يعرف الكركم ببلادنا باسم الخرقوم البلدي؛ أما علميا فهو Curcuma longa، وقد كان العرب يسمونه الورس؛ ذكر الترمذي في جامعه من حديث زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم" أنه كان ينعت الزيت والورس من ذات الجنب" قال قتادة "يلد به" ويلد من الجانب الذي يشتكيه". وروى ابن ماجة في سننه من حديث زيد بن أرقم أيضا قال "نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ذات الجنب، ورسا وقسطا وزيتا: يلد به". وصح عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: "كانت النفساء تقعد بعد نفاسها أربعين يوما، وكانت إحدانا تطلى الورس على وجهها من الكلف". ونبات الخرقوم عشب من فصيلة الزنجبيل، معمر بجذوره لكن أوراقه حولية، والجزء المستعمل منه كدواء وغذاء هو الجذامير التي تنموا على هيئة درنات صغيرة قرب سطح الأرض لا يتجاوز طولها 5 إلى 8 سم. يحتوي الخرقوم البلدي على زيت طيار بنسبة 4 إلى 14 بالمائة يضم العشرات من المركبات الفعالة من أهمها: كيتونات سيسكوتربينية أو ما يسمى بالتورميرونز، كوركمين المسؤول عن الصبغة الصفراء التي يتميز بها النبات وكذا عن تأثيراته الدوائية، كما يضم الخرقوم على مواد أخرى كالفلافونيدات وأحماض أمينية وقلويدات. يستورد المغرب الكركم من جزر الأنتيي وأمريكا الوسطى، ماليزيا وجزيرة جافا ودول آسيوية أخرى، استخدمت جذور الخرقوم منذ مئات السنين كمواد متبلة للأطعمة، وفي العلاج الطبي الطبيعي، وهو الآن يستعمل على نطاق واسع في الصناعة الغذائية لتحضير الصلصات والمعجنات مثلا، بالإضافة إلى صناعة النسيج حيث يستخدم كصبغة. أما على مستوى الطب الشعبي فالخرقوم معروف بخصائصه العلاجية في جميع أنحاء العالم؛ فهو يفيد في علاج قرحة المعدة، والدوخة والسيلان، كما يستعمل لتفتيح الشهية والحد من عسر الهضم، والتخفيف من تطبل البطن، ومضاد للإسهال، ومنعش ومقو ومنق للدم. ومن بين فوائده الطبية كذلك كونه يقضي على الجراثيم ويخفف من آلام لسعات الحشرات ويفيد في علاج مرض القوبا الجلدي وتوقيف النزيف وشد اللثة. أجريت عدة دراسات علمية في عدة دول كالهند، أثبتت خصائص الخرقوم العلاجية خاصة على مستوى الجهاز الهضمي والكبد والصفراء، وأظهرت نتائج إحدى الأبحاث العلمية تَفوُق تأثير الكركم على مادة الهيدروكورتزون في علاج الروماتيزم، كما أثبت البحث العلمي تميز مادة الكوركومين المتواجدة بالخرقوم كمركب من أقوى المواد المضادة للجراثيم والميكروبات، من ناحية أخرى ثبت أنه يمتلك مفعول مضاد للأكسدة يفوق الفيتامين E. وقد بينت مؤخرا إحدى الدراسات العلمية في مجال البحث الزراعي أن الكركم يمتلك خصائص مضادة للحشرات قد تؤهله ليستعمل كمبيد زراعي طبيعي بديلا عن المبيدات الكيميائية للحماية الفعالة والمستدامة للمحاصيل، فاستعماله في هذا الميدان يمكن أن يقلل من احتمالات مخاطر التلوث البيئي على صحة الإنسان إلى حد كبير. من جهة أخرى، اكتشف العلماء الباحثون مؤخرا أن مستخلص الخرقوم يمتلك تأثيرا ملحوظ على الجهاز العصبي بحيث يقوم بخفض مستوى النشاط الحركي والتنسيق العضلي لذلك فمن المحتمل أن يستعمل في مجال الطب النفسي خاصة لدى الإصابة بالاكتئاب.. المراجع 1. جابر بن سالم موسى القحطاني، موسوعة جابر لطب الأعشاب، العبيكان، الطبعة الثانية 2008. 2. Christos A.Damalas, Potential uses of turmeric (Curuma longa) products as alternative means of pest management in crop production, POJ 4(3) :136-141 ,2011. 3. Nilanjana Deb and Al, Pharmacognostic and Phytochemical Evaluation of the Rhizomes of Curcuma longa Linn, Journal of PharmaSciTech; 2(2):81-86, 2013.