والملاريا والتهاب الزور، والحمى القرمزية والتسمم بأنواعه. كما أنه طعام ممتاز لخلايا الجسم وأنسجته وأعضائه حيث يزيد السكر الحيواني "جليكوجين"في الكبد وهو منبع الطاقة في جسم الإنسان، كما يفيد في تحسين عملية بناء الأنسجة والتمثيل الغذائي وتقوية الجهاز الدوري إذا كان هناك نقص في السكر الموجود بالدم.
وفي الطب النبوي نجد أن للتمر أهمية كبرى:
• يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "بيت لا تمر فيه جياع أهله" رواه مسلم وأبو داود و الترمذي، وابن ماجة.
• و ذكر عن البخاري ومسلم و أبو داود والترمذي وابن ماجه "أن النبي صلى الله عليه وسلم –كان يأكل القثاء مع الرطب".
• و قالت عائشة رضي الله عنها "عالجتني أمي بكل شيء فلم أسمن فأطعمتني القثاء والرطب فسمنت".عن سليمان بن عامر الصحابي –رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إذا فطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد، فليفطر على ماء فإنه طهور" رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
• وعن أنس رضي الله عنه – قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات فإن لم تكن تميرات، حسا حسوات من ماء " رواه أبو داود والترمذي.
وتتجلى عظمة الإعجاز النبوي والذي لا ينطق عن الهوى ما أثبته العلماء والباحثين في العصر الحديث من حكمة ذلك التوجيه النبوي من الإفطار على الرطب أو التمر أو الماء.
الرطب والتمر يحتوياً على نسبة عالية من السكريات. وهي سهلة الهضم والامتصاص وبذلك فإنها تعوض الجسم عن تقص السكر في الدم أثناء الصوم، وتزيل الشعور بالضعف العام وعدم القدرة على الحركة والنشاط والتركيز.
والتمر يزيد المقاومة ضد التسممات والعلم ما زال وسيظل يكتشف أسرار الرطب والتمر ليكون دائماً هناك عطاءات في فهمنا لإعجاز آيات الله وأحاديث المبعوث رحمة للعالمين:
• عن عائشة - رضى الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن في تمر العالية شفاء- أو قال ترياقاً " رواه مسلم و أحمد. وفي رواية لأحمد "في عجوة العالية شفاء أو ترياق أو البكرة على الريق ".
• وعن سعد – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر " (رواه البخاري ومسلم ) وزاد أبو ضمرة عن الإسماعيلي " من تصبح بسبع تمرات من العجوة العالية " الحديث.
• وعن أبي هريرة – رضي الله عنه –قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين " رواه الترمذي وأحمد باسناد صحيح.
• وقال صلى الله عليه وسلم : " من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي" رواه مسلم. وروى البخاري : "من اصطبح كل يوم تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل".
تحنيك المولود وما فيه من اعجاز:
- أخرج البخاري في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة. قالت خرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت قباء فولدت بقباء ثم أتيت به رسول الله صلي الله عليه وسلم فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم حنكه بالتمر ثم دعا له فبرك عليه، فكان أول مولود يولد في الإسلام ففرحوا به فرحاً شديداً،أنهم قد قيل لهم أن اليهود سحرتكم فلا يولد لكم. (كتاب العقيقة الحديث رقم/47500وكتاب المناقب حديث رقم 3619وأخرجه أيضا مسلم في صحيحه كتاب الآداب رقم 3999وأخرجه أحمد في مسنده في مسند الأنصار حديث رقم25701).
