فكمْ قارئٍ مِن ثمَّ قدْ شَدَّ رَحلَه وقد غربتْ شمسُ المقارئ في الحُفَر وكمْ طالبٍ قد حنَّ مِن بُعدِ أرضِه فقيل : تعَزَّ الآنَ قدْ فاتَكَ الوَطَر فهيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات من في لحده حلَّ واستَقَر لنا الله يا شيخَ المشايخ والحمى قد انطمَسَتْ أعلامُه واستوى البشَر وأعوزنا من كان صاحب أمرنا إذا عنَّ إشكالٌ وجيء لمؤتَمَر لنا الله بعدَ اليوم في جَبْر كسرنا فليس سوى الرحمن يجبُر ما انكسَر مضى شيخُنا واستأثر الله بالذي حباه فما أغنى من القَدَر الحذَر ولو تنطق الجدران جاشتْ جنوبها وحدّثَ عن مأْساتنا التربُ والحجَر فيا راحلاً لبّى مناديَ ربِّه وكُلُّ امرئ ساعٍ إليه فمنتَظَر ويا قارئاً قد طبّق الأرض شُهرةً وكان بهذا الأفق أقرأ مَن خطَر فقدناَكَ فقدَ العين للنور في الدجى فقدناكَ فقدَ الأرض للشمس والقمَر ولو أنَّ ما قد حُمَّ يُفدى بحيلة فديناكَ بالأرواح والسمْع والبصَر يتبع في العدد المقبل..