فوطَّدتَ للقرآن مجداً مُؤثَّلا وطار لك الذكْرُ الذي صِيتُهُ بهَر عرفناك فيها منذ ستين ما وَنَتْ ولا اختلفتْ منك الخلائقُ والصوَر مُكّباً على التنزيل دهرَك لا تُرى بغير الذي يعنيكَ تُشغَلُ أو تُسَر فورشٌ وقالونٌ وبزٍّ وقُنبلٌ ودورٍ وسوسٍ والمجاميعُ والطُّرر رياضٌ بها في طُول يومك تجتلي وتقطف من جناتها يانعَ الزَّهَر إذا خيَّمَ الليل البهيمُ ابتدرتَه بمصباحكَ الزيتيِّ قد أَلِف السهَر تطوفُ على الطلاب تزجرُ تارةً وتهتف طوراً بالمقيمين في الحُجَر فيجتمعُ الحشد الحفيلُ كأنما همُ النحلُ في الأجباح والطيرُ في الشجر وتصدح طورا بالأراجيز منشداً رقائقَ أشعارٍ بحمد الذي فَطر ولو كان يُستغنى عن النوم لم تزل مدى العُمْر موصول القيام إلى السحَر وكنتَ حفِيّاً بالغريب محبَّباً إلى الخلق، لا زهوٌ هناكَ ولا بطَر بَذولاً لمعروف شكوراً لمثلِه غِيَاثاً لملهوفٍ مُقيلا لمن عَثر إلى أن دهاكَ السنُّ والداءُ وانتحتْ عليك صروف الدهر بالعجز والضرَر