- وأخرج مسلم في صحيحه" كتاب الآداب حديث رقم 3996"عن أنس بن مالك قال:"كان ابن لأبي طلحة يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل إبني؟ قالت أم سليم هو الآن أسكن مما كان، فقربت إليه العشاء فتعشي ثم أصاب منها فلما فرغ قالت واروا الصبي فلما أصبح أبو طلحة أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم فأخبره فقال" أعرستم الليلة؟" قال: نعم قال: "اللهم بارك لهما". فولدت غلاماً قال لي أبو طلحة احمله حتى تاتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي به الرسول صلى الله عليه وسلم وبعثت معه بتمرات فأخذه النبي صلي الله عليه وسلم فقال: "أمعه شيء" قالوا نعم تمرات، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذها من فيه فجعلها في فيّ الصبي ثم حنكه وسماه عبد الله. وفي كتاب الفضائل الصحابة "فضائل أم سليم" بنفس القصة بأطول مما هوههنا. "صحيح مسلم ج1612 12" أخرجه أحمد في مسنده"في مسند المكثرين حديث رقم12332"وفيه: فتناول أي النبي صلى الله عليه وسلم تمرات فألقاهن في فيه فلاكهن ثم حنكه ففغر الصبي فاه فأوجره، فجعل الصبي يتلمظ فقال النبي صلي الله عليه وسلم "أبت الأنصار إلا حب التمر "وسماه عبدالله
- وفي الصحيحين" البخاري في العقيقة باب تسمية المولود، ومسلم في الآداب باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته"عن أبي موسي الأشعري قال: ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة. وزاد البخاري "ودعا له بالبركة ودفعه إلي".
إن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بتحنيك الأطفال المواليد بالتمر بعد أن يأخذ التمرة في فيه ثم يحنكه بما ذاب من هذه التمرة بريقه الشريف فيه حكمة بالغة. فالتمر يحتوي على السكر "الجلوكوز" بكميات وافرة وخاصة بعد إذابته بالريق الذي يحتوي على أنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي سكروز إلى سكر أحادي كما أن الريق ييسر إذابة هذه السكريات وبالتالي يمكن للطفل المولود أن يستفيد منها.
وبما أن معظم أو كل المواليد يحتاجون للسكر "الجلوكوز" بعد ولادتهم مباشرة فإن إعطاء الطفل التمر المذاب يقي الطفل من مضاعفات نقص السكر الخطيرة والتي المحنا إليها فيما سبق مخاطر نقص السكر"الجلوكوز" في دم المولود.
إن استحباب تحنيك الطفل بالتمر هو علاج وقائي ذو أهمية بالغة وهو إعجاز طبي لم تكن البشرية تعرفه وتعرف مخاطر نقص السكر
وإن المولود وخاصة إذا كان خداجاً، يحتاج دون ريب بعد ولادته مباشرة إلى أن يعطي محلولاً سكرياً. وقد دأبت مستشفيات الولادة والأطفال على إعطاء المولودين محلول الجلوكوز ليرضعه المولود بعد ولادته مباشرة. ثم بعد ذلك تبدأ أمه بإرضاعه. إن هذه الأحاديث الشريفة المتعلقة بتحنيك الأطفال تفتح آفاق مهمة جداً في وقاية الأطفال من أمراض خطيرة جداً بسبب إصابتهم بنقص سكر الجلوكوز في دمائهم. كما وان إعطاء المولود مادة سكرية مهضومة جاهزة توضح إعجازاً طبياً لم يكن معروفاً في زمنه صلى الله عليه وسلم ولا في الأزمنة التي تلته حتى اتضحت الحكمة من ذلك الإجراء في القرن العشرين.
القيمة الغذائية للتمور:
الكربوهيدرات: مثل السكريات والألياف الخام والبكتين والسليلوز واللجنين.
الجلكوز والفركتوز: سكريات حلوة الطعم، متبلورة، تذوب في الماء تولد الطاقة التي تستخدم في تسيير كثير من التفاعلات الحيوية التي تجري داخل الخلايا
الفركتوز: يتميز بعدم احتياجية إلى انسولين عند استخدامه في إنتاج الطاقة و بالتالي لا يمثل عبئاً على مرض السكر (مرض البول السكري).
الألياف: أهمها السيلوز والهيموسيليليوز والبكتين. ولها دورها في منع أمراض سوء الهضم والإمساك وأمراض القولون.
البكتين: له تأثير جيد على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم و يحمي من تصلب الشرايين.
العناصر المعدنية: خاصة (البوتاسيوم) الذي يساعد على القدرة على التفكير و(الفوسفور) اللازم لاستمرار الحياة وانتظام نبضات القلب ونقل الإشارات العصبية. و(الحديد)الذي يدخل في تكوين هيموجلين الدم.(الكالسيوم) الذي يدخل في تكوين العظام والأسنان. كما أنه ضروري لكل ضربة من ضربات القلب، ونقص الكالسيوم يؤدي إلى اضطراب في الجهاز العصبي بالعضلي والإصابة بمرض (التكزز) أو الانقباض المستمر (التيتاني) ويصنف تحت عنوان "هيبوكالسيمي" وهو يعني انخفاض كمية الكالسيوم في الجسم، كما أن الكالسيوم يلعب دوراً مهما في مقاومة التسمم بالرصاص. كما تحتوي ثمار البلح على عنصر (اليود) الذي ينشط الغدة الدرقية والهرمون الخاص بها.
الجدول التالي يوضح القيمة الغذائية لمئة جرام من التمر الجاف
العنصرالنسبة بالجرام الكربوهيدرات الماء
ألياف
بروتين
الدهون
السليلوز
الرماد
فوسفور
نحاس
مغنسيوم
كالسوم
حمض نيكوتينك
حديد
فيتامين ب1
فيتامين ب2
فيتامين أ
بورون
بوتاسيوم
صوديوم
كبريت
67-71 جراماً 13-16 جراماً
5.4 جرامات
2-2.6 جرامات
2.5 جرام
3.8 جرام
1.9 جرام
72 ملليجرام
21 ملليجرام
59 ملليجرام
65 ملليجرام
2.2 ملليجرام
2-2.3 ملليجرام
0.08 ملليجرام
0.05 ملليجرام
60 وحدة دولية
3-6 ملليجرامات
78 ملليجرام
2-5 ملليجرامات
65 ملليجراماً
كما يوجد مجموعة من الفيتامينات نذكر منها :
فيتامين أ: فيتامين الإبصار، ضروري لسلامة وصحة الجلد، يدخل في عمليات التمثيل الغذائي داخل الخلايا. نقصه يؤدي إلى مرض "العش الليلي".
فيتامين د : مضاد لمرض الكساح، تحافظ على تركيز الكالسيوم في الدم له دور في حركة العضلات والفعل الحيوي للغدد.
فيتامين ب1 : (الثيامين): ضروري للمحافظة على سلامة الأعصاب، نقصه يؤدي إلى فقدان الشهية والإصابة بمرض البري بري.
فيتامين ب2: (الريبو فلافين): يدخل في تركيب كثير من الأنزيمات، ليشترك في عمليات الأكسدة الحيوية، نقصه يؤدي إلى تشققات في زاويا الفم.
فيتامين ب3 : (حمض النيكوتينيك أو النياسين): يقي من مرض البلاجرا، نقصه يؤدي إلى اضطراب الأعصاب والصداع و ضعف الذاكرة.
حمص البانثوثينييك: فيتامين مضاد للإجهاد، ويساعد في عمليات التمثيل الغذائي نقصه يؤدي إلى اضطراب في عمليات التمثيل الغذائي، وتساقط شعر الرأس.
حمص الفوليك: وهو العامل المضاد للأنيميا الحادة، يلعب دوراً هاماً في تخليق الأحماض النووية، يقي من مرض تصلب الشرايين وعلى ذلك فإن التمر قد يكون غذاءً للإنسان لفترة طويلة من الزمن إذا لزم الأمر كما هو حال المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرها عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول" و لله يا ابن أختي (عروة بن الزبير )إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت يا خالة فما كان يعيشكم، قالت الأسودان التمر والماء، إلا أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار وكانت لهم منائح فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها قيسقيناه ". هذا لفظ مسلم في صحيحه.
أجزاء النخلة:
الجذع: الساق الذي يمتد من " القصْر" أو " القصَر" الذي يمثل قاعدة الجذر حتى الرأس " البرعم الرئيسي " ويحيط " الكَرَب " بالجذع إحاطة كاملة , ويمثل الكرب شبه سلم لركوب النخلة كما يشير إلى عمرها.
رسم تخطيطي يوضح أجزاء النخلة المختلفة
الرأس: هو الموقع الذى يجمع أهم أجزاء النخلة: القلب, الليف, السعف, العذوق.. إلخ.
القلب: هو المعروف ب " الجمّار" ومنه تنبت الأجزاء الأخرى.
الليف: نسيج يحيط بالقلب , والسعف , والعذوق مكونا تماسكا صلباً.
السعف: يقوم مقام الأغصان , وهو ينبت من القلب وينمو فى شكل قوس , وينبت فيه الورق " الخوص " والشوك.
الطلع: غلاف العرجون ( العنق) ينمو فى بداية الموسم , وهو الذى يتلقى اللقاح.
العنق: يخرج من الطلع ليكون منبت الثمر. وفيه تنبت أغصان صغيرة " الشماريخ " , وفى الشماريخ يتدلى الرطب.
الإستفادة من النخيل ومنتجاتها:
النخلة هبة الله للبشرية لتكون رزقا للعباد قال تعالى : "وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ*رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ"(ق:10-11) فهي دائمة العطاء. استفاد منها الإنسان في غذائه، فأكل رطبها و تمرها وحتى جمارها، كما أستطب بلقاحها، وصنع من عذوقها المكانس اليدوية، وصنع من خوصها البط والمراوح والسلال والقبعات، ومن ليفها الحبال والمكانس، وتحويل رمادها الى سماد جيد، وقد دخلت النخلة ومنتجاتها وأجزائها المختلفة في الصناعات الحديثة، فتظهر في كل يوم منتجات تجارية عديدة سواء كمواد غذائية أو منتجات صناعية أو ورقية أو طبية، أو تدخل التمور الرديئة و النوى في تغذية حيوانات المزرعة.
إن هذه اللمحات الإعجازية والتي أشار إليها القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 سنة وأنزله بعلمه على خاتم أنبيائه ورسله، ليكون للعالمين نذيراً دليل صدق وحق على أنه تنزيل من رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
المراجع:
* أبو بكر محمد بن زكريا الرازى : طب الرازى " دراسة وتحليل لكتاب الحاوي" دار الشروق القاهرة.
* الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول النسائي التركستاني : المعتمد في الأدوية
المفردة 1395ه.
* جميل القدس الدويك : تأملات في النخلة و الطب - مجلة الأعجاز العلمي-عدد( 13)-1423ه.
- دار المعرفة للطباعة و النشر – بيروت – لبنان.
* رمضان مصري هلال : - التمر غذاء و دواء - مجلة الخفجي –1417ه.
* رمضان مصري هلال ، أسامة العباسي :نخلة التمر – المعاملات الزراعية و مكافحة الآفات –دار المعارف، مصر
* عاطف محمد ابر أهيم & محمد نظيف حجاج : نخلة التمر - منشأة المعارف - الإسكندرية.
* غريب جمعة : الرطب بين القرآن و العلم - المجلة العربية – ذو الحجة – 1415ه.
* محمد على البار : تحنيك المولود وما فيه من أعجاز علمي – مجلة الأعجاز العلمي.
* مساعد بن صالح الطيار : النخيل في القرآن و السنة و التراث مجلة العلوم و التقنية
شوال 1422ه.
* ناول عبد الهادي : الكالسيوم ضروري لكل ضربة من ضربات القلب المجلة العربية -
صفر 1416ه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